تسريبات الاختيار.. المسلسل كشف الوجه القبيح للجماعة.. وأظهر معدن أجهزة المخابرات
يحظى الجزء الثالث من مسلسل "الاختيار" بنصيب الأسد في نسب المتابعة خلال شهر رمضان، ليس فقط لأنه يكشف الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان المحظورة، ولكن بسبب المواد الوثائقية التي استعان بها وأضفت مصداقية على جميع التفاصيل والأحداث.
ويرى المراقبون والمتابعون أن هذه المادة الوثائقية التي دمجها في أحداث المسلسل عرَّت السلوكيات الآثمة والشيطانية للجماعة الإرهابية التي أرادت اختطاف مصر، وقدمت أدلة لا تفبل تشكيكًا في نواياهم السيئة تجاه مصر والمصريين.
“فيتو” التقت خبراء إستراتيجيين وأمنيين وباحثين في شوؤن الجماعات الإسلامية ومخرجين ونقادًا للحديث عن مسلسل الاختيار وتقييمه من الناحية الفنية والسياسية والتاريخية ومدى تأثيره، لا سيما على الأجيال الجديدة التي لم تعاصر هذه الفترة المفصلية من تاريخ مصر..
ملحمة وثائقية
في البداية، أكد العميد حاتم صابر، خبير الإرهاب الدولى وقائد الفرقة ٩٩٩ سابقا، الذى شارك فى الأحداث الحقيقية بهذه الفترة من ٢٠١١ حتى ٢٠١٣ قائلا: المسلسل وثائقى بالصوت والصورة، وغير قابل للنقاش أو التزييف، والهدف من إذاعته فى هذا التوقيت كشف الحقائق أمام الرأى العام وكيفية إدارة جماعة الإخوان المحظورة للدولة فى هذه الحقبة، وكل الأحداث بالمسلسل حقيقية، وتم مراجعتها بعناية.
مضيفًا: من المشاهد الحقيقية والمؤثرة: مشهد النائب السابق لجماعة الإخوان خيرت الشاطر والحاكم الفعلى فى ذلك الوقت مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذي كان وزيرا للدفاع وقتها، وهو يهدده بالحرب على القوات المسلحة والشرطة واستقدام مقاتلين من الخارج لقتالهم.
استطرد حاتم: ما حدث فى ٢٥ يناير ٢٠١١ كان مخططا له منذ ثمانينات القرن الماضى، وتحديدا فى ١٩٨٣، عندما استعانت هيئة الأمن القومى والمخابرات الأمريكية ببرنارد لويس اليهودى الأمريكى لوضع خطة تنفيذ لإستراتيجية قيام الشرق الأوسط الجديد فى جلسات سرية، حيث اقترح فى هذا الوقت ضرورة تمكين العشائر وتكوين وحدات دينية من خلال ما يسمى “تصدير الديمقراطية للشعوب العربية والإطاحة بالملوك والرؤساء الموجودين”.
وقد تم الإعداد للمخطط حرفيا بحرفية، وبدأ تنفيذه بعد تولى كوندليزا رايس، وقد شارك فى وضع التصورات الحديثة من خلال مصريين يقومون بالعمل بالولايات المتحدة الأمريكية، وبعض ما يسمونهم: رؤساء جمعيات حقوق الإنسان، والتى أفادت بأنه يمكن تفتيت الدولة المصرية عن طريق منظمة سياسية ذات دوافع دينية تستطيع التلاعب بمشاعر المصريين، وقد وقع الاختيار على جماعة الإخوان المسلمين، وكانت التخطيط لهم من خلال أربع كلمات هى: التمكين وتوريط الجماعة وإزاحة الجماعة ثم الإحاطة بهم بحرب أهلية طاحنة مثلما حدث فى العراق وسوريا واليمن.
وتابع خبير الإرهاب الدولي: قامت كوندليزا رايس بجولات مكوكية لمكتب المرشد العام للجماعة، باعتبارهم رأس الحربة فى إدارة مخططهم بمصر والشرق الأوسط، بالإضافة إلى زيارة جيمى كارتر لمكتب المرشد العام، وأذاعت جماعة الإخوان اللقاء على شاشات التليفزيون بعدما قامت بـ"الشوشرة" على الصوت، وما حدث وقتها وقد أذاعت اللقاء بعدما علمت أن وسائل الإعلام لديها معلومات بهذه الزيارة السرية التى عنوانها زيارة رئيس الدولة الأمريكية الأسبق لمكتب المرشد لمباركة دعمهم لحكم البلاد.
مشاهد العمل حقيقية
وشدد صابر على أن كل المشاهد بالمسلسل حقيقية، مثل مشهد أحمد السقا فى بداية المسلسل وهو يمثل ضابط بالمخابرات الحربية وهو يلقى محاضرة للضباط عن السواتر فى البحث عن المعلومات، وما قاله حقيقة بالكامل، وأنا نفسى قمت بعمل ساتر وكانت الشخصية بائع ليمون ونعناع، وقد حضرت للشخصية بإطلاق لحيتى وعدم الاستحمام لمدة أسبوع، والمشى حافى القدمين، فليس من المنطقى أن يكون بائع متجول يديه نظيفتين ويضع «برفان».
متابعًا: من المشاهد الأخرى زيارة قاسم سليمانى والتى توضح كيف استعان خيرت الشاطر بالحرس الثورى الإيرانى لتشكيل حرس ثورى مصرى يحمى الجماعة، ليدرس التجربة الإيرانية بأخونة وزارة الدفاع والشرطة المصرية، ولكن عناية الله لهذا البلد لا تسمح بهذا الفعل أبدا، فكانت خططهم إنشاء ميليشيات وجماعات داخلية للنزاع الداخلى للدخول فى حرب أهلية، ولكن لولا عناية الله وبفضل يقظة الأجهزة الأمنية المصرية وقتها التى كشفت المخططات الخارجية للشعب المصرى وللعالم كله للإطاحة بمؤسسات الدولة المصرية والضرب فى ثوابتها كنا الآن فى مكان لا يعلمه إلا الله.
ونوه العميد حاتم صابر إلى ما عرضه المسلسل بشأن تعاون الجماعة مع عدة دول لتخزين الأسلحة والمتفجرات فى مصر لتنفيذ مخططهم، حيث قامت القوات المسلحة بعد توافر المعلومات بضرب مخزن للأسلحة والمفرقعات بسيناء على مساحة ٣ كيلومتر بعمق ١ كم بالطيران والمدفعية الثقيلة، تخيل حجم الأسلحة فى هذا المكان وكمية السلاح الذى كانوا يودون استخدامه داخل البلاد.
وجه الإخوان القبيح
وبدوره، أضاف رئيس جهاز الاستطلاع السابق الخبير الإستراتيجى والعسكرى اللواء دكتور نصر سالم، أن جماعة الإخوان المحظورة تم تمكينها من حكم مصر فى فترة مفصلية بواسطة جهات ودول خارجية لضرب الاستقرار فى مصر، وهو ضرب للمنطقة بالكامل، لأن مصر هى عصب منطقة الشرق الأوسط، ومسلسل الاختيار ٣ يوثق أحداثا حقيقية الهدف منها كشف النقاب عن حجم الجماعات والأسلحة التى قامت جماعة الإخوان بالتحالف مع جماعات ومليشيات أجنبية لتمكينها من حكم مصر بالطريقة التى وضعت لهم من جهات خارجية وبالتعاون مع أجهزة مخابرات دول عظمى.
مضيفًا: المسلسل كشف الدور الكبير الذى لعبته أجهزة المخابرات والأمن المصرى فى كشف مخططات التى كانت تُحاك ضد مصر، بالرغم من أن الجماعة المحظورة أرادت أن تخيف الشعب وتضرب بعض القيادات الأمنية والقضائية لبث الرعب لدى المصريين مثلما حدث فى عمل جس نبض الشعب من خلال استهدافهم للنائب العام هشام بركات وموكب وزير الداخلية، وحاولت معاقبة الأجهزة الأمنية على ما تفعله من كشفهم باستهداف الضباط المتورطين على كلامهم فى كشف مخططاتهم، مثل محمد مبروك ضابط الأمن الوطنى وضرب مبنى مديرية أمن القاهرة والقليوبية.
وكشف سالم عن أن المسلسل يعيد للمصريين أيام الرعب الذى عاشها أيام الإخوان من استهداف الأكمنة وأماكن العبادة لإخواننا فى الوطن وبث الرعب بين المواطنين واستهداف الشباب وبث المفاهيم الخاطئة فيهم لمحاربة مؤسسات الدولة بمعاونة أجهزة مخابرات خارجية ودعم لوجيستى من جماعات خارجية، مثل أنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة وداعش وغيرها من الجماعات المسلحة المتطرفة التى أشاعت الفوضى فى الدول العربية المجاورة.
وأهم مشهد فى المسلسل، والذى أوضح قوة الجيش المصرى هو طلب خيرت الشاطر مقابلة مدير المخابرات الحربية بعدما عجز عن إقناع وزير الدفاع وقتها المشير عبد الفتاح السيسى من مساعدتهم لتدمير القوات المسلحة، وقد وافق مدير المخابرات الحربية محمود حجازى على مقابلته، وعندما ذهب الشاطر إليه فى الميعاد المحدد وجد فى مكتبه المشير عبد الفتاح السيسى الذى قال له: عندما تريد مخاطبة القوات المسلحة خاطِب وزير الدفاع، لأننا كلنا واحد وأى قرار هو من ينوب عن القوات المسلحة المصرية فى اتخاذه.
وأضاف سالم أن التوثيق الذى يعرضه المسلسل يقطع أي شك ولو بسيط فى أن جماعة الإخوان المسلمين تعاونت مع دول وميليشيات لتفتيت وحدة الشعب المصرى وتقسيم أراضيه مثل دول كثيرة حولنا، ولكن هذا لن يحدث أبدا، فمصر وشعبها فى رباط إلى يوم الدين، وأرضها محفوظة من رب العالمين.
رجال أجهزة الأمن
من جانبه، وجَّه وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب اللواء إبراهيم المصري،، التحية للأبطال السريين الحقيقيين الذين جسدوا بطولاتهم مسلسل الاختيار 3، قائلا: ضحوا بحياتهم في وقت كان في منتهى الصعوبة، مشددا فى تصريحات خاصة: منهج جماعة الإخوان قائم على الكذب والافتراء، من خلال استغلال الإعلام والسوشيال ميديا في تزييف الحقائق من أجل مصلحتهم وليس لصالح مصر.وأكد وكيل لجنة الدفاع بالبرلمان، أن التسرييبات التي يعلنها مسلسل الاختيار 3، تأكيد للواقع، وأن ما حدث خلال هذه الفترة موثق بالصوت الصورة، مشيرًا إلى أن ما حدث في المسلسل غير مناف تماما لما حدث في الحقيقة خلال هذه الفترة الصعبة التي شهدتها مصر.
وأوضح النائب، أن جماعة الإخوان كانت تستغل البسطاء من أبناء الشعب المصري لإثارتهم ضد النظام والحكومة، بعد أن تم كشف زيفهم وافترائهم خلال فترة توليهم الحكم، متابعًا: جميع الأجهزة المختصة عملت بإخلاص خلال الفترة العصيبة التي عاشتها مصر عندما تأكدت من وجود مخاطر كبيرة على مستقبل هذا الوطن، ونجحت في إفشال محاولات الأجهزة المعادية من خارج البلاد من إحداث الفوضى والنيل من الوطن واستقراره وسلامته.
“كل الأماكن السيادية تخضع للمراقبة والمتابعة الإلكترونية”، وفق ما أكده الخبير الأمني اللواء محمود رشيد، موضحا: كل الأماكن السيادية مجهزة لتكون مسجلة صوت وصورة كوثائق معتمدة لكل الحوارات التى تدور بداخلها من قبل الرؤساء، لتكون توثيق للحدث، وتم نشرها فى مسلسل الاختيار لتكذيب ادعاءات الإخوان وتزيفهم للحقائق.
وأردف: فإذا تم إذاعة تلك الأخبار من خلال دراما وإسناد تلك التصريحات للممثلين فى المسلسل، لم يعطِ نفس مصداقية عرض تلك التصريحات على ألسنة أصحابها، فعرض صوت وصورة لفاسدين كانوا يخططون ضد الدولة وأمن مواطنيها ويتخابرون مع دول خارجية، ضرورة لكشف هؤلاء الجناة.
ويرى مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد نور الدين أن أفضل ما فى المسلسل هو التسريبات والتسجيلات المذاعة فى نهايته، لأن الجماعة الإرهابية اعتادت على إنكار فسادها والتبجح عند رصد جرائمها، فعند رصد تلك الجرائم بفيديوهات مسجلة لهم صوت وصورة لا يستطيعون الإنكار بعد ذلك، مضيفًا: تلك التسجيلات رفعت الستار، وكشفت عورات الإخوان بمشاهد حقيقية، وجعلت الشعب يعلم جيدا جرائمهم.
التسريبات
وكشف خبير الأمن الإستراتيجى سعد الزنط،، أن التسريبات تخرج من مكان غير معلوم، أما الوثائق تكون من مكان معلوم، لذلك تسجيلات الإخوان فى مسلسل «الاختيار3» وثائق وليست تسريبات، موضحا كل اللقاءات فى الأماكن السيادية مسجلة صوت وصورة وكتابة، مشددا على أن احتواء المسلسل على تلك الوثائق مهم جدا لأن الإخوان لهم كتائب على السوشيال ميديا ونشطون جدا عليها، ويشككون دائما على كل الاتهامات الموجهة لهم وفى أي أمور لصالح الدولة.
منوها بأن أهمية تلك التسجيلات تنبع من كونها تأكد ما جاء فى الحلقة نفسها، موضحا: الفنان يمثل مشهدا معينا والقصة والسيناريو والحوار توصل الرسالة، إنما توثق تلك القصة والمعلومة بمشاهد واقعية فى آخر الحلقة يزيد من مصداقية أحداث المسلسل. واختتم قائلا: سبب نجاح المسلسل عدم القدرة على التشكيك فيه بسبب عرض المشاهد الواقعية.
كما رأى رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة الأسبق اللواء علاء عز الدين منصور،، أن مسلسل الاختيار من المسلسلات المتميزة التى تؤرخ لفترة كان معظمنا معاصرا لها قائلا: "وكلنا تقريبا عاصرناها باستثناء صغار السن، فنستطيع أن نحكم على الأحداث وعلى المسلسل هل هو فعلا يسرد الحقائق والوقائع التى حدثت فى هذه الفترة أم لا؟"، مشددا على أن هذه التسريبات التى أتت بأصوات الأشخاص الحقيقيين وصورهم تؤكد لنا أن ما يسرده المسسل إنما هو توثيق لما حدث فى هذه الفترة.
منوها إلى أن هذا الأمر يعطى مصداقية للحدث، معتبرا تلك التسريبات نوعا من السرد الذى يندرج تحت بند التذكرة للناس الذين قد ينسون ما حدث، فالمسلسل يعيد المشهد إليهم مرة ثانية، معلقا: "الكثيرون ممن قد يتعرضون أو يستمعون لهذه التسريبات لأول مرة، ويعيد التوعية لنسبة كبيرة خاصة الشباب الذين كانوا فى هذا التوقيت صبية وأطفالا صغارا لا يعون ما يحدث على الأرض".
مواجهة الإرهاب
أما الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أحمد بأن، فأشار إلى أن استخدام هذا النوع من الدراما فى التعرض للأحداث التاريخية ومحاولة إبراز بعض الحقائق والأفكار تكون أجدى كثيرا من الدراسات العلمية أو المقالات التى قد تتعرض لهذه الفترة أو تعرى سلوك الجماعة فى هذه الفترة؛ لأنها تكون أبلغ أثرا من أي مادة مكتوبة أو دراسة علمية بالنظر لحجم الشرائح التى تستفها وقوة الرسالة نفسها، خصوصا أنها تضمنت بعض المشاهد الوثائقية بالصوت والصورة.
متابعا فى حديثه لـ “فيتو”: "هذه الصور (عرَّت) سلوك الجماعة وطبيعة المؤامرات التى انخرطت والمستوى المتدنى لرجال الدولة فى هذا الوقت، سواء كان الحديث عن رئيس الدولة الرسمى والفعلى، وهو خيرت الشاطر، ومستوى التكوين السياسى فى هذه القيادات التى وثقت بها قواعد الإخوان، ثم وثق بها قواعد من الشعب".
واستكمل: "فى تقديرى إن قوة هذه الأعمال تكمن فى طبيعة الرسالة التى وجهت لقواعد الإخوان الغبية التى انكشفت أمامها مستوى هذه القيادات وتساهم فى خروج بعض هذه الشرائح من حالة الإنكار والمظلومية التى اتسمت بها خلال الفترة السابقة".
وفيما يتعلق بالفارق بين تسريبات الجزء الحالى والأجزاء السابقة، يشير الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أحمد بأن، إلى أن الفارق بين التسريبات التى تذاع فى الجزء الحالى والأجزاء الماضية، أن المتابع لشئون تنظيم الإخوإن كان يدرك الكثير من حقائق هذه التسريبات، لكن طرحها على العامة بهذا الشكل وخصوصا ممن لم يشارك فى صنع هذه الأحداث وضعت هذه التسجيلات الجميع أمام الحقائق، مختتما: "الحقائق تكون أبلغ من الدراما والبيانات السياسية والدراسات العلمية التى كتبت فى هذا الصدد".
وفنيًا.. رفض الناقد الفنى طارق الشناوى، وصف هذه المادة التسجيلية باسم التسريبات مستعيضا عن ذلك بلفظ "المادة الوثائقية"، مؤكدا أنها بمنزلة البنية التحتية والعمق الإستراتيجى لمسلسل الاختيار الجزء الثالث، فكان ينبغى أن يصاحب الخط الدرامى خط وثائقى، وبالرغم أنه منذ الجزء الأول والثانى يمتلئان بالمادة الوثائقية لكن يظل الفيصل فى الجزء الثالث، لأن المادة التى يحتويها تخص أمن الوطن، ومصير الوطن، ولهذا كان ينبغى أن يصبح ملايين المشاهدين من خلال التلفزيون شهود عيان على ما كان يجرى على أرض مصر، وتابع الشناوى: من المؤكد أن هذه التسجيلات «الوثائق» لا يمكن أن يتطرق إليها الشك من قريب أو بعيد فهذا يجعلنا شعر بأن مصر كانت على حافة حرب أهلية لو كان هؤلاء لا يزالون يحكمون الوطن.
وأضاف: أهم نقطة ارتكازية هى البنية التحتية لهذا المسلسل، لأنه يوثق بالصوت والصورة وصول مصر لحرب أهلية ومذبحة من الدماء فى الشوارع المصرية، أسوء من مشاهد سوريا من الصراع بين كل الطوائف والمحافظات وكل الأعراق والألوان.
وتابع: كلنا مدركون بنسبة كبيرة أن الإخوان فاسدون، لكن لم نتصور كل تلك البشاعة، ولم نتوقع للحظة أن رئيس وطن يبيع الأمن القومى للأعداء، لم نتخيل إلى أين كنا سنذهب، كل تلك الصور والوثائق التى تمت إضافتها فى الجزء 3 من الاختيار كانت حتمية ومهمة لمعرفة إلى أين كانت مصر ذاهبة.
وفى نفس السياق يرى المخرج عمر عبد العزيز، أنه على الرغم من عدم قدرته على المتابعة اليومية لأحداث مسلسل الاختيار فى العام الجارى لارتباطه بتصوير أعمال أخرى يتم عرضها خلال الموسم الدرامى، إلا أن الرؤية الفنية لاستعانة القائمين على المسلسل بتسريبات ومقاطع مسجلة بالصوت والصورة كنوع من المصداقية الفنية والتوثيق للأحداث الواردة خلال العمل، كون أن المؤلف والمخرج وباقى صناع العمل يتعمدون عرض تسريب يومى بنهاية كل حلقة، يؤكد ما قاموا عليه من بحث وتقصى الأحداث الواردة فى العمل بموضوعية وواقعية، أما بالنسبة لتأثير ذلك على المشاهد العادى، فيجعله يشعر بأن الأحداث حقيقية بالفعل، ويربط بين ما رآه من حبكة درامية وأحداث وقعت بالفعل رآها بالصوت والصورة لأصحابها الحقيقيين.
ومن جانبه، يرى الدكتور طارق دياب الناقد الفنى وكبير مخرجى الإذاعة، أن عرض تسجيلات مصورة ومرئية لأشخاص حقيقيين فى عمل فنى سواء كان سينمائى أو درامى يوثق الأحداث، ويؤكد ما جاء فى المعالجة الدرامية للأحداث فتبدو الأحداث أكثر واقعية، وهو ما انعكس على نسب المشاهدة للمسلسل، إذ جعلته متصدرًا لأعلى نسب للمشاهدة على كافة المستويات سواء للقنوات الفضائية أو حتى المنصات الإلكترونية، وكذلك باختلاف شرائح المشاهدين ومختلف الانتماءات والأيدولوجيات الفكرية.
نقلًا عن العدد الورقي…