رئيس التحرير
عصام كامل

طارق العشري: أنا مظلوم.. وحزين لتجاهلي باختيارات المنتخب.. و"البدري" اتاخد في الرجلين ( حوار )

طارق العشري
طارق العشري

أنا المدرب المصري الوحيد من خارج الأهلي والزمالك الذي حصد 5 بطولات
لا أعرف كيف يتم الاختيار للمنتخبات الوطنية وإذا كانت بالشللية والمجاملات والعلاقات نقول على الكرة السلام
نريد مدربا مصريا يتصدر المشهد ويحدث التغيير بصفوف المنتخب مثل المدرب الأجنبي
أنصح إيهاب جلال بالتركيز في العمل لأن مجهوده وبصمته بالملعب سترد على جميع المنتقدين
اتحاد الكرة المصري يعين مدير فني أجنبي وإذا فشل يأتي بمصري لامتصاص غضب الجمهور
هذا المدرب لم يحصل على فرصته كاملة رغم أن نتائجه كانت معقولة

كيروش ظلم محمد شريف وقفشة ولم يحقق هدف الوصول للمونديال
مانويل جوزيه هو من صنع شخصيتي في التدريب والشهادة سبب حرماني من التدريب بآسيا
اكتشفت أحمد عيد عبد الملك ومحمد مكي وأحمد عبد الغني وعبد السلام نجاح.
حصلت على وسام الجمهورية مع المنتخب العسكري
لم أجبر لاعبا على الإفطار لكن طالبت لاعبي الحرس بالإفطار بالكونفدرالية
التدخل بعملي سبب رحيلي عن الهلال والشعب الإماراتي

«طارق العشري» اسم له رونق خاص في مجال التدريب بكرة القدم المصرية والعربية، يمتلك من الخبرات والإمكانات والألقاب لاعبا ومدربا ما جعله مرشحا عدة مرات لقيادة المنتخب الوطني والأولمبي، وحقق ما لم يستطع مدرب خارج ناديي الأهلي والزمالك تحقيقه، قاد عددا كبيرا من الفرق المصرية والعربية، وهي: حرس الحدود وإنبي والأهلي بنغازي الليبي والشعب الإماراتي والمقاولون العرب والهلال السوداني ووادي دجلة والنادي المصري وطلائع الجيش.

تمكن العشري من حصد بعض البطولات المحلية، حيث حقق بطولة كأس مصر مرتين موسم 2009 و2010، والسوبر المحلي موسم 2009 برفقة فريق حرس الحدود وكأس العالم العسكرية 2001 أثناء تدريبه منتخب مصر العسكري وحصل على بطولة مع أهلي طرابلس.

بدأ العشري مسيرته الرياضية لاعبًا بفريق الاتحاد السكندري، وتسلم شارة كابتن الفريق فى الفترة من 1985 وحتى 1999، انضم للمنتخب الوطنى لكرة القدم في عام 1985 وظل بصفوفه حتى عام 1999، وحصل العشرى على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.

وهو لاعب حصد العديد من البطولات حيث حصل على بطولة الألعاب الأفريقية بكينيا 1987 وبطولة الأمم العسكرية بغينيا 1998 وبطولة كأس العالم العسكرية بكرواتيا 1999 وبطولة الأمم العسكرية بالقاهرة 2001. 


طارق العشرى فتح قلبه وتصفح معنا تاريخه المشرف خلال هذا الحوار لـ "فيتو": 

 

*هل أنت مدرب مظلوم مع منتخب مصر؟
طبعا مظلوم جدا، وحزين لتجاهلي في كل مرة يتم خلالها اختيار مدرب مصري للمنتخب الوطني، لأننى المدرب المصري الوحيد خارج الأهلى والزمالك الذى حصد 5 بطولات، منها اثنتان كأس مصر، وواحد سوبر، وبطولة مع أهلي بنغازي وكأس العالم العسكرية.

*هل ترى أن اختيارات مدربي المنتخبات مجاملات وشللية؟
بصراحة لا أعرف كيف يتم التقييم والاختيار للمنتخبات الوطنية، وإذا كانت بالشللية والمجاملات والعلاقات نقول على الكرة السلام، وسيضيع المدربون الجيدون وسط تلك المجاملات.

*تردد كلام عن ترشيحك لتولي قيادة المنتخب الأولمبي.
لم يحدث، ولم يتحدث معي أحد حول تولى قيادة المنتخب الأولمبي.

*ما رأيك في تولي إيهاب جلال قيادة الفراعنة؟
أتمنى له التوفيق بالطبع، ونريد أن نرى مدربا مصريا يتصدر المشهد ويحدث التغيير بصفوف المنتخب مثله مثل المدرب الأجنبي، وأنصحه بالتركيز في العمل، لأن مجهوده وبصمته بالملعب سترد على جميع المنتقدين، وأنا شخصيا متحمس جدا لهذه التجربة.


*ما رأيك في الانتقادات التي يتعرض لها إيهاب جلال؟
إيهاب جلال يشغل الآن منصبا كبيرا وهو المدير الفنى لمنتخب مصر، ولا بد من التعرض للانتقادات بشكل مستمر، ويجب أن يتعود على هذا، لكن الرد في الملعب سيكون هو الرد الأفضل، لاسيما مع نجاح تجربته.

*لماذا فشلنا فى الصعود لكأس العالم وخسرنا لقب أمم أفريقيا؟
الجميع كان يتوقع خروج المنتخب الوطنى من دور المجموعات أو الخروج من دور الـ16 من بطولة كأس الأمم الأفريقية، وخسارة نهائي بطولة الأمم جاء بسبب فرق إمكانات اللاعبين بين منتخبي مصر والسنغال، والمنتخب الوطني لعب مباريات تكتيكية دفاعية عالية الجودة، أما بالنسبة للنواحى الهجومية فلم تكن على أفضل حال، وشبه معدومة، ولم نلعب إلا عدة دقائق بسيطة فى المباراة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وكيروش ظهر بشكل مميز في الأدوار الإقصائية من بطولة الأمم الأفريقية مثل مباراة المغرب وساحل العاج وصولا إلى مباراة السنغال، ولكن الحظ كان له الكلمة العليا، ولم يقف بجانب المنتخب المصري.

*هل ظلم كيروش بعض اللاعبين؟
كيروش ظلم محمد شريف ومحمد مجدي قفشة.

*ترى من الأحق بالتأهل للمونديال مصر أم السنغال؟
السنغال طبعا أكبر المتفائلين لم يكن يتوقع الوصول لضربات الجزاء، ولم نؤد بشكل جيد هجوميا، لكنه أدى دفاعيا بشكل جيد جدا.

*ما رأيك فيما تعرض له محمد صلاح مؤخرا ثم تألقه مجددا مع ليفربول؟
محمد صلاح رمز كبير ونجم له قيمته وأهميته له ولبلده، وتاريخ بالنسبة لمصر يجب الحفاظ عليه، والاقتداء به وبأدائه وسلوكه، ولا نحبطه، وعدم انتقاده فهو بشر، وارد يصيب ويخطئ، الناس تطالبه بالأداء بنفس الشكل بصفوف المنتخب وليفربول، وهذا حقهم، لكنه يتعرض لضغوط كثيرة، ويجب التماس العذر له.

*ما رأيك في قصة إعادة مباراة مصر والسنغال؟
بصراحة الناس تقبلت الوضع وعدم التأهل، لكن مع إعطائهم بصيصا من الأمل بالمستجدات التى تم نشرها يتجدد الأمل لدى الجماهير، أنا شخصيا لا أصدق أن المباراة ستعاد.

*هل كنت مع رحيل أم بقاء كيروش؟
كيروش لم يحقق الهدف المطلوب منه، وهو التأهل لكأس العالم، وبصراحة كانت له نجاحات وإخفاقات، لكن طالما لم يحقق الهدف المنشود والمتفق عليه كان لا بد من رحيله، وأعتقد أنه أيضًا كان يرغب فى الرحيل ويجب إعطاء الفرصة لمدرب آخر، ولكن بقواعد تساعد المدرب الجديد على النجاح.

*كيف ذلك؟
للأسف اتحاد الكرة المصرى يقوم بتعيين مدير فنى أجنبى، وإذا فشل يأتي بمدير فني مصري، وهكذا لامتصاص غضب الجمهور، لذلك يجب أن يضع له خطة بعيدة المدى لبناء منتخب يستطيع المنافسة على البطولات الأفريقية والعربية والصعود لكأس العالم، وأن يكون المدير الفنى له كامل الصلاحيات في اختيار الجهاز الفني المساعد له واللاعبين.

*كيف ترى تجربة حسام البدري مع المنتخب؟
بصراحة حسام البدرى «اتاخد في الرجلين»، ولم يحصل على فرصته كاملة، رغم أن نتائجه كانت معقولة، لكن الناس حكمت على الأداء دون النتائج، وأرى أن إتحاد الكرة تسرع، وكان يجب استمراره حتى يحصل على فرصته كاملة.

*ما هي أسس اختيار اللاعبين بالمنتخب الوطني؟
لا شك أن المواهب فى مصر كثيرة جدا ويجب العمل عليهم، بداية من مراحل الناشئين المختلفة، مع توسيع قاعدة الاحتراف ليكون هناك قاعدة مهمة للمنتخب الوطنى، ومن الضرورى أن يكون اللاعب الذى يمثل المنتخب الوطنى أساسيا فى فريقه، ولا يجب أن يكون خارج قائمة الفريق أو على دكة الاحتياط، ويجب أن يضم كل مركز فى المنتخب ثلاثة وأربع لاعبين على أعلى مستوى، وأن يكون هناك لاعبون فى أقوى خمس أو عشر دوريات فى العالم مثل منتخبات شمال أفريقيا والسنغال ونيجيريا وساحل العاج.

*ما رأيك فى تأهل الأهلى لنهائى دورى الأبطال، وهل من الممكن أن يفوز باللقب؟
الأهلى فريق بطولات وقادر على الاستمرار وحصد اللقب الأفريقى، وأدى أمام الرجاء مباراة دفاعية قتالية مع تفوق الرجاء، ووسط تلك الأجواء وهدف عبد المنعم غالى جدا صعد بالأحمر لنصف النهائي، وهذا هو الأهم.

*ما هي قصتك مع مانويل جوزيه؟
أسطورة التدريب البرتغالية مانويل جوزيه جزء من حياتي وتاريخي، وهو من صنع شخصية طارق العشرى فى التدريب، لقد قمت بقضاء فترة معايشة فى النادى الأهلى عام 2006 وأفادتني كثيرا في تدريب حرس الحدود، وكان لها أثر إيجابى جدا فى نقل الفريق من مراحل الهبوط إلى المنافسة على البطولات التي حققتها معه الفوز بكأس مصر مرتين، إحداهما على حساب النادى الأهلي والأخرى على حساب إنبي وكأس السوبر المصري على حساب النادى الأهلى، وفى عام 2011 تم إلغاء الدورى المصرى، وكان الفريق فى مقدمة جدول الدورى.

*موقف لا تنساه من مانويل جوزيه؟
طالبنى موسم 2009 بالحصول على كأس مصر بعد إقصاء الأهلى من دور الـ16 تحت قيادته، وقال لي: "عايزك تاخد الكاس ده"، وتحقق ذلك على حساب إنبي، وكان يسأل عنى حينما كنت أغيب عن المعايشة بالأهلي.

*هل تمنيت تدريب الأهلى؟
بالطبع أي مدرب يتمنى تدريب النادى الأهلى، وأنا المدرب الوحيد خارج القلعة الحمراء محبوب من جماهيره، وتمنوا تدريبى لفريقهم، ولم يعترضوا أثناء ترشيحى لتدريب الأهلى عدة مرات، لكنها لم ترتقِ لأرض الواقع.

*ما رأيك فيما يحدث فى الزمالك؟
تولى فيريرا أحد أهم خطوات تصحيح المسار بالزمالك فهو مدرب كبير لديه ثقة وإمكانات وخبرات تمكنه من العودة بالفريق الأبيض.

*من المدربين الذين تركوا بصمة فى مسيرتك؟
الكابتن حلمى طولان ومحمد عمر ومانويل جوزيه.

*ما هى أزمتك مع الفرق الآسيوية؟
لا توجد أزمة، كل ما فى الأمر الاتحاد الآسيوي لا يعترف بشهادات الاتحادات الأفريقى، حاولت أبحث عن عروض فى الخليج خلال الفترة التى لم أكن فيها مرتبطا بأندية مصرية، لكن هذه كانت عقبة وبصراحة قانون صارم وضعه الاتحاد الآسيوي يطبق على كافة الاتحادات، أن المدير الفنى الذى يدرب أي فريق أول يكون حاصدا شهادات الاتحادات الآسيوي، أنا واخد شهادة الـA  من الاتحاد الأفريقى، انتهت من 2015، ومع ذلك لاتوجد أي دعوة لدورات جديدة، لكن هناك التزام كامل بالشروط للتدريب.

*ما هي أحلى فتراتك التدريبية؟
أحلى الفترات التدريبية كانت مع حرس الحدود وأهلى بنغازى وأهلى طرابلس، لأنها كانت مليئة بالبطولات، والفترة من 2005 إلى 2011 كانت من أفضل فتراتي التدريبية مع فريق حرس الحدود، لأنه استطاع الوصول بفريق يهرب من الهبوط إلى فريق بطولات يشارك فى المحافل الأفريقية ومنافسة الكبار، واكتشفت العديد من اللاعبين وحولهم إلى لاعبين سوبر، وأبرزهم أحمد عيد عبد الملك ومحمد مكى وأحمد عبد الغنى وعبد السلام نجاح.

*ماذا عن إخفاقك مع الشعب الإماراتى ورحيلك عن الهلال؟
التجربة مع الشعب الإماراتى لم تكن الأفضل على الإطلاق فى تاريخي التدريبى، أما الهلال السودانى فكان أول الدورى لكنى رحلت بسبب حدوث خلافات بينى وبين الإدارة، حيث إن رئيس النادى حاول التدخل فى صلاحياتي كمدير فنى وتعديل تشكيل الفريق.

ما هى أصعب المواقف التى تعرضت لها فى رمضان وأنت لاعب أو مدرب؟
فى السابق كانت المباريات تقام فى نهار رمضان، لأن أغلب الملاعب لم يكن بها أضواء كاشفة، وكنت أحرص دائما على الصيام فى رمضان، وأنا مدرب تعرضت لموقف صعب أثناء تدريبى لحرس الحدود أمام الصفاقسى التونسى فى بطولة الكونفدرالية الأفريقية فى رمضان، وفزنا بثلاثة أهداف مقابل هدف، وكانت هذه ثانى مشاركة للفريق فى البطولة الأفريقية ودورى المجموعات، لكن كان يترشح للنهائيات الأول فقط، وجاء “الحدود” ثانيا، ولم نتأهل.


وهناك مباراة أخرى صعبة مع حرس الحدود بالبطولة الأفريقية فى رمضان، حيث سافرنا إلى نيجيريا لمواجهة أحد الأندية هناك، وتأثر لاعبو الفريق بسبب الصيام، وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبى، وبين الشوطين طلبت منهم أن يحصلوا على وجبة خفيفة، لأن هناك رخصة بذلك، لكنهم رفضوا، وفى الشوط الثانى خسرنا بهدفين، وحينما كنت فى الجهاز الفنى لمنتخب مصر، واجهنا النرويج فى رمضان، والتى انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، وأقيمت المباراة فى الإسماعيلية، وكذلك واجهنا السودان فى مباراة انتهت بفوزنا بثلاثة أهداف مقابل هدف، وأقيمت المباراة فى الإسكندرية.

هل كنت تجبر اللاعبين على الإفطار فى رمضان؟
إطلاقا.. كنت أفضل أن أترك كل لاعب يختار بين الصيام أو الإفطار، لكن طالما أن هناك رخصة الإفطار ومع وجود مشقة السفر وإرهاق المباريات وأحيانا إقامتها فى أجواء صيفية صعبة فى نهار رمضان فما المانع من استخدام تلك الرخصة، خاصة فى اللقاءات المصيرية، لكننى لم أكن أجبر لاعبا على ذلك.

هل افتقدت الدورات الرمضانية؟
دائما كنت أحرص على المشاركة فى الدورات الرمضانية، وبصراحة وحشتنى الدورات الرمضانية فى بلدى كفر الدوار، وكانت تضم كل أبناء المدينة، بالإضافة لنجوم كبار من أهل المدينة أمثال حسن شحاتة وأحمد ناجي وإسماعيل مصطفى.
 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو" 

الجريدة الرسمية