الحرب الأهلية في اليمن.. صراع الآباء تتوارثه الأبناء
في مثل هذا اليوم عام 1994، بدأت الحرب الأهلية في اليمن بعد إعلان الرئيس علي عبد الله صالح، الحرب على الحزب الاشتراكي اليمني في عدن، مما أدى إلى إعلان زعيم الحزب علي سالم البيض الانفصال عن اليمن الموحد، ودارت حرب أهلية شرسة حسمها عبد الله صالح، لكن ظلت الجراح مستمرة، وتوارث الأبناء أحقاد الآباء وصداماتهم التي لم تداوها الأيام.
ما قبل الحرب
وأعلن عن قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 بشكل مفاجئ بين الجنوب والشمال وأُعلن رئيس اليمن الشمالي علي عبد الله صالح رئيسًا ورئيس اليمن الجنوبي علي سالم البيض نائبًا للرئيس في دولة الوحدة لم تكن فيدرالية برغم الاختلافات بين النظامين المكونين لدولة الوحدة.
بحسب الاتفاق عاشت البلاد فترة انتقالية لمدة 30 شهرًا أكملت عملية الاندماج السياسي والاقتصادي بين النظامين، بمجلس رئاسي تم انتخابه من قبل الـ 26 عضوًا في المجلس الاستشاري للجمهورية العربية اليمنية والـ 17 عضوًا في مجلس الرئاسة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
المجلس الرئاسي عَيَّن رئيس للوزراء كان حيدر أبوبكر العطاس إضافة لبرلمان يضم 301 عضوًا يتكون من 159 عضو من الشمال و111 عضوا من الجنوب و31 عضو مستقل يتم تعيينهم من قبل مجلس الرئاسة.
اتفق أيضا دستور موحد وتم استفتاء عليه في مايو 1991 وجرى تأكيد التزام اليمن بالانتخابات الحرة، ونظام سياسي متعدد الأحزاب، والحق في الملكية الخاصة، والمساواة في ظل القانون، واحترام حقوق الإنسان الأساسية.
اشتعال الحرب والحسم
تشكل ائتلاف جديد للحكم بانضمام حزب الإصلاح إلى حزبي المؤتمر والاشتراكي، وتم إضافة عضو من الإصلاح لمجلس الرئاسة، لكن بدأت الصراعات تشتعل بين الائتلاف الحاكم وقام نائب الرئيس علي البيض بالاعتكاف في عدن في أغسطس 1993 وتدهور الوضع الأمني العام في البلاد، وأطلقت الاتهامات من القادة الجنوبيين أن هناك عمليات اغتيال عديدة تطالهم وأن القادة الشماليين يعملون على إقصائهم التدريجي والاستيلاء على الحكم.
انتهت فترة التوتر باشتعال الحرب بداية من شهر مايو 1994 بين الحكومة اليمنية وبين جمهورية اليمن الديمقراطية التي أعلنها علي سالم البيض وانتصرت الحكومة في النهاية وهرب قادة الانفصال خارج البلاد.