30 يوم سعادة وفرح.. في وداع رمضان كيف احتفى المصريون بشهر الصوم؟ | فيديو وصور
بسرعة البرق الخاطف انقضت أيام شهر رمضان المبارك، بالأمس استقبلناه بسعادة وفرحة الذي انتظر غائبا لوقت طويل ثم امتلأت عيناه بلقائه، وها هو اليوم يودعنا هذا الضيف الذي لا يحب أبدا أن يكون "ثقيلا" يأتي بفرحته ولياليه المنيرة ويرحل بفرحة من نوع آخر بين بركات العشر الأواخر وانتظار ليلة عيد الفطر المبارك والاستعداد بالملابس الجديدة والكعك والحلوى.
كانت فيتو وعلى مدار الشهر الكريم، معكم لحظة بلحظة نحاول أن ننقل لكم من قلب الأحداث كيف احتفل المصريون بقدوم الشهر منذ أن هل علينا هلاله استقبلته الشوارع استقبالا حافلا، مرورا بلياليه الأولى وعودة صلاة التراويح مرة أخرى ودروس العصر، وعودة صلاة التهجد منذ ليلة السابع والعشرين من رمضان، وموائد الرحمن وليالي رمضان في قبة الغوري ودار الأوبرا المصرية.
شوارع المحروسة تستعد لاستقبال الشهر الكريم
قبل أن تاتي ليلالي رمضان الاولى كنا في الشوارع والميادين في الأحياء الشعبية منها والراقية، نرصد لكم الاستعدادات لهذا الشهر المبارك من محال بيع المخللات والإقبال عليها، وزينة الخيامية وورش صناعتها العتيقة الممتدة لأكثر من مائة عام.
أسرة مصرية تصنع فوانيس وتبيعها من منزلها، واسرة أخرى تتوارث صناعة الكنافة المصرية منذ أن كانت تعد على الفحم حتى اليوم والفوانيس التي زينت منطقة تحت الربع في باب الخلق بالقاهرة، وجعلتها كعروس تنتظر "عريسها"!
عودة دروس العصر وصلاة التراويح وصوت تواشيح النقشبندي
وكثير منا ينتظر شهر رمضان المبارك لأجل الصلاة في الليل وصلاة القيام أو صلاة التراويح كما يطلق عليها.
كانت العودة هذا العام لها مذاق خاص، كان ليل القاهرة ينير بأضواء المساجد الكبرى التي يؤذن فيها المؤذن "صلاة القيام يرحمكم الله" فترفع الأيدي وتمتد لخالقها آملة ألا تعود خائبة الرجاء، وفي تلك الليالي وثقت عدسة فيتو مظاهر هذه الروحانيات التي يتفرد بها شهر الصوم.
وتزامن ذلك مع افتتاح ساحة مسجد الحسين مع بدايات شهر رمضان بعد أعمال تطويره، ومن خلال عدسة فيتو رصدنا لكم كيف استقبل المصلون هذا الحدث الجلل بترميم ساحة وضريح سبط رسولنا الكريم.
وعادت موائد الرحمن لتتصدر المشهد الرمضاني مرة أخرى بعد أن توقفت في أعقاب أزمة فيروس كورونا المستجد، في شرق القاهرة وغربها في الأحياء الشعبية والهادئة.
مائدة شبرا التي ينظمها عم جميل بنايوتي منذ أكثر من اربعين عاما، وموائد المطرية التي تسع من الحبايب 3000، وتلك التي ترتكز في حي فيصل بالجيزة وخصصها القائمون عليها لاستقبال أبناء الجاليات العربية من سوريا واليمن وغيرهم.
ليست موائد الإفطار فحسب بل للسحور نصيبه هو الآخر، في موائد سحور بولاق الدكرور وسطح جودو في المرج وغيرها، حاولنا أن ننقل لكم الصورة حية، من خلال عدسة مصوري فيتو.
في كل ركن تجد الفرحة وتجد اللمة، اللمة أمام "اللقمة الحلوة" والفرحة التي تولد من التآخي والمحبة بين قطبي الأمة ففي مائدة شبرا يجلس المسيحي إلى جانب المسلم يفطران سويا، وفي مائدة فيصل اليمني إلى جانب المصري وبينهما السوري لا فرق بينهما وهكذا هو رمضان في مصر وموائد الرحمن به.
شوارع المحروسة في رمضان.. حكايات لا تنتهي
مع حلول الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، كانت الشوارع على أتم الاستعداد لاستقبال هذه الأيام، الزينة انتشرت هنا وهناك، الفرق الموسيقية التي جابت شارع المعز وما يحيط به في نطاق منطقة الحسين بالقاهرة، فيقولون إن شوارع مصر في شهر رمضان لها حكايا كثيرة يرويها أبناء البلد، من أكتوبر والمرج والمطرية والحسين وغيرهم، ففي كل منطقة ثمة حكاية حاولنا أن نرويها لكم.
ليالي الأنس في رمضان.. حفلات وحلقات ذكر
عادت أجواء رمضان ولياليه الساهرة التي لا ينام فيها القمر ولا تنام العيون، لحضور حفل الفنان الكبير علي الحجار، والمقامات الروحية في الدرب الأحمر وحفلات الإنشاد في قصر طاز وبيت السحيمي، فأينما تولي وجهك تجد الحفل هذا أو ذاك كتجلي من تجليات هذا الشهر المبارك.
ليلة 27 رمضان.. مساجد مصر تستقبل المصلين في صلاة التهجد
منذ أن بدأت الليالي العشر من شهر رمضان المبارك، كانت صلاة التهجد قاصرة على البيوت فقط، ومع حلول ليلة السابع والعشرين أعلنت وزارة الأوقاف إقامة صلاة التهجد من المساجد مثل صلاة التراويح بتطبيق الإجراءات الإحترازية ذاتها، فما إن دقت الساعة تمام الثانية عشرة صباحا، كانت المساجد الكبرى تصدح بصوت إمام المسجد ينادي المصلين.
وكانت فيتو مع المصلين في جامع الأزهر ومسجد الإمام الحسين، ترصد وتنقل هذا المشهد الذي لا يضاهيه أي مشهد آخر بعظمة وجلال كلمات الله وهي تتلى فتشق هدوء الليل وتملأ الدنيا نورا، كل من لديه حاجة عند الله يقف هناك يرفع يديه إلى الله تضرعا وخشية، كبيرا كان أو صغيرا.