“إهانة” رجال الدين في دراما رمضان عرض مستمر.. و"فاتن أمل حربي" الأحدث
يتعرض رجال الدين من خلال دراما رمضان 2022 لحرب شرشة، حيث عمدت المسلسلات الرمضانية إلى تشويه صورتهم وتجريحهم وتقزيمهم طول الوقت.
ربما يكون هذا ليس جديدًا؛ خاصة أن صورة رجل الدين في الأعمال السينمائية والدرامية لم تكن على ما يرام.
فاتن أمل حربي
ومؤخرا.. عاد الحديث حول تناول شخصية رجال الدين فى الأعمال الفنية، خاصة بالتزامن مع عرض مسلسل فاتن أمل حربى ضمن خريطة مسلسلات رمضان 2022، والمسلسل من تأليف الكاتب إبراهيم عيسى، وبطولة نيللى كريم، شريف سلامة، وقصة المسلسل تدور حول قانون الأحوال الشخصية تحديدًا قضية إلى من تؤول حضانة الأبناء بعد انفصال الوالدين للأم أم للأب.
وخلال أحداث المسلسل تناول الكاتب نموذجين لرجال الدين الأول من خلال شخصية الشيخ يحيى (محمد الشرنوبي) العالم الأزهرى، الذى تلجأ له فاتن لمعرفة الحكمة الشرعية فى نزع حضانة أبنائها عنها، ويظهر الشيخ يحيى بمظهر رجل الدين محدود المعرفة الذى يحاول إقناع فاتن بالأدلة الشرعية، وحينما يفشل يخوض معها معركتها حتى أنه يذهب معها إلى أحد الدعاة والذى من خلاله يظهر الكاتب رجل الدين بشكل آخر، فيبدو الشيخ المتشدد لرأيه دون محاولة إقناع السائل بالجواب.
ولم تكن تلك المرة الأولى التى يسلط المؤلف فيها الضوء على شخصية رجل الدين، فسبق ذلك فى عام 2016 وطرح فيلم مولانا الذى تناول شخصية رجل الدين والداعية حاتم الشناوى، مصورًا إياه برجل الدين الوسطى لأقصى الحدود حتى أن أكثر متابعيه من شريحة الشباب.
تاريخ فني
وعلى مدار التاريخ الفنى سينمائيا ودراميا كانت الجمل الأبرز التى يربطها المشاهد برجال الدين تلك الآية القرآنية: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}، التى دائمًا ما كان يرددها الفنان الراحل حسن البارودى فى فيلم الزوجة الثانية من إخراج صلاح أبو سيف وبطولة شكرى سرحان وسعاد حسنى وصلاح منصور، فيظهر فيه شيخ القرية بالرجل المنافق المستغل للآيات القرآنية والتعاليم الدينية لإجبار أهل القرية على الخنوع لسطوة العمدة عتمان.
وعلى الجانب الآخر كانت هناك نماذج أخرى قدمها الفن حول رجل الدين، ولعل من أبرز ما قدمه الفنان الراحل يحيى شاهين فى أكثر من عمل، أولها مشاركته بفيلم (سلَّامة) 1945 حين قدم وبإتقان شخصية رجل الدين: عبد الرحمن أمام كوكب الشرق أم كلثوم، وبعدها شارك بفيلم ابن النيل عام 1951، وأدى به شخصية الرجل المتديِّن الذى يسعى لإنقاذ أخيه شكرى سرحان مما ينتظره من ضياع وانحراف فى متاهات المدينة، ليتألق بعدها بدور الشيخ حسن إمام المسجد وخريج الأزهر بفيلم «جعلونى مجرما» عام 1954، الذى يحاول إنقاذ صديقه فريد شوقى بعد دخوله السجن بسبب عمه الذى استولى على ميراث والده.
والدور الأبرز فى مسيرته حينما قدم شخصية الشيخ إبراهيم فى فيلم شيء من الخوف عام 1968 للمخرج حسين كمال فقدم دور رجل الدين الذى يقود أهل قريته للتخلص من ظلم عتريس (محمود مرسي) الذي تزوج من (فؤادة) شادية رغما عنها، وفى واحد من أهم المشاهد، تقدم الشيخ إبراهيم مسيرة كبيرة مع أهل القرية لبيت عتريس موجهين له أشهر صيحة فى تاريخ السينما: «زواج عتريس من فؤاده باطل».
ومن بين أبرز الكتاب الذين ركزوا على الجانب الخفى فى شكل رجل الدين أو بمعنى أوضح المتشدقين باسم الدين، تلك النماذج المتطرفة التى تناولها "وحيد حامد" فى عدد من أعماله، أبرزها مسلسل "العائلة" كذلك نماذج ظهرت بقوة فى أفلام "الإرهاب والكباب" و"الإرهابى" و"طيور الظلام" كنماذج لرجل الدين الصارم الذى يتاجر بالدين ويتخذه سبيلا لقتل الأبرياء، ولا يتعامل إلا بالعنف وقتل المخالف لرأيه هو الحل الأمثل، خاصة المفكرين وأصحاب الآراء الخاصة، نموذج كنا وما زلنا نراه فى المجتمع.
نقلًا عن العدد الورقي..،