روجينا أعادت اكتشاف نفسها بنسخة حديثة من روبن هود في مسلسل انحراف
لم يكن الكثيرون يتوقعون نجاح مسلسل “انحراف" قبل بداية شهر رمضان، وهو توقع مبني فقط على مجرد الأخبار التي يتم تداولها على المواقع الإخبارية، ولكن ما حدث بعد ذلك كان مفاجأة، فالنجاح كان كبير جدًا.
المسلسل تم الإعلان عن دخوله للسباق الرمضاني في وقت متأخر، ربما قبل رمضان بثلاثة أسابيع تقريبًا، وهو ما جعل البعض يتوقع أن يخرج في شكله النهائي بمستوى ليس هو الأفضل بسبب ضيق الوقت ومحاولة الإنتهاء منه سريعًا لأنه مرتبط بموسم رمضان، وهو ما سيجعل تفاصيل مهمة تقع من صناعه، كما هي عادة الأعمال التي يتم الاستعجال في تصويرها.
لكن هذا الأمر لم يحدث وذلك لأن الفترة التي سبقت التصوير كانت في الأساس مستغلة لتلافي كل الأخطاء، حيث قام فريق العمل بالتحضير للمسلسل مدة طويلة، من شهر يوليو العام الماضي وحتى فبراير من العام الجاري، وهو ما جعل كل شيء جاهز ومتفق عليه وجاهز فقط على التصوير، لذلك فالمخرج رؤوف عبد العزيز لم يأخذ وقت كبير في التحضير أثناء التصوير، وهو ما يفسر سر اطمئنان صناعه لدخول سباق رمضان بهدوء وثقة دون الخوف من شيء.
وعند عرض المسلسل ومع حلقاته الأولى كان الجميع على موعد مع مفاجأة جديدة، فالمسلسل قصته جديدة، الدكتورة النفسية التي تقوم بالانتقام لمرضاها أو لنماذج من الحياة بشكل عام، لم ينصفهم القانون لأن الأدلة ليست في صالحهم، لكنها تعرف الحقيقة، لذلك قررت أن تكون القاضي البديل وتقتص من المجرمين الحقيقيين، نموذج جديد من روبن هود، القوي الذي يسرق من أجل الفقراء، بالفعل هو سارق، ولكنه يفعل ذلك من أجل المحتاجين، بالطبع هو خارج عن قانون الدولة، ولكنه يطبق قانون البشرية العادل.
نجاح روجينا في تجسيد شخصية الدكتورة “حور” لم يكن مفاجئ، فهي تقدم شخصية سيدة قوية، كما هو معتاد منها، وكما قالت هي كثيرًا، فهي تحب تقديم النموذج القوي من المرأة ولا تحب تقديمها في شكل كائن ضعيف مستكين، ولإيمانه الشديد بهذا الأمر فلم يكن صعبًا عليها تجسيد “حور”، وكأنها تقدم نفسها للجمهور بدون أدنى مجهود في التمثيل، في مسلسل كانت عناصر نجاحه مكتملة، ولكن أهمها بالتأكيد القصة المختلفة التي نجح صناعه بالكامل في العمل عليها بشكل رائع.
ربحت روجينا السباق في رمضان في وقت توقع فيه أن تخسر لأسباب تحدثنا عنها في البداية، ولكن التوقع الخاطئ كان سببًا في زيادة النجاح، خاصة مع الشكل النهائي الذي خرج به المسلسل، والذي أكد أن روجينا لديها الكثير من الطاقات الفنية التمثيلية لم تخرجها بعد وكانت تحتاج لمخرج مثل رؤوف عبد العزيز يخرج هذا الأمر منها، فلا يحتاج أحد لتوضيح أنهما وجدا كيمياء خاصة في العمل معًا.
كان من الممكن أن تكون البداية فقط رائعة، لذلك لم نحكم على المسلسل في بدايته، لكن مع نهاية رمضان وبعد عرض 25 حلقة منه، اتضح أن المسلسل نجح في تحقيق المراد منه وأوصل رسائله وقدم روجينا بشكل مختلف وجديد لجمهورها.