رئيس التحرير
عصام كامل

شعارها الوحدة الوطنية.. أمير الجواهرجي يروي حكاية مائدة رحمن عمرها ٢٠ سنة بالمهندسين| فيديو وصور

أمير الجواهرجي
أمير الجواهرجي

في منتصف شارع شهاب بحي المهندسين في محافظة الجيزة، وتحديدا أمام محل أمير لبيع المصوغات، العمل قائم على قدم وساق، الجميع هنا منهمك من أجل إعداد طعام الإفطار للمحتاجين، يقف بينهم أمير الجواهرجي مسيحي الديانة صاحب فكرة إطلاق تلك المبادرة لإفطار الصائمين في رمضان منذ أكثر من ١٩ عاما، يطمئن  علي جميع الوجبات المستهدفة والتي يصل عددها إلى ٤٨٠ وجبة في اليوم الواحد معه شركاؤه في الخير من المسلمين، في مشهد يؤكد على متانة العلاقة بين قطبي الأمة المصرية.

قبل حوالي ١٩ عاما من الآن، اختمرت الفكرة في رأس أمير لماذا لا يحاول أن يساعد أبناء المنطقة والعاملين بها في تناول الإفطار من خلال تحضير وجبات لهم قبل موعد أذان المغرب بدقائق تكون جاهزة فوق الموائد المتراصة إلى جوار بعضها أمام مدخل المحل الخاص به، "بدأت الفكرة بيا لوحدي وكنا بنعمل حوالي ١٠٠ وجبة ولكن زمان عكس دلوقتي الناس زادت وزاد معاهم عدد المحتاجين"، من تلقاء نفسها توسعت المبادرة وشارك بها العديد من أصحاب المحال المجاورة لمحل أمير رزق الجواهرجي، منهم المسلمين ومنهم المسيحيين ولكن لا وجود لتلك المسميات هناك ففي هذا المكان تجد المسلم يعمل كالمسيحي حتى وقت الإفطار حرص أمير على أن يشاركهم لبضع أيام في تناول الإفطار معهم ومع العاملين.

 


 

 

منذ ١٩ وحتى اليوم ومع اختلاف أسعار السلع والمواد الغذائية عما كانت عليه في السابق، مازالت مكونات مائدة الوحدة الوطنية، كما يطلق عليها أمير، كما هي لا ينقصها أي شيء،"إحنا من وقت ما المائدة دي اتعملت لحد النهاردة وهو نفس الأكل بنعمل دجاج بخلطة سرية عندنا إحنا وخضار وأرز ومشروب ولحمة أربع مرات في الشهر" يتحدث أمير الجواهرجي.


يشعر أمير بوجوده في هذا المكان الذي يشترك في إعداده لخروجه في هذه الصورة الكثير من الرجال الشباب بل الصغار أيضا، بالسعادة الشديدة والرضا بما يفعله يرى أن كل من يقبل على فعل هذا الشيء أو مساعدة أي شخص يحتاج ليد العون مادام يستطيع يشعر بسعادة شديدة قد لا يشعر بها إلا من خاض تلك التجربة، ربما كان ذلك أحد أسباب بقاء تلك المائدة بالرغم من غلاء الأسعار وزيادة تكلفة إعداد تلك الوجبات، بل ويأمل السنوات القادمة إن تكبر المائدة ويزيد عدد المستفيدين عن ٤٨٠ وجبة أو ٥٠٠ حتى لا يبقى صائما في شهر رمضان المبارك في نطاق عمله إلا ويجد ما يسد به جوعه.

الجريدة الرسمية