غموض موقف أذربيجان يثير قلق بوتين.. تقدم مساعدات إنسانية للاجئين الأوكرانيين رغم عدم إدانتها للحرب الروسية.. توقع اتفاقا لتقوية العلاقات مع موسكو وتمد أوروبا بالغاز
باتت أذربيجان، بمثابة ”شوكة“ في قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق تعبير لمجلّة ”لوبوان“ الفرنسية، حيث لا تتردد الجمهورية السوفييتية السابقة في مساعدة أوكرانيا على الصعيد الإنساني، كما تسجل تقاربا مع الأوروبيين عبر توفير الغاز بديلا عن روسيا.
ويقول تقرير المجلة الفرنسية في قراءته للسياسة التي تتبعها أذربيجان حيال الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها إنّ التناقض يبدو مذهلا، ففي 22 فبراير الماضي وبعد ساعات قليلة من اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك وتمهيدًا لدخولها الحرب في أوكرانيا كان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في الكرملين للتوقيع مع فلاديمير بوتين على اتفاقية تقوية الدبلوماسية بين البلدين.
وأشارت ”لوبوان“ إلى أنّ الاتفاقية تنصّ على التعاون العسكري بين الاتحاد الروسي والجمهورية السوفييتية السابقة وأنّ غالبية نص الاتفاقية مجرد تكرار للاتفاقيات السابقة التي ربطت بين روسيا وأذربيجان لمدة ثلاثين عامًا، لكن مع بعض الفروق الدقيقة لا سيما في مجال التعاون على مستوى المنصات الدولية.
ولكن مع اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا تجد أذربيجان نفسها أمام حتمية تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين الأوكرانيين، لكنها بالتوازي مع ذلك لم تدن العملية العسكرية الروسية.
وأرسلت أذربيجان الأسبوع الماضي مساعدات إنسانية للاجئين الأوكرانيين في مولدوفا، بينها مستلزمات طبية، تُضاف إلى مساعدات سابقة، طبية وغذائية، بقيمة 11.5 مليون يورو.
ويثير موقف أذربيجان قلقا روسيا حيث باتت موسكو تنظر إلى هذا التموقع وكأنه تمرّد من الجمهورية السوفييتية السابقة عليها، إضافة إلى معطى آخر يُظهر ”تطاول“ أذربيجان على موسكو وتقاربها ـ ولو بصفة مؤقتة ـ مع الجانب الأوروبي، فقد لجأت عدة دول أوروبية إلى خط الغاز الأذربيجاني ”تاب“ الذي يصل الغاز لأوروبا عبر البحر الأدرياتيكي، ويعمل حاليًّا بطاقته القصوى البالغة 33 مليون متر مكعب يوميًا.
ومنذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا أصبحت أذربيجان تحتل المرتبة الثالثة بين أكبر مصدّري الغاز الطبيعي للأسواق الإيطالية بفضل خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي، حيث أعلنت الشركة المشغلة للخط، أن ما مجموعه 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي من أذربيجان قد وصل الآن إلى أوروبا عبر نقطة ”كيبوي“ على الحدود اليونانية التركية، حيث يتصل خط ”تاب“ الأذربيجاني بخط الأنابيب العابر للأناضول