رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفة إسرائيلية تكشف تفاصيل الهجوم اللبناني على تل أبيب

الهجوم الصاروخي على
الهجوم الصاروخي على الاحتلال الإسرائيلي

كشفت صحيفة إسرائيلية عن أنشطة حماس في لبنان على خلفية الهجوم الصاروخي أمس على الاحتلال الإسرائيلي.

 

صحيفة إسرائيلية 

وقالت صحيفة "ماكور ريشون" الإسرائيلية: إن الحركة الفلسطينية كثفت أنشطتها في لبنان بناءً على تعليمات إيرانية، وأن تلك الأنشطة مدعومة من قبل منظمة "حزب الله".

وأشارت الصحيفة إلى أن الصواريخ التي أطلقت صوب إسرائيل من اتجاه لبنان، في وقت متأخر من مساء يوم الأحد، أطلقت بالتحديد من قرية رأس العين التابعة لقضاء صور جنوب لبنان، هناك حيث المقر الرئيس لقيادة حركة "حماس" في لبنان.

وذكرت أن الحركة كثفت من أنشطتها في لبنان خلال السنوات الأخيرة بناءً على أوامر من إيران، مضيفة أنها تتلقى الدعم من "حزب الله".

صور توضح المتورطين في الهجوم على إسرائيل بحسب الصحيفة 

على غرار غزة

ونوهت إلى أن مركز ”علما“ التعليمي البحثي الإسرائيلي، الذي يركز على ملف التحديات التي تواجهها إسرائيل في الشمال، أجرى دراسات بشأن أنشطة ”حماس“ في لبنان، ووجد أنه على غرار أنشطة الحركة في قطاع غزة، تعمل ”حماس“ في لبنان أيضًا على الصعيد المدني والعسكري على السواء.

وفيما يخص الصعيد المدني، تستهدف الحركة، وفق الصحيفة، مجابهة حركة ”فتح“ الفلسطينية في لبنان، وتقديم نفسها هناك على أنها ”حامية المصالح الفلسطينية في لبنان“.

ودللت على ذلك بمثال يتعلق بالأحداث التي وقعت في ديسمبر الماضي في مخيم اللاجئين الفلسطينيين ”البرج الشمالي“ جنوب لبنان، ووقتها اندلعت صدامات بين الحركتين، تسببت في سقوط مصابين وقتلى.

وتعمل ”حماس“، وفق ما أشارت إليه الصحيفة، على الصعيد العسكري، تحت إمرة قيادة عليا توجد أركانها في تركيا وفي لبنان، ويطلق عليها ”مكتب البناء التابع لحماس“، وهو المسؤول عن بناء القوة العسكرية للمنظمة، والشق الاستخباري والتدريب والإرشاد والاتصالات والأموال والتخطيط والدعم اللوجيستي والعلاقات الخارجية.

وذهبت إلى أن هذه القيادة مسؤولة أيضا عن الأنشطة التي تنفذ بوساطة وحدتين تنفيذيتين، الأولى هي ”وحدة الشمالي“ والثانية هي وحدة ”خالد علي“، والوحدتان تعملان على تجنيد نشطاء وتأهيلهم لمهمات مختلفة، من بينها إعدادهم كقناصة، أو تدريبهم على إطلاق الصواريخ المضادة للدروع، أو إطلاق الطائرات المُسيرة وغير ذلك.

ووفق الصحيفة، تعمل الوحدتان أيضًا على تطوير وإنتاج الأسلحة، وتشكيل خلايا تنفيذية وإعداد الخطط الميدانية.

الهيكل التنظيمي للحركة  

200 ألف فلسطيني يعيشون بلبنان

وأوضحت أن قرابة 200 ألف فلسطيني يعيشون في لبنان، وأن أنشطة ”حماس“ هناك تتركز في مخيمات اللاجئين، التي يقطنها فلسطينيون كثر، بينما تجري الأنشطة العسكرية للحركة تحت إشراف ودعم ما تسمى ”شعبة فلسطين“ التابعة لفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني. 
ورأت أن أنشطة ”حماس“ في لبنان تشكل، من زاوية محددة، تحديا لمنظمة ”حزب الله“، وفسرت ذلك بأن الأخيرة ترى في نفسها ”درع لبنان“، ولكن في بعض الأحيان تباشر ”حماس“ أنشطة بشكل ذاتي، معتبرة أن إطلاق الصواريخ، الأحد، على سبيل المثال يثير شكوكا بشأن علم ”حزب الله“ بحدوثه بشكل مسبق.

وذهبت إلى أن تلك الأنشطة ”تجر حزب الله إلى مواجهة مع إسرائيل، وأن حالات إطلاق نار حدثت في الماضي بالفعل دون علم حزب الله“.

ومن ثم، رأت أن العامل المشترك في بقاء العلاقة بين المنظمتين يكمن في حقيقة أن مصالح مشتركة تجمع بينهما، وهي ”أيديولوجية فلسطين“ من ثم تحافظ منظمة ”حزب الله“ على دعمها لـ“حماس“ بأوامر من إيران، أو على الأقل يتمثل هذا الدعم في صمتها وغض الطرف عن أنشطتها في لبنان.

 

حماس 

وقالت الصحيفة: إن بيانًا أرسل في مارس 2018 من ”وحدة الشمالي“ إلى مكتب البناء التابع لحماس، أكد على ضرورة فصل ”حزب الله“ عن أنشطة هذه القيادة الفلسطينية.

كما ظهر في البيان بوضوح حجم الأنشطة المالية المختلفة للحركة، إذ أظهرت أن عشرات أو مئات الآلاف من الدولارات واليورو تنقل بوساطة شركات صرافة بغرض استخدامها لصالح معسكرات التدريب وتأهيل القناصة وغير ذلك.

وأوضحت أن قادة ”مكتب البناء“ يقيمون في تركيا ولبنان، وأن ماجد قادر محمود قادر، مواليد 1966، هو رئيس هذه القيادة ويقيم في إسطنبول، كما أنه انتقل مؤخرا إلى لبنان، ربما لأسباب أمنية.

ماجد قادر 

وذكرت أن ”قادر هو من قاد فكرة العمليات السرية ضد إسرائيل انطلاقا من لبنان وسوريا، ونائبه المدعو محمد إبراهيم سالم، من مواليد 1974، يقيم أيضا في إسطنبول، ويتولى رئاسة قسم التصنيع الخاص بالمكتب“.

ويتولى هذا القسم ملف الدعم الفني بصفة عامة، وتطوير وتصنيع القذائف والطائرات المسيرة الهجومية بشكل خاص، وفق ما أوردته الصحيفة.

وختمت بأن سالم، وهو مهندس ميكانيكي، يعد أحد رواد تطوير الصواريخ متوسطة المدى الخاصة بحركة ”حماس“، كما أنه المسؤول عن شعبة البحث والتطوير فيما يتعلق بتحسين دقة الصواريخ والمسيرات والغواصات المسيرة الانتحارية، لافتة إلى أنه أسس ورشا للتصنيع في لبنان، ويقود عمليات المشتريات التكنولوجية حول العالم لصالح الحركة.

الجريدة الرسمية