هل تغزو روسيا مولدوفا؟
رأت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية أن التصريحات التي أدلى بها القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية المركزية في روسيا، رستم مينيكايف، الجمعة الماضيه، تفيد بأن موسكو تريد إنشاء ممر عبر جنوب أوكرانيا إلى جيب ترانسنيستريا في مولدوفا، تضاف إلى التكهنات القائلة بأن روسيا ستدفع باتجاه غزو دول أخرى في أوروبا.
وجاء في تقرير للمجلة، أن ”ترانسنيستريا تقع داخل حدود مولدوفا، إلا أن كيشيناو العاصمة لا تسيطر على الجمهورية الانفصالية الناطقة بالروسية التي تقع بين نهر دنيستر والحدود المولدوفية الأوكرانية، وأنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أكدت ترانسنيستريا استقلالها عن مولدوفا؛ ما أثار أعمال عنف وتدخل روسي.
وأشارت إلى أنه لا يزال هناك نحو 1500 جندي روسي في ترانسنيستريا بصفتهم جنود حفظ سلام، وأنه في حين أن موسكو لا تعترف باستقلالها، فإن الصراع المجمد هو أداة مفيدة يستخدمها الكرملين لمنع مولدوفا من السعي لإقامة علاقات أكبر مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
واستشهدت المجلة بتصريح الرئيس الأوكراني، فولوديمر زيلينسكي، عندما قال إن تعليق مينيكايف كان إشارة إلى أن الغزو الروسي ما هو إلا بداية وإنهم يريدون بعد ذلك الاستيلاء على دول أخرى“.
وذكرت أنه من غير المعروف ما إذا كانت وجهة نظر مينيكايف تعكس وجهة نظر الكرملين، لكن في المقابل أعرب بعض المحللين عن شكوكهم في أن روسيا لديها القدرة على هذا النوع من الهجوم.
وما إذا كان بوتين يسعى لتحرك آخر في مولدوفا، قال ستيفان وولف، أستاذ الأمن الدولي بجامعة ”برمنجهام“ البريطانية في حديثه مع ”نيوزويك“ إن ”هذا احتمال واضح، بمعنى أنه يتناسب مع إستراتيجية بوتين التي ترمي إلى إعادة تشكيل أكبر قدر ممكن من أعضاء الاتحاد السوفيتي السابقين كمجال للنفوذ الروسي.“
وأضاف وولف أن ما كان يحدث في أوكرانيا منذ 2014 وما حدث في الماضي في جورجيا يتوافق مع نهج يستولي في النهاية على الأراضي بمجرد استنفاد أشكال النفوذ الأخرى على البلدان المجاورة.“
ونقلت المجلة عن محلل آخر قوله، ”يمكن بسهولة تطبيق بعض بواعث قلق الكرملين ومبرراته لغزو أوكرانيا أي حماية العرق الروسي والمتحدثين الروس من الاضطهاد الثقافي واللغوي، فضلًا عن القمع الجسدي لمنطقة ترانسنيستريا في مولدوفا أيضًا“، مضيفا ”سنعرف ما إذا كانت مولدوفا في خطر التعرض للغزو إذا بدأ الكرملين في اتهام حكومة مولدوفا بارتكاب إبادة جماعية ”ضد سكان ترانسنيستريا. وفي حين أن هذه الاتهامات ليست مقنعة لأي شخص خارج مجال المعلومات الخاضع للسيطرة المشددة لروسيا، إلا أنها توفر غطاءً واسع النطاق وتولد الدعم بين مواطني الاتحاد الروسي.
ونقلت ”نيوزويك“ عن أستاذ علوم سياسية أمريكي قوله إنه ”إذا تمكنت روسيا من إنشاء ممر بري عبر أوكرانيا، فمن المؤكد أن بوتين سيضع ترانسنيستريا نصب عينيه“، مضيفا أنه ”بعد أن عانى بوتين من هزيمة مذلة في كييف، يضطر الآن إلى إعادة الحساب وإيجاد مبرر جديد لغزو مولدوف، وأن الجسر البري الذي يوحد الروس عبر أوكرانيا ومولدوفا من شأنه أن يوفر لبوتين الغطاء المحلي الذي يحتاجه.“