حكاية "المنحة يا ريس".. قصة عيد العمال المصري بين التأييد والرفض
يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للعمال ـ عيد العمال ـ وقد بدأ الاحتفال به في استراليا اعترافًا بحقوق العمال، ثم انتقل الاحتفال إلى الولايات المتحدة، حين قام العمال في شيكاغو بمظاهرة عام 1856، مطالبين بتخفيض عدد ساعات العمل إلى ثماني ساعات، وتكرر الطلب في ولايات أخرى، وكان نتيجة الإضراب الصدام مع السلطات وحكم بالإعدام على أربعة منهم، واعتقل المتظاهرين.
ونتيجة لذلك سعى الرئيس الأمريكي كليفلاند لمصالحة مع حزب العمل، تم على إثرها تشريع عيد العمال، وإعلانه إجازة رسمية.
في عام 1889، أَعلن مؤتمر الأحزاب الاشتراكية العالمية الذي عقد في باريس تأييده لمطالب حركة العمال في الولايات المتحدة الأمريكية التي نادت بتحديد وقت العمل بثمان ساعات فقط.
واختار المؤتمر أول مايو 1890م لتنظيم مظاهرات تأييدًا لهذا القرار، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الأول من مايو إجازة باسم عيد العمال في كثير من دول العالم، وتقوم الحكومات ومنظمات العمل بتنظيم استعراضات وإلقاء خطب وأنماط احتفالية أخرى فيه تكريمًا للفئات العاملة، ولهذا اليوم أهمية خاصة في الدول الاشتراكية والشيوعية.
العيد الاشتراكى
وفي عام 1904، دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية، وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في الأول من مايو من كل عام، وتم السعي لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول.. وفي عام 1955 باركت الكنيسة الكاثوليكية الأول من مايو عيدًا للعمال.
عيد العمال المصرى
وفى مصر، اعتبر الأول من مايو يوم العمال إلا أنه في مصر، وقبل ثورة يوليو، بالرغم من تأكيد الملك فؤاد على اعتبار ذلك اليوم عيدًا للعمال وأجازة رسمية، وصف البعض ذلك العيد بالعيد الشيوعى حتى أن النبيل عباس حليم علق بأن عيد الأول من مايو الذى يحتفل به العمال الدوليون هو عيد شيوعى، الغرض منه الإيحاء بأن العمال يؤلفون طبقة خاصة أنهم ليسوا من الجموع الشعبية للأمة، وأنهم قصدوا من ذلك العيد إيجاد ديكتاتورية عمالية تستمد اتجاهاتها من موسكو.
إلا أن حكومة الثورة منذ اليوم الأول أولت هذا اليوم بمزيد من الاهتمام حتى أنها جعلته إجازة رسمية بأجر للعمال فى الدولة بما فيهم عمال القطاع الخاص، تصرف له منحة سنوية لجميع العاملين في مصر وظهر بسببها “إفيه” سنوي "المنحة فين ياريس".
وفى الثانى من مايو عام 1968، صدرت في مصر أول جريدة مصرية متخصصة وناطقة باسم العمال في الجمهورية العربية المتحدة أثناء إلقاء الرئيس جمال عبد الناصر خطابه إلى العمال في كفر الدوار.
مجموعة شبابية تتولى الإصدار
وأشرف الكاتب الصحفى عبدالله إمام على هذا العمل الصحفى الكبير، وتولى عدلي فهيم الإخراج الفني، إلى جانب مجموعة من شباب قسم الصحافة بكلية الآداب بجامعة القاهرة حتى صدر أول عدد من الجريدة في الرابعة صباحًا من يوم الثانى من مايو 1968.
توقفت عن النشر
توقفت الجريدة الورقية "العمال" حاليًا منذ اكثر من عام بسبب الأزمات المالية، وتحولت إلى موقع إليكترونى شأنها في ذلك شأن صحف مصرية عديدة.