فيها حاجة حلوة.. مسلم يهدي كنيسة مارجرجس بنقادة مجسمات وتابلوهات بمناسبة عيد القيامة المجيد | فيديو
أجرت "فيتو" بثًا مباشرًا من داخل كنيسة مارجرجس بنقادة جنوب محافظة قنا، وذلك أثناء إهداء عاطف محمد مجسمًا للكنيسة احتفالًا بعيد القيامة المجيد.
وقال الأنبا بيمن، أسقف مطرانية الأقباط الأرثوذكس بنقادة وقوص وتوابعها، رئيس دير الملاك ميخائيل العامر ببرية الأساس بمدينة نقادة: إنه يشعر بالفرحة والبركة بسبب مشاركة المسلمين احتفالات عيد القيامة المجيد، مشيرًا إلى أن ذلك يسعد قلوب المصريين جميعًا.
وتابع الأنبا بيمن: نحن قلب واحد روح واحدة وكنائسنا ومساجدنا غالية علينا، ونسعى لترسيخ ذلك المفهوم فى مرحلة جديدة من تاريخ مصر فى الجمهورية الجديدة، لافتًا إلى اقتراب عيد الفطر المبارك، موجهًا التهنئة لكل المصريين بمناسبة الأعياد، مختتمًا كلمته قائلًا "تحيا مصر".
بفرح إخواتي المسيحيين زي المسلمين
وكانت "فيتو" التقت عاطف محمد إبراهيم منصور، ابن مركز نقادة، جنوب محافظة قنا، هذا المركز الذي يقطن به آلاف الأقباط، ويوجد به عدد كبير من الكنائس والأديرة.
أول مسلم يقوم بتصنيع مجسم الكنيسة
وأكد "عاطف" أنه بدأ في تصنيع مجسمات الكنيسة منذ العام الماضي، في أحد الأعياد، وطلبه مني أحد الأشخاص ليقوم بإهدائه اليهم وقال: "بالفعل عكفت على هذا المجسم لإنهائه في الوقت المحدد".
وأشار إلى أن التربية في مدينته "نقادة" أرض الحضارات المتعددة رسخ في الذهن العديد من القيم الأصيلة التي تضرب في جذور هذا الوطن الجميل.
وقال عاطف: "التربية في الصعيد ووسط أشقائنا وإخواتنا وأصدقائنا جعل بيننا حرية كبيرة في التعامل دون أي تعصب أو كراهية، بل على العكس رسَّخ لفكرة المحبة، وهذا الأمر جعلني لا أستغرب أيضًا شكل الكنائس والأديرة، ولكن كل كنيسة ودير محفورة الشكل في العقل".
وأضاف: "لم يكن بالنسبة لي شكل الكنيسة غريبًا، والمجسم لم أعانِ فيه من الشكل، ولكن المعاناة الأكبر كانت في تقسيم وشكل ومظاهر الكنيسة بشكل جيد، وخروج المجسم كأنه حقيقي، وبالفعل هذا الأمر جعلني أتفنن في كل قطعة زجاج وخشب أقوم برصها في المجسم".
مجسم الكنيسة يأخذ مني أسبوع عمل
وتابع عاطف محمد إبراهيم منصور: الأمر لم يستغرق مني سوى أسبوع واحد فقط حتى خرج المجسم بهذا الشكل الذي شاهده الجميع، وأبدى إعجابه به، وكأنها كنيسة حقيقية، والجميع استغرب هذا الأمر، ولكني لم أستغرب نفسي؛ فهذا ما كنت أفكر فيه وأسعى إليه لكي يخرج بهذا الشكل، وقد كان هذا هو الأمر.. كان الأمر تحديًا بيني وبين نفسي لكي يكون المجسم حقيقة.
ولفت إلى أنه يقوم بعمل مجسمات للمساجد، ويكتب بالزجاج أسماء الله الحسني وغيرها من التحديات التي توضح مدى الدقة والتفاني في العمل.
وعن شكل الكنيسة الموجود في المجسم، قال: "عصفت ذهني على الشكل الحديث للكنائس والموجود حاليًا؛ فنحن لدينا أشكال متعددة منها القديم والمتوسط والحديث حاليًا، وكل شكل يختلف في الخارج، طبعا هذا بعيدًا عن النظام الداخلي".
إتقان العمل
وتابع: وكما ذكرت من قِبل كان تحديًا مع النفس واجتهاد كبير، وهذا دائمًا مستوى تفكيري في العمل عندما أكون في طلب عمل، لا أنظر إلى الأمر على أنه لقمة عيش بقدر ما يكون فنًّا يستمتع به مَن يشاهده، ويتغزل فيه كل شخص يشاهده فهذا العمل باقٍ، ويصعب أن يحدث له شيء، وذلك لشدة ومتانة الأدوات المستخدمة في إتقان العمل.
وعن الهدف من هذه المجسمات، قال: "الهدف هو إسعاد إخواتي المسيحيين، كما أقوم بإسعاد المسلمين، وهذا لأننا في النهاية إخوة ونعيش تحت سماء وأرض واحدة، ومنذ القدم ونحن نسيج واحد، وسوف نظل هكذا إلى انتهاء الحياة على الأرض، ولم ولن يفرقنا أي شخص عما نحن فيه مهما حدث".