الطيب والخبيث!
فى قديم الزمان كان هناك رجل خبيث جدًا يعمل مع رجل شديد الطيبة، وكانت بينهما مشاركة عمل.. وبينما هما في الطريق سائران في رحلة عمل للتجارة وجدا بعض الأموال، وكانت 1000 دينار، ففرحا كثيرًا. طلب الطيب من الخبيث أن يعطيه نصف المبلغ الذى وجداه، فرد الخبيث وقال: من واجبي أن أنصحك بما فيه مصلحتنا يا صديقي.. وهو أن نأخذ القليل من الدنانير نقضي بها حاجتنا ونضع باقي المبلغ في مكان أمين، فإذا احتجنا له عدنا إليه وأخدناه.
فوافق الرجل الطيب وذهبا إلى مكان أسفل شجرة ضخمة، ودفنا المبلغ هناك. وبعد يوم عاد الرجل الخبيث إلى الشجرة وأخذ النقود كلها. وبعد أسبوع طلب الرجل الطيب من الرجل الخبيث أن يذهبا إلى الشجرة للحصول على بعض الدنانير لأنه فى حاجة إليها، فوافق الخبيث وذهب معه، وأخذا يحفران فلم يجدا شيئًا، أخذ الخبيث يصرخ ويولول ويتهم الطيب بأنه سرق أمواله كلها، وقال له: "أنت عدت إلى الشجرة وأخذت النقود"، فأقسم له الطيب أنه لم يفعل ذلك، ولكن الخبيث أصر على كلامه وقال له: "سوف أذهب إلى القاضي حتى تعطيني النقود التي سرقتها".
خدعة الخبيث
وأمام القاضي أخذ الخبيث يصرخ ويقول إن الرجل الطيب سرق أمواله كلها، فقال القاضي: “هل يشهد أحد بأنه سرق؟”، فقال الخبيث: الشجرة تشهد أنه سارق! فقال له القاضي: وكيف ذلك؟ فقال الخبيث: إن الشجرة تتحدث، وهي التي سوف تشهد على السارق.
عاد الخبيث إلى بيته وهو سعيد، وذهب إلى أحد أصدقائه الخبثاء وطلب منه المساعدة، وقال له:
أريد منك أن تساعدني حتى نأخذ بعض المال.. فقال له: وكيف ذلك يا صديقي؟.. فأخبره بالقصة وقال له إن الشجرة التي دفن فيها النقود هي شجرة مجوفة من الداخل، وكل ما عليك أن تدخل فيها وعندما يسألك القاضي سوف تتحدث وتقول بأن فلان الطيب هو من أخذ النقود فيحكم لنا القاضي. فقال له صديقه: ربما انقلب السحر على الساحر وتتحول الخدعة إلى مأساة.. ورفض أن يفعل ذلك. ولكن الخبيث أخذ يقنعه كثيرًا حتى وافق، بعد أن وعده بالمبلغ الذي سيحصلان عليه بخدعة الطيب والقاضي.
وفى اليوم المحدد للحكم ذهب معه ودخل إلى جوف الشجرة.. وعندما أتي القاضي والرجل الطيب، سأل القاضي الشجرة عمن سرق النقود، فقالت الشجرة: سارق النقود هو الرجل الطيب. وهنا أخذ القاضي ينظر بتعجب إلى الشجرة، ويقول: هذا شيء عجيب وأخذ يلف حول الشجرة بكثير من الدهشة، فلم يجد الجزء الموجود فيها الذي دخل منه الصديق بعد أن أخفاه الرجل الخبيث.. ولم يعرف كيف تكلمت الشجرة..
فقال: إن هذه الشجرة فتنة كبيرة، فأمر بإحراقها وقال بأن هذه الشجرة فيها شيء شرير. فقام مساعدوه بإشعال النار في الشجرة، فبدأ صديق الخبيث يختنق بداخلها، ولم يستطع أن يتحمل، فأخذ يصرخ بصوت عال ليخرجوه، وخرج وحكى القصة وهو يموت، فأمر القاضي برد المبلغ للطيب وحبس الخبيث ومات الصديق مختنقًا.. وهنا أدرك الخبيث بأن المخادع الكاذب هو الخاسر دومًا في الحياة، وأن الطيب هو من ينجيه الله مهما بلغ مكر وحيل الخبيث.