رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية جزيرة أمريكية يسكنها الذئاب والأيائل

الذئاب والأيائل
الذئاب والأيائل

ينظر العلماء الأمريكيون بدهشة لجزيرة صغيرة تابعة لولاية ”ميتشيجان“ الواقعة شمال شرق الولايات المتحدة، والتي أصبحت رمزا لتوازن نظام الحياة في غياب تواجد الإنسان، واقتصار سكانها على الذئاب والأيائل.

ويراقب العلماء هذه الجزيرة على مدار الساعة من ”كوخ صغير“ على الجزيرة النائية ”ايل رويال“ المغطاة بالثلوج في معظم أيام الشتاء.

وقالت شبكة ”أن بي سي“ الأمريكية: ”تقدم قطعة الأرض التي يبلغ طولها 45 ميلًا (75 كلم)، بعض التضاريس الأكثر إثارة للاهتمام للباحثين الذين يدرسون كيفية عمل النظم البيئية الطبيعية.. ومنذ عام 1958، راقب الباحثون باستمرار تجمعات الحيوانات هناك.

ونقلت الشبكة عن الأستاذة في كلية موارد الغابات وعلوم البيئة بجامعة ”ميتشيجان“، سارة هوي:“المنطقة هادئة للغاية مما يجعل من السهل مراقبة الحياة البرية“.

الأيائل المصابة

وعلى الرغم من البيئة المحيطة الهادئة، فإن بحثًا جديدًا نشر الأسبوع الجاري، حول الذئاب و“الايل الأمريكي“ في الجزيرة يقدم رؤية رائعة للعلاقة بين الحيوانات وفريستها، بحسب الشبكة، التي لفتت إلى ان الدراسة كشفت بان الذئاب تقضي على ”الموظ – أحد أنواع الأيائل“ المصابة بـ“إلتهاب المفاصل“ وتقتلها بوتيرة كبيرة.

وأشارت الدراسة إلى أن حيوان ”الأيل“ في الجزيرة قد يحتاج إلى ذئاب للحفاظ على صحة الأيائل من الأمراض.

ووفقا للدراسة فان البحث يمكن أن يقدم بيانات للحجج الجديدة في النقاشات الخلافية حول السيطرة على الذئاب التي تعكر صفو العديد من المجتمعات حيث ينظر بعض أصحاب المزارع إلى هذه الحيوانات على أنها تهديد لمواشيهم وسبل عيشهم.

وقال عالم الأحياء البرية، دوج سميث، الذي يدير برنامج للإكثار من الذئاب في منتزه ”يلوستون“ الوطني: ”إنها أطول دراسة للعلاقة بين الحيوان وفريسته في العالم“.

تحولات جذرية

وقالت الدراسة: ”لأكثر من قرن من الزمان، لاحظ العلماء تحولات جذرية في المجموعات السكانية من الذئاب والأيل.. ويعتقد أن الأيل قد وصل للجزيرة عبر السباحة في أوائل القرن العشرين“.

وأضافت ”ثم جاءت الذئاب.. ومن المرجح أنها وصلت للجزيرة في أربعينيات القرن الماضي ومن المحتمل أنها قطعت المسافة على سطح جليدي يبلغ طوله 15 ميلا، يتشكل أحيانًا بين جزيرة رويال وبر مينيسوتا الرئيس“.

ولفت سميث إلى أن ”الأمراض وتفشي القراد والشتاء القارس أثرت على بعض الاتجاهات السكانية للجزيرة، لكن في الأعوام الأخيرة، أحدث تغير المناخ تأثيرًا بالغ الأهمية“. 

جسور جليدية

وقال سميث ”في الأعوام الأخيرة، تضاءل عدد الذئاب في الجزيرة، جراء فقدان الجسور الجليدية، إذ لم يعد لدى تلك الذئاب أي اتصال جغرافي بالجزيرة، وهذا أدى لزيادة ضخمة في أعداد حيوان الموظ“.

وأوضح سميث أن ”دائرة الأسماك والحياة البرية الأمريكية، أطلقت مشروعًا في خريف عام 2018 لنقل الذئاب إلى الجزيرة لتوفير التنوع الجيني“.

الجريدة الرسمية