شيخ الأزهر: الفتنة الآن طالت الظالم والمظلوم على حد سواء | فيديو
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر:"يسعدني أن أن أقدم لكم سيادة الرئيس والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بأخلص الأماني في هذه الأيام المبارك’ بأن يعيد الله هذه الأيام على العالم أجمع الأمن والسلام ويعيد للعالم فرجا من أزماته وفتناته التي حذرنا القرآن منها ومن تأثيرها على المجتمعات".
وتابع: "لقد طالت آثار تلك الفتنة المجرم والبريء والظالم والمظلوم على حد سواء، وهذه الفتنة تجعلنا نتمسك بالاحتفال بذكرى نزول القرآن الكريم، هذا النور الذي ألهم العالم كله ورسخ في العالم قيم جديدة، فلم تمض سنوات قلائل على وفاة النبي حتى انهارت أمام فتوحات المسلمين أعتى إمبراطوريتين في العالم وأصبحت أراضيهم أرضا إسلامية حتى يوم الناس هذا".
واستكمل: "هذه الفتوحات لم تكن فتوحات استعمارية للنهب والسيطرة والتبعية وترك البلد خرابا حتى إذا ما جاء اليوم المحتوم الذي لا مفر منه حمل الاستعمار عصاه ورحل، ولم تكن هذه الفتوحات تتعامل بغطرسة القوة والسلاح ولكنها كانت فيضا جديدا من حياة بها حرية وعدلا وحرية ومساواة، وكان من المنطق أن يقف العلماء قديما وحديثا موقفا مندهشا في أمر تلك الظاهرة، ومن هؤلاء من نظر تحت قدميه وهو يحاول تفسير سر انتصارات المسلمين وبما لا يتفق مع فلسفة تلك الفتوحات وتعاليم القرآن التي حملها الفاتحون في دعوة خالصة للسلام والتعاون وتجنب القتال ما أمكن منفذين تعاليم النبي وأوامره حينما قال لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية".
وقال على لسان أحد علماء إيطالي الجنسية قائلا:" لا مفر للمسلين اليوم إذا أرادوا صنع حضارة جديدة تشبه في روعتها حضارتهم السابقة، لا مفر لهم من أن يستلهموا هذا القرآن، أسباب القرآن الذي لم يغيره قط لا أصدقائه ولا أعدائه لا المثقفون ولا الأميون.. ذلك الكتاب الذي لا يبليه الزمان، سوف يبلو المسلمون حتى ينهلوا من معين هذا الكتاب المقدس وحينها سيستعيدون هذه الحضارة وأن السنة ضرورة لفهم القرآن الكريم فهما صحيحا، ولو اتخذت آيات القرآن في معزل عن السنة" فالسنة النبوية ضرورة لفهم القرآن الكريم فهما صحيحا.
وتابع:"إن القرآن الكريم في إظهاره لغيوب في المستقبل البعيد، فمنها قصة أبي لهب الذي كان من أشد الناس إيذئا للنبي فنزل القرآن يبشر النبي بأن شيئا من ذلك لا يضره وأن هذا الرجل وامرأته سائران إلى النار، نل هذا الوعيد بمكة وسمعمه أو لهب وزوجته، ومنها أيضا أمر غلبة الروم وانهزامها أمام جحافل الفرس في الشام وفلسطين، في وقت حزن المسلمون لهزيمة الروم لأنهم أهل الكتاب والأقرب للمسلمين، وبشره القرآن المسلمين بأن الله سينصر الروم في بضع سنين، وكان ذلك سببا في دخول كثيرين في الإسلام".
وتقدم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بالتحية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق قائلا:" تحية إلى الشعب الفلسطيني وتقديرا كبيرا لصمودك وتصميمك على حراسة المسجد الأقصى، وحمياته والدفاع عنه، ودعائا من أعماق قلوبنا في هذه المناسبة المباركة أن يحق الله الحق وأهله وأعوانه ويبطل الباطل وأهله وأعوانه".