التهاب الكبد الوبائي الغامض يؤرق العالم.. يستهدف الأطفال حتى 16 عاما.. السبب مجهول والصحة العالمية تعول على الحذر
يستهدف فيروس التهاب الكبد الوبائي الغامض الأطفال، وكأنها حرب فيروسية على الحاضر والمستقبل، تهدد الأبناء بعدما هدد "كوفيد 19" الآباء وتسبب في خسائر اقتصادية فادحة عالميًّا، بعد الإغلاق الذي تسبب في كساد اقتصادي يعاني العالم من تبعاته حتى الآن.
الالتهاب الكبدي الغامض
فبعد تقارير منظمة الصحة العالمية أدرك العالم أنه يواجه خطرًا حقيقيًّا يهدد مستقبل البشرية يكمن شره في أنه التهاب كبدي غامض لم يتوصل العلماء لأي علاج له، بينما المرض يتمدد في 12 دولة ليبقى الأمل في توعية الآباء من أعراض الوحش الغامض.
فبعدما كشفت منظمة الصحة العالمية أمس السبت أن طفلًا واحدًا على الأقل تُوفي في أعقاب زيادة مرض التهاب الكبد الحاد غير معروف السبب لدى الأطفال؛ انتفض العالم مطالِبًا بإيقاف هذا الوحش الرهيب خاصة بعد تسجيل 169 حالة لدى أطفال في 12 دولة.
وأصدرت المنظمة هذه الأرقام، فيما تحقق السلطات الصحية في أنحاء العالم في الزيادة الغامضة في الحالات الحادة من التهاب الكبد لدى الأطفال الصغار.
وتابعت منظمة الصحة العالمية أنه حتى 21 أبريل الجاري، تم تسجيل حالات حادة لالتهاب الكبد غير معروفة السبب في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وإسرائيل والدنمارك وأيرلندا وهولندا وإيطاليا والنرويج وفرنسا ورومانيا وبلجيكا.
وقالت المنظمة: إن 114 حالة من بين 169 حالة كانت في بريطانيا وحدها.
الصحة العالمية
وأضافت المنظمة أن الحالات المسجلة كانت لدى أطفال تتراوح أعمارهم بين شهر واحد و16 سنة، وأن 17 منها احتاجت لعمليات زرع كبد، ولم يتضمن التقرير تفاصيلَ عن حالة الوفاة جراء المرض ولم يذكر أين حدثت.
وأشارت المنظمة إلى أنها تراقب الوضع وتتعاون في هذا المجال مع السلطات الصحية البريطانية والدول الأخرى الأعضاء والشركاء.
فيما كشفت تقارير أن التهاب الكبد ينتشر بشكل "مقلق" بين الأطفال في الولايات المتحدة؛ حيث تم الإبلاغ حتى الآن عن 11 حالة لأطفال من سن 1 إلى سن 6، ويتم التحقيق في عشرات الحالات الأخرى في أوروبا.
وأصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، "تحذيرًا" صحيًّا حول 9 حالات من التهاب الكبد الحاد غير الاعتيادي لدى الأطفال، في ولاية ألاباما.
وذكرت شبكة إن بي سي نيوز أنه تم تحديد حالتين في ولاية كارولينا الشمالية وعشرات الحالات الأخرى في أوروبا.
ومع حيرة النظام الطبي وتمدد رقعة انتشار المرض بقي الأمل في الآباء لتحمل المسؤولية والوقوف في وجه المرض الخطير؛ فماذا على الآباء معرفته؟
وصايا الأطباء للآباء
وبدأت وصايا الأطباء للآباء بأنه يجب أن يكون الآباء على اطلاع بأعراض التهاب الكبد، التي تشترك مع الفيروسات الغدية والتهاب الكبد، مثل الإسهال والغثيان.
وقال ديفيد هيل، المتحدث الرسمي باسم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال: "الفيروسات عادة ما تأخذ مسارها دون الحاجة إلى تدخل طبي، لكن التهاب الكبد في بعض الأحيان يؤدي إلى دخول المستشفى، وقد يتطلب حتى زرع كبد".
وللتمييز بين أعراض الفيروس الغدي وأعراض التهاب الكبد، يجب على الآباء مراقبة الأطفال المرضى والبحث عن ألم شديد في البطن أو حمى أو بول داكن اللون أو براز فاتح اللون.
وقالت نيبوني راجاباكسي، اختصاصية الأمراض المعدية للأطفال: إن أكثر الأعراض التي يجب الانتباه إليها هي اليرقان، مما يعني تلونا أصفر في الجلد أو في بياض العين.
وقالت إستر إسرائيل، رئيسة الوحدة المساعدة لأمراض الجهاز الهضمي والتغذية للأطفال في مستشفى ماس العام للأطفال: "في هذا الوقت، فإن ممارسة العادات الصحية الجيدة، مثل غسل اليدين أو تعقيمهما بشكل متكرر، والبقاء في المنزل عندما تكون مريضًا، والابتعاد عن المرضى هي أفضل طريقة للوقاية".
علامات التهاب الكبد
وأضافت: "في هذه المرحلة، من الصعب معرفة مدى شيوع هذا الأمر، لكننا قد نرى المزيد إذا كان معديًا؛ يجب أن ينتبه الآباء لعلامات التهاب الكبد، ويجب عليهم الاتصال بأخصائي الرعاية الصحية إذا ما شعروا بالقلق".
ليبقى الأمل الأخير في الوعي من أعراض التهاب الكبد الغامض الذي أرعب البشرية وترك النظام الصحي العالمي مترنحًا أمام ضرباته.