انتصار تأخر 20 عاما.. فوز ماكرون برئاسة فرنسا لولاية ثانية.. ترحيب أوروبي بنجاة باريس من اليمين المتطرف
حقق إيمانويل ماكرون إنجازا تاريخيا لم تشهده فرنسا منذ عهد جاك شيراك قبل 20 عاما، إثر حصوله على مفاتيح قصر الإليزيه بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الفرنسية التي جرت أمس الأحد على الرغم من المنافسة الشرسة التي شهدتها الانتخابات الفرنسية بين ماكرون ومارين لوبان ما تسبب في ترحيب وارتياح دولي تجاه فرنسا الدولة العظمى صاحبة القوى النووية وأحد الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن.
ماكرون يحصل على مفاتيح الإليزيه
وأعيد انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسًا لفرنسا لولاية ثانية تمتد على خمس سنوات، بعدما تغلب على منافسته مارين لوبن، التي حققت بدورها أعلى نتيجة لمرشح يميني متطرف في انتخابات رئاسية منذ تأسيس الجمهورية الخامسة عام 1958.
لتسطر بذلك زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا سطرًا جديدًا من التاريخ يعبِّر عن شريحة كبيرة من الفرنسيين على الرغم من خسارتها في مارثون الرئاسة.
فيما كشفت نسب التصويت أن ماكرون حقق انتصارًا واضحًا وحصد ما بين 57،6 و58،2 % من الأصوات، بحسب تقديرات أولى نشرتها مراكز الاستطلاع، في انتخابات اتسمت بنسبة امتناع عن التصويت مرتفعة.
فبمجرد إعلان فوز الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بولاية ثانية توالت ردود الفعل المرحبة بفوزه ما يعكس ارتياحًا عالميًّا لهزيمة اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان.
فوز ماكرون بالانتخابات الرئاسية
وهنَّأ المستشار أولاف شولتز، الرئيس الفرنسي على فوزه في الانتخابات الرئاسية، معتبرًا أن الذين صوَّتوا له أرسلوا "إشارة قوية لصالح أوروبا"؛ وكتب شولتز على "تويتر"، بالفرنسية "تهانينا"، وتابع بالألمانية قائلًا "تهانينا، عزيزي الرئيس إيمانويل ماكرون.. لقد أرسل ناخبوك اليوم إشارة قوية لصالح أوروبا. يسعدني أننا سنواصل تعاوننا الجيد".
فيما غرد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون بالفرنسية الأحد، قائلًا "أهنئ إيمانويل ماكرون بإعادة انتخابه لرئاسة الجمهورية الفرنسية. فرنسا هي أحد الحلفاء الأكثر قربًا والأكثر أهمية"؛ وتابع "أنا مسرور بأن نواصل العمل معًا على موضوعات رئيسية بالنسبة إلى بلدينا وإلى العالم".
وهنأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على إعادة انتخابه رئيسًا لفرنسا لولاية ثانية؛قائلًا "خالص التهاني إلى صديقي إيمانويل ماكرون بمناسبة إعادة انتخابه رئيسًا لفرنسا، وأصدق الأمنيات من دولة الإمارات لفرنسا وشعبها الصديق بدوام التقدم والازدهار".
وتابع: "نتطلع معًا إلى ترسيخ شراكتنا الإستراتيجية وتعزيز فرص جديدة للتعاون المشترك".
رئيس الوزراء الإيطالي
وعلق رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي في بيان رسمي، قائلا إن "انتصار إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية هو خبر رائع لكل أوروبا".
وفي بروكسل، هنأ قادة الاتحاد الأوروبي الأحد، ماكرون بإعادة انتخابه رئيسا لفرنسا، ورأى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن أوروبا يمكنها "التعويل على فرنسا لخمسة أعوام إضافية".
وكتب ميشال على "تويتر": إنه "في هذه المرحلة المضطربة، نحتاج إلى أوروبا صلبة وإلى فرنسا ملتزمة تماما من أجل اتحاد أوروبي أكثر سيادة وأكثر إستراتيجية".
فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين: "أبدي ارتياحي إلى التمكن من مواصلة تعاوننا الممتاز.. معا سنمضي قدمًا بفرنسا وأوروبا".
كما رحب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، بإعادة انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا، وأكد رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، أن إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون تعزز الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
رئيس الوزراء الكندي
وهنأ جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفوزه بولاية ثانية في انتخابات الرئاسة الفرنسية بعدما تقدم على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان؛ قائلًا: «تهانينا؛ نتطلع إلى مواصلة عملنا معًا بشأن القضايا الأكثر أهمية للناس في كندا وفرنسا - من الدفاع عن الديمقراطية، إلى مكافحة تغير المناخ، إلى خلق وظائف جيدة ونمو اقتصادي للطبقة الوسطى».
وبدأ ماكرون فترة الجديدة بكلمات مؤثرة خلال خطابه في احتفال الفوز، حيث أقر أن جزءا من الفرنسيين صوتوا لصالحه من أجل قطع الطريق أمام اليمين المتطرف وهو ما يحمله "مسؤولية خلال الأعوام المقبلة".
فيما بلغت نسبة الامتناع عن التصويت 28.2% خلال الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بزيادة تقدر بـ2.7 بالمئة مقارنة بالدور الثاني سنة 2017.
مارين لوبان
اعتبرت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان الأحد أن ما حصدته من أصوات في الانتخابات الرئاسية يشكل "انتصارا مدويا"، ووعدت لوبان بـ"مواصلة" مسيرتها السياسية، مؤكدة أنها "لن تتخلى أبدا" عن الفرنسيين.
بعد حصوله عل المركز الثالث في الدور الأول، قال زعيم حزب "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون: إن الفرنسيين اختاروا وضع مستقبلهم بين يدي إيمانويل ماكرون معتبرا ذلك بمثابة خبر سارلوحدة البلاد. لكنه وصف ماكرون بأنه أسوأ رئيس يتم انتخابه خلال الجمهورية الفرنسية الخامس.