سيناريوهات الهجمات الأوكرانية داخل موسكو للرد على روسيا
رأت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية أن هجمات أوكرانيا داخل روسيا ستؤدي إلى تصعيد خطير للحرب، وذلك بعد أن نددت موسكو بدعم وزير القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي، لحق أوكرانيا في مهاجمة أهداف في روسيا، مما أثار تكهنات بشأن ما قد يفعله الرئيس، فلاديمير بوتين، إذا امتدت الحرب عبر الحدود.
ونقلت المجلة عن خبراء قولهم إن موسكو قد تستخدم هذه الذريعة لتبرير التعبئة الجماهيرية للشعب الروسي، مشيرين إلى ”حرب ظل“ محتملة لأوكرانيا تتجاوز الخطوط الحمراء لروسيا.
وقال صامويل راماني، الزميل في ”معهد لندن الملكي للخدمات“، في مقابلة مع المجلة: ”الأوكرانيون ينظرون إلى أهداف لوجستية داخل روسيا وأهداف للطاقة ومستودعات ذخيرة وبنية تحتية أخرى تستخدم للحرب كأهداف مشروعة“.
وأضاف أنه ”بالمثل فإن روسيا تضرب البنية التحتية العسكرية الأوكرانية بإفلات نسبي من العقاب، لذا فهي متبادلة“، محذرًا من أن نوع الرد النسبي الذي تحدثت عنه موسكو، عندما قالت إن ”استفزاز لندن المباشر سيؤدي على الفور إلى ردنا المتناسب“، ربما يتمحور حول العاصمة الأوكرانية و“قصف مراكز صنع القرار داخل كييف“.
وتابع أن ”هذا ليس تهديدًا جديدًا. كان هذا هو نفس التهديد الذي فرضوه على الأوكرانيين بعد غرق موسكفا“، في إشارة إلى السفينة الروسية التي زعمت أوكرانيا أنها استهدفتها بصواريخ ”نبتون“ في البحر الأسود في 13 أبريل المنقضي.
وأفاد راماني بأن الضربة الصاروخية على العاصمة الأوكرانية الخميس الماضي عندما كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، يزور المدينة، كانت مؤشرًا على نوع الضربات التي يشنها الروس. لقد كان الروس يقومون بهذه الضربات بشكل دوري، والسبب الوحيد الذي جعل ذلك يحظى باهتمام كبير هو أنها كانت بمثابة طلقة تحذير للدبلوماسيين الأجانب من زيارة العاصمة الأوكرانية“.
وأوضحت المجلة أنه ليس من الواضح عدد حوادث اختراق كييف للأراضي الروسية، لكن ”إذاعة أوروبا الحرة“ أفادت بتقدير ما لا يقل عن اثني عشر حادثًا منذ بدء الحرب في 24 فبراير.
وتأتي تعليقات وزير القوات المسلحة البريطانية في الوقت الذي أبلغت فيه المناطق الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية عن انفجارات غير مبررة في مواقع عسكرية وصناعية، حيث ورد أن الدفاعات الجوية الروسية صدت هجومًا على قاعدة جوية عسكرية في منطقة فورونيغ الأربعاء الماضي.
وسُمع دوي انفجارات في كورسك، مع نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنها تُظهر الانفجارات. كما يُعتقد أن مستودعين للنفط في مدينة بريانسك جنوب غرب البلاد تعرضا لقصف بالصواريخ الأوكرانية الاثنين الماضي، بينما اشتعلت النيران في مستودع للذخيرة بالقرب من قرية ستارايا نيليدوفكا في منطقة بيلجورود.
وشككت ”نيوزويك“ بالمزاعم الأوكرانية بضرب أهداف روسية، وقالت إن كييف لم تُظهر الكثير من الأدلة على امتلاكها القدرة على الضرب في عمق روسيا منذ الأيام الأولى للحرب، لكنها أشارت إلى أنه إذا ثبتت صحة التقارير، فإن مثل هذه الضربات تساعد أوكرانيا لأن أي شيء يحرق الوقود أو الذخيرة ويقلل من الفاعلية القتالية بطريقة أو بأخرى يجب أن يكون مفيدًا على المدى الطويل“، لافتة إلى أنه يمكن لموسكو استخدام هذه المزاعم لتصوير كييف على أنها المعتدية، ويأتي ذلك مفيدا إذا سعت لاستدعاء جنود الاحتياط“.