رئيس التحرير
عصام كامل

خرج ساعيًا على رزقه فقُتل حرقًا.. القصة الكاملة لوفاة منياوي متفحمًا وهو صائم.. عثروا على جثته صدفة.. والأمن يحقق مع 6 متهمين

وفاة منياوي متفحمًا
وفاة منياوي متفحمًا وهو صائم

خرج باحثًا عن عمل. انتقل من محافظة لأخرى، ليكتب الله له أن يلقى حتفه قتيلًا محروقًا داخل مركب زينه خشبي على مدخل شاطئ بور فؤاد بمحافظة بورسعيد.. «محمد محمود عثمان»، ذاك الشاب المنياوي الذي لم يتجاوز عمره الثمانية عشر عامًا، عُثر على جثته صدفه عقب السيطرة على الحريق.

المجني عليه 

ترك إبن مركز سمالوط بلدته ليستقر في محافظة بور سعيد راجيًا من الله تعالى أن يكتب له مصدر رزق داخل تلك المحافظة التي ذهب إليها وحيدًا منفردًا دون أن يكون له رفيق أو صاحب بها.

محمد محمود عثمان

اتخذ من نهار رمضان توقيتًا للبحث عن مصدر رزقه، ومن مركب زينة على شاطئ بور فؤاد مرسي له ليلًا، ويوم تلو الآخر، بدأ أهالي بور سعيد يعتادون على وجود ذلك الشاب بجوار إحدى مراكب الزينة ببور فؤاد، في فترة السحور، فمنهم من كان يعطيه مسألته عند تتأزم الأمور المادية معه، حتى ظن مترددي شاطئ بور فؤاد بأنه متشرد.

محمد محمود عثمان

وعندما كانت محافظات مصر عامة ومحافظة بور سعيد خاصة تحتفل بأعياد الربيع «شم النسيم»، الاثنين الماضي ليلا على شواطئ المحافظة، كانت جفون محمد المنياوي قد غلبها النعاس، ولكن كيف له أن ينام دون أن يتسحر كما اعتاد كل يوم داخل إحدى مراكب الزينة التي أتخذها سكنًا ومقرًا له حتى اعتاد علي رؤيته أهالي بور سعيد وخاصة مترددي شاطئ بور فؤاد.. على أن ذاك التوقيت هو توقيت سحور عامل اليومية الكائن بجوار المركب.

حريق مركب بور فؤاد

وما هي إلا دقائق معدودة، تلقت قوات الحماية المدنية ببورسعيد في الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي؛ بلاغًا من الأهالي بوقوع حريق في مركب زينة من الخشب كانت موضوعة على مدخل شاطئ بورفؤاد، تلك المركب التي كان يقطنها المنياوي، وتم الدفع بسيارتي إنقاذ، وأمكن السيطرة على الحريق.

تفحمت جثته وهو صائم

لم يعرف رجال قوات الحماية المدنية أسباب اندلاع الحريق، والأغرب من ذلك لم يعرفوا أيضًا ان ركام الحريق يحمل بين طياته جثة شاب تفحمت وهو صائم على حسب روايه مترددي المنطقة الذين اعتادوا رؤية «محمد محمود عثمان»، يتناول وجبة السحور  ما بين الواحدة فجرًا والوحدة والنصف فجرًا، في حين أن الحريق اندلع في تمام الساعة الثانية والنصف فجرًا، أي أن النوم راوده بعد تناول وجبه السحور وهو مستعدًا للصيام.

كيف تم الكشف على الجثة

وعثر عمال مجلس مدينة بورفؤاد على الجثة بالصدفة في أثناء أعمال النظافة، وظلت مجهولة ليومين، حتى تبين أنها  لـ محمد محمود عثمان حسن- 18 عامًا، ويعمل عامل باليومية في حي الجنوب بمحافظة بورسعيد.

لم يكن أمام عمال النظافة سبيل، سوى الاتصال بقوات الأمن لتدخل  جثة المنياوي دائرة الشبه الجنائية، هنا بدأ رجال الأمن  فتم زرع أكمنة متعددة داخل المدينة وتفريغ عدد من كاميرات المراقبة الموجودة في محيط الحادث، وتمكنت من ضبط 6 متهمين في تلك الواقعة.


 

الجريدة الرسمية