أمين "مجمع البحوث": الشريعة الإسلامية توجب على أتباعها التجديد.. والفكر لا بد أن يواجه بالفكر (حوار)
الأزهر هو حصن الإسلام.. وقادرون على تجديد الخطاب الديني
هدف للحفاظ على عقول الشباب وحماية منظومة القيم بعد انتشار الانتحار والتطرف
هذا هو صاحب فكرة انتشار الوعاظ بين الناس فى المقاهى ومراكز الشباب
لدينا 250 واعظة فى مجمع البحوث الإسلامية تم تأهيلهن بشكل علمى وإلحقاهن بلجان الفتوى الرئيسية
الاهتمام بملف الواعظات يعد ردًا على من يتهم الأزهر بتهميش دور المرأة
850 مبعوثًا فى 58 دولة حول العالم يمثلون القوة الناعمة لمصر فى الخارج
بعثة الأزهر عادت بسلام من أوكرانيا وسيتم تعويضهم ولا يوجد لنا ممثلون فى روسيا
53 ألف وافد من 112 دولة حول العالم وبرنامج خاص للارتقاء بمستواهم العلمى
لدينا أقدم لجنة لمراجعة المصحف الشريف وقمنا بمراجعة مصاحف دول عديدة
رسالتي للشباب فى الظروف الاقتصادية الحالية: أحسنوا الظن بالله والقيادة السياسية وأدوا ما عليكم
عودة المعهد الأزهرى فى كابول فى يد الجهات المعنية
قسم الفحص يراجع العمل الدرامى ويراعى مدى ملاءمته للواقع والدين والمجتمع والأحداث التاريخية
نقلة كبيرة حققها الدكتور نظير عياد أمين مجمع البحوث الإسلامية، خلال الفترة الماضية، واستطاع النهوض بكافة الملفات التى يُعنى بها المجمع، والذى يعد أحد أبرز علماء الأزهر الشريف للقيام بدوره الدعوى والعلمى ورعاية المجتمع، فما بين القوافل الدعوية التى انتشرت بين الشباب على المقاهى ومراكز الشباب، إلى القوافل المختلفة التى تجوب محافظات الجمهورية، استطاع وعاظ الأزهر ملء مساحة ليست بالقليلة بين أبناء الشعب المصرى وشبابه فى إطار الحفاظ على الهوية الإسلامية وتقديم صورة الإسلام بشكل صحيح دون إفراط أو تفريط.
«فيتو» بدورها التقت الدكتور نظير عياد أمين مجمع البحوث الإسلامية وفتحت معه نقاشًا مطولًا حول كافة الملفات التى يعنى بها المجمع، وطرحنا عليه كافة الأسئلة التى تدور فى الأذهان حول دور المجمع والخطط المستقبلية له، وإلى نص الحوار:
*فى البداية.. ما هى الرسالة التى ركز عليها المجمع خلال برامجه الرمضانية هذا العام؟
فى البداية لا بد أن نؤكد على الدور المنوط به مجمع البحوث الإسلامية، من خلال العمل على نشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وتنقية الدين مما قد يرد عليه من أفكار مغلوطة، أو أفكار غير معتدلة، وبالتالى نجد أنفسنا فى هذا الأمر أمام مسئولية دينية وأخلاقية وقانونية، ونحرص كما يحرص الجميع على استمرارية العمل طوال العام مع مضاعفته فى شهر رمضان المبارك على اعتبار أنه موسم الخيرات، ونعمل على أن نغتنم موسم الخير.
استهدفنا هذا العام تقديم أكثر من برنامج عبر صفحتنا الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى من خلال وعاظ الأزهر الشريف وأمانة المجمع ومشاركة المركز الإعلامي، وكان هناك برنامج "نحو فهم سليم" وأتشرف أن أقوم أنا بتقديمه على مدار أيام الشهر المبارك وتناولت فى حلقاته حتى الآن عددا من القضايا الجدلية التى خلقت نوعًا من الصراع أو أفرزت أفكارًا مغلوطة مثل النظرة إلى علم العقيدة وعلم الكلام، وإشكاليات أخرى مثل محبة الأوطان وعلاقتها بالدين.
بجانب قضايا المرأة والمواطنة، وبعض الآيات والأسس الدينية التى أسيء فيها، وكذلك مجموعة من البرامج التى يتم تقديمها عبر وعاظ الأزهر الشريف وتم مراعاة استخدام اللغة السهلة التى تتناسب مع أبناء الجيل الحالى، بجانب تقديم الصورة الصحيحة للإسلام وإظهار المنهج الوسطى للأزهر الشريف.
*لاحظنا خلال الفترة الماضية انتشارًا موسعًا للوعاظ بين الناس على المقاهى ومراكز الشباب.. فما الهدف من ذلك؟
دعنى أقول هنا إن المجتمع فى حاجة إلى زيادة الوعى، والذى لا بد أن يقدم بصورة صحيحة يتناسب مع المخاطب حتى لا يتحول إلى شيء عديم القيمة، والفترة الماضية كان يصعب علينا الوصول إليها بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وهذا لم يكن خاصًا بالوعظ فقط، بل كان فى شتى مجالات الحياة
لكن الآن ومع انخفاض أعداد الإصابات فنحن نبحث عن أيسر الطرق للوصول إلى عقول الشباب وآذانهم، خصوصًا وأن الشباب قد يكون معذورًا فى الفترة الحالية فى ظل وجود الثورة التكنولوجية الهائلة، وهنا يأتى الدور الذى يقوم به الأزهر الشريف من خلال قطاعاته المختلفة ومن خلال مجمع البحوث الإسلامية، حيث يذهب إلى هؤلاء الشباب فى أماكن تواجدهم، سواء فى المقاهى أو مراكز الشباب.
وتعود فكرة انتشار الوعاظ بين الناس فى المقاهى ومراكز الشباب إلى عام 2015، على يد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ثم أعيد إحياؤها مرة أخرى فى الفترة الأخيرة، خاصة أننا وجدنا منظومة قيمية يجب علينا المحافظة عليها وضبطها، خاصة مع انتشار أخبار حالات الانتحار والقتل وغيرها من الحوادث الشاذة.
فكان من باب الأمانة أن نذهب إلى هؤلاء الشباب فى أماكنهم ونحدثهم بلغتهم، حيث يتم التنبيه على الوعاظ عند النزول إلى الناس بتجنب استخدام العبارات أو المصطلحات القوية، وإنما نلجأ إلى اللغة السهلة البسيطة التى يفهمها الشباب.
وتم تدريب الوعاظ على هذا الأسلوب من خلال أكاديمية الأزهر العالمى العالمية لتدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ، ومع بداية هذه الخطة وجدنا لها صدى طيبًا جيدًا عند الناس، وهو ما دفع المجمع إلى ضرورة مضاعفة الجهود فى هذا الملف، فى ظل توجيهات دائمة من قبل فضيلة الإمام الأكبر، حيث يتم عرض تقارير شبهة دورية عليه للوقوف على أبرز الإيجابيات والسلبيات فى هذا الملف.
*حدثنا أكثر عن الرسائل والتعليمات التى ينقلها شيخ الأزهر وإدارة المجمع للوعاظ لمراعاتها عند الاحتكاك مع الناس؟
الحقيقة أن فضيلة الإمام الأكبر دائما يوجه بأن هذا العمل هو أمانة، وهى تقتضى عدة أمور، منها معرفة طبيعة المخاطب، واستشعار المسئولية، مع تركيز الحوارات على السير فى حوارات التنمية التى بدأتها الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة.
بجانب مناقشة القضايا الجدلية التى تفرز السلوكيات الشاذة، مع مراعاة مخاطبة الناس على قدر عقولهم وأفكارهم، وهناك حرص من قيادات المجمع على نقل تلك التعليمات أولا بأول عند زيارة أي محافظة من خلال الاجتماع واللقاء مع وعاظ تلك المحافظات، للتأكيد على الدور الريادى والمحورى لوعظ الأزهر الشريف والذى ننطلق فيه من مسئولية دينية وأخلاقية.
*على ذكر دور وعاظ الأزهر.. لاحظنا فى الفترة الأخيرة نشاطًا مكثفًا فى ملف واعظات الأزهر الشريف؟ فما الجديد فى هذا الملف؟
ملف الواعظات يعد واحدا من أبرز الملفات الموجود حاليا، وذلك من خلال ما حققته الواعظات فى ملف العمل الدعوى والدليل على ذلك أن لهم أكثر من منصة إلكترونية بجانب الزيارات الميدانية، وتم تأهيلهن بشكل علمى من خلال أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ، بجانب حصولهن على بعض الدورات الخاصة المتعلقة بالموضوعات التى لها علاقة بالمرأة، وهذا تم بالتعاون مع المركز الدولى للبحوث والدراسات السكانية.
وهو يتبع جامعة الأزهر الشريف بجانب بعض الكليات التابعة للجامعة، مثل دورات فن الإتيكيت، واللقاءات الإعلامية والتعامل الدبلوماسى،بالإضافة إلى دورات الجوانب العلمية والمعرفية المتخصصة، ومؤخرًا تم إلحاق بعض الواعظات بلجان الفتوى فى الأزهر الشريف، وأسبوعيًا يكون هناك ورش عمل للوعاظ من أجل التدريب على الفتوى وقواعدها.
*هل ترى أن الاهتمام بملف الواعظات يعد ردًا على من يتهم الأزهر بتهميش دور المرأة وعدم توليها المناصب القيادية؟
بالفعل يمكن أن ننظر إلى الأمر من هذه الزاوية التى ذكرتها، والواقع أن الأزهر عبر تاريخية لم يُقصِ المرأة فهذه اتهامات ويكفى أن لدينا 250 واعظة فى مجمع البحوث الإسلامية، ولدينا أكثر من 80 كلية تابعة للجامعة فى الفروع المختلفة حوالى ثلث هذا العدد على كرسى العميد نجد أستاذة دكتورة، وكذلك منصب الوكيل، وعلى رأس مجمع البحوث الإسلامية فيما يتعلق بشئون الوعظات الدكتورة إلهام محمد شاهين، على رأس مركز تطوير الطلاب الوافدين الدكتورة نهلة الصعيدى.
فكل هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن الأزهر الشريف ينظر للمرأة على أنها مخلوق له كامل الأنوثة، ولها كافة الكرامة الإنسانية والحقوق وتتساوى مع الرجل فى الحقوق والواجبات، خاصة أن الأزهر فى هذا الأمر ينطلق من الرؤية الإسلامية والتى يعمل على توصيلها وإظهارها للناس بصورة صحيحة انطلاقا من قوله تعالى: {يَا أيها النَّاسُ إنا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إن أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إن اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
*فى ملف بعثات الأزهر.. نريد أن نعرف أرقامًا أكثر عن هذا الملف، وكم تبلغ عدد البعثات التابعة للأزهر فى دول العالم؟
دعنا نتحدث فى شكل أرقام محددة لأنها دائما تكون محكمة، ونحن لدينا فى الأزهر الشريف قرابة 850 واعظًا يقومون بمهمة جليلة كسفراء للأزهر والدولة المصرية فى بلدانهم، وينتشرون فى 58 دولة على مستوى العالم فى القارات المختلفة، وأكثرهم فى قارة أفريقيا ثم آسيا وأستراليا وأمريكا، وهؤلاء يتم التنسيق بيننا وبين السفارة المصرية فى تلك الدول من أجل متابعتهم، ويتم انتقاؤهم بصورة فى منتهى الدقة.
وهذا العام تم اختيار قرابة الـ500 واعظ من أصل 9 آلاف متقدم، حيث تم اختبارهم على ثلاث مراحل وهى الامتحان التحريرى والشفوى ثم المقابلة الشخصية، والتى يكون فيها بعض السفراء من أجل إلقاء محاضرات عليهم فى كيفية التعامل وقراءة حال البلدان التى يذهبون إليها، حتى يصلح أن يكون نعم السفير للأزهر فى هذه الحالة.
*ما هى الرسالة التى يحملها مبعوثو الأزهر الشريف حول العالم من أجل إيصالها إلى شعوب الدول المختلفة؟
نحن فى هذا الملف نعمل على ثلاثة أمور، الأول: هو ريادة الدولة المصرية بحيث يتم التأكيد على ضرورة إبراز الدور الريادى والإنسانى والمجتمعى لدولة المصرية، والأمر الثانى هو التأكيد على دور للأزهر الشريف باعتبار أنه قبلة العلوم، وأنه قوة مصر الناعمة فى الخارج، والأمر الثالث والأهم هو: عرض الإسلام بصورة صحيحة دون إفراط أو تفريط.
*على ذكر البعثات الأزهرية.. هل عادت أفراد البعثة الأزهرية فى أوكرانيا؟ وهل لنا مبتعثين فى روسيا؟
كان لنا ثلاثة أفراد فى أوكرانيا وعادوا بسلامة الله مع بداية الأزمة، ولا يوجد لدينا أي مبعوثين فى روسيا، ومن المقرر أن يتم تعويض العائدين من أوكرانيا خلال الفترة القادمة عن هذه المدة
ولائحة البعوث تضمن لهم حق الاحتفاظ بالمدة المقرر لهم بشكل كامل، مثل ما حدث مع بعثة الأزهر العائدة من أفغانستان، حيث تم توزيعهم فى مأموريات على نفس الدولة التى كان عليها، وذلك لأن الابتعاث للدول يصنف كدرجات.
*هل من المتوقع أن تعود البعثة الأزهرية مرة أخرى إلى أفغانستان.. وما مصير المعهد الأزهرى فى كابول؟
هذه المسألة لا يمكننى أن أجزم فيها لأنها تتم من خلال التنسيق مع السفارة المصرية والجانب السياسى، لكننا مستعدون من أجل إيفاد شيوخ الأزهر فى أي وقت يتاح لنا ذلك فى أي جهة، والمعهد الأزهرى فى كابول ما زال موجودًا حتى الآن، لكن الدراسة فيه توقفت بسبب الحالة الأمنية فى البلاد وعودته مرة أخرى هو أمر يتم الرجوع فيه إلى الجهات المعنية بذلك.
*فيما يتعلق بملف الطلاب الوافدين فى الأزهر الشريف.. ما الذى يهدف إليه الأزهر من خلال هذا الملف؟
لدينا فى الأزهر ما يقرب من 35 ألف وافد ووافدة فى جميع المراحل التعليمية من رياض الأطفال وحتى الماجستير والدكتوراه، وهؤلاء من 112 دولة تقريبًا، وفى الآونة الأخيرة تم إعداد برنامج متميز لهم يضم زيادة الجانب المعرفى لديهم وتم التواصل مع قطاعات مدن البعوث لفتح مجالات الأنشطة بشكل أوسع، وتم توجيه الإعلان عن مسابقات ثقافية ورياضية مختلفة بين الطلاب، ولدينا المقرأة الخاصة بالطلاب والقراءة فى كتب التراث، وغيرها من الأنشطة التى تقدم لهؤلاء الطلاب فى ظل توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والذى يولى هذا الملف عناية خاصة.
*هل هناك أي أعمال درامية يتم عرضها فى السباق الرمضانى تم مراجعتها من خلال لجنة مراجعة الأعمال الدرامية فى المجمع؟
بالتأكيد كانت هناك أعمال يتم مراجعة الأحداث التاريخية بها، وذلك لأن اللجنة تضم قسمين أحدهما للفحص والآخر للمشاهدة، فقسم الفحص يراجع العمل الدرامى ويراعى مدى ملاءمته للواقع والدين والمجتمع والأحداث التاريخية، أمام قسم المشاهدة يراعى مدى مراعاة هذه الأعمال للذوق العام والأعراف والقواعد الاجتماعية.
*نريد توضيح الدور المنوط للجنة مراجعة المصحف الشريف وطبيعة العمل الذى تقوم به؟
دعنا نؤكد أن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله تعالى، لكن شاءت إرادة الله تعالى أن يكون الأزهر الشريف حصنًا فى هذا الملف، ولدينا لجنة فى مجمع البحوث الإسلامية تعد هى الأقدم فى مجال مراجعة المصحف الشريف، وهى تضم مجموعة من أمهر وأدق علماء القرآن الكريم والقراءات فى مصر كلها، والذى يدخل لهذه اللجنة كعضو لا يتم ذلك إلا بعد اختبارات متعددة شديدة الدقة ما بين قراءة ومتابعة، بجانب وضعه تحت الاختبار لمدة 6 أشهر.
وأهم ما يميز تكوينها فى الوقت الحالى هى أنها تجمع ما بين عنصرى الخبرة والشباب، كان أن هناك لحمة وترابط بين أعضائها واستشعارها جميعًا بعظم الدور المنوط بهم، وأنها قبلة للكثير من الدول، حيث تم مراجعة مصحف دولة بروناى من قبل بجانب دولة سلطنة عمان، وبعض المصاحف فى ليبيا وفلسطين، وغيرها من الدول التى تقدمت بطلبات من أجل مراجعة المصحف الخاص بها.
*لا يزال تجديد الخطاب الدينى هو العنوان الأبرز فى مصر خلال السنوات الماضية.. فما الجديد الذى يعمل عليه الأزهر فى الوقت الحالى؟
على مستوى مجمع البحوث الإسلامية فلعل ما أشرت إليه فى برامج رمضان يصب فى هذا الملف، وهذا ليس هو الإطار الوحيد، ونحن نؤمن أن الفكر لا بد أن يواجه بالفكر وفى إطار تجديد الخطاب الدينى كان هناك عدة إصدارات تواجه الفكر بالفكر وبواقعية وأسلوب علمى رصين يسهل الوصول للناس، وفى الآونة الأخيرة كثر الحديث عن التنجيم والدجل وغيره.
فكان هناك مركز الأزهر العالمى للفلك الشرعى، والجديد هنا أننا عندما نتحدث فى مثل تلك الموضوعات لا نتحدث من وجهة النظر الشرعية فقط، بل يكون هناك متخصصون معنا فى نفس المجال، وخلال الأيام القادمة سنعلن عن الملتقى العملي الأول للمجمع، والذى سيتناول قضايا المرأة من المنظور الشرعى والعرفى، وسوف يدعى فيها كبار العلماء المتخصصون فى المجالات المتخصصة، بجانب القضايا المتعددة التى يعمل عليها الأزهر فى مجال تجديد الخطاب الدينى.
*هل ترى أن البعض يتخذ ملف تجديد الخطاب الدينى ذريعة للهجوم على الأزهر وشيخه؟
قبل أن أجيب على هذه النقطة، دعنا نتفق أن الشريعة الإسلامية توجب على أتباعها التجديد، وبما أن الأزهر هو مؤسسة دينية فإنه ينطلق من هذه النظرة التى جاءت فى الشريعة الإسلامية، ويؤكد على أن التجديد هو لزمة عصرية، والإشكالية هنا هو تحرير المصطلح، فالبعض يرى أن التجديد هو الانسلاخ بالكلية من التراث أو رفض كل قديم، وفى الواقع هذا ليس تجديدًا وإنما تبديد.
وأؤكد على أن الأزهر يسير بخطى ثابتة فى هذا الأمر، ومن يقرأ كتاب «التراث والتجديد» لفضيلة الإمام الأكبر يتأكد أنه لا ينكر التجديد، ولا ينكر التراث، وهناك أكثر من دراسة صدرت عن الأزهر وقطاعاته المختلفة أكدت على أن التجديد هو سنه كونية، ولكن لا بد أن نحدد أي تجديد نريده، فيجب علينا أن نجيب عن الأسئلة التالية، وهى: كيف نجدد، ومتى نجد، ومن يجدد، ولمن نجدد؟ وكان من توصيات مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد هو أن التجديد صناعة دقيقة ينبغى أن يقوم بها من كان معروفًا بالرسوخ فى العلم.
*فى الختام.. فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعيشها العالم.. ما هى رسالتك للشعب المصرى والشباب بصفة خاصة؟
أقول لهم أحسنوا الظن بالله سبحانه وتعالى والقيادة السياسية، وأدوا ما عليكم من أدوار، ثم اتركوا الأمور لله سبحانه وتعالى وكونوا على ثقة أن الله معكم، متى كنت أنتم مع الله، وأن الحياة لحظات لا بد أن نغتنمها بصورة طيبة، كما أن الحياة فرص لا بد أن نحسن استعمالها، ولا نقسو على أنفسنا حتى لا نصل إلى حد الهزيمة النفسية، ولا نترك الأمر لأنفسنا حتى لا نصل إلى نوع من الانفلات الذى يصل بالإنسان إلى مزيد من الاحتراف، ولكن بين بين.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"…