بسبب العقوبات.. إفلاس بنك أمستردام ترايد الروسي
في أول رد فعل اقتصادي مباشر على العقوبات الغربية ضد روسيا أشهر بنك "أمستردام ترايد بنك" إفلاسه ليعلن بذلك دخول الحرب الاقتصادية مرحلة جديدة جراء تأثر قطاعات روسية بالعقوبات.
العقوبات الغربية على روسيا
وفرضت الولايات المتحدة عدة حزم من العقوبات على موسكو منذ بدء حربها في أوكرانيا في 24 فبراير، بما في ذلك استهداف أكبر المليارديرات في البلاد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه.
بينما يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض حزمة سادسة من العقوبات، بعد 5 حزم سابقة استهدفت العديد من القطاعات الروسية.
ويأتي الإعلان عن إفلاس مصرف "أمستردام ترايد بنك" التابع لـ"ألفا بنك" الروسي بسبب العقوبات، كتطور خطير في الحرب الاقتصادية الدائرة بين الطرفين، كونه أول إعلان رسمي عن تأثر القطاع المصرفي الروسي بالعقوبات.
وأعلنت محكمة هولندية الجمعة إفلاس مصرف "أمستردام ترايد بنك" المملوك من رساميل روسية بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو وكيانات روسية خاصة وعامة إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.
وصدر حُكم إشهار إفلاس هذه المؤسسة المالية التابعة لمصرف "ألفا بنك" الروسي عن محكمة دائرة أمستردام.
وأكّد المصرف المركزي الهولندي هذا القرار.
تحرك روسي
من جانبها لا تقف روسيا مكتوفة الأيدي أمام سيل العقوبات المفروض ضدها، حيث اعتزمت اتخاذ الإجراءات القانونية ضد تجميد أصول مواطنيها في الخارج التي تتضمن ذهبًا وعملات أجنبية، بحسب محافظ البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا.
وأدت العقوبات الأجنبية، التي فرضت مع شن موسكو الحرب ضد أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، إلى تجميد نحو 300 مليار دولار من 640 مليار دولار تقريبا تمتلكها روسيا في الخارج.
كان الاتحاد الأوروبي أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري وصول عدد الأشخاص المجمدة أصولهم في إطار الحرب الروسية الأوكرانية إلى 900.
ويأتي إعلان الإفلاس مع محاولة جديدة من الاتحاد الأوروبي لاستهداف القطاع المصرفي الروسي، ضمن جولة جديدة من العقوبات، وفقا لـ"فوربس".
استهداف سبيربنك
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في مقابلة مع صحيفة فيلت أم زونتاغ الألمانية، إن الاتحاد يتطلع أكثر إلى فرض عقوبات على القطاع المصرفي الروسي، خاصة سبيربنك، الذي يمثل 37% من القطاع المصرفي الروسي، مشيرة إلى وجود "مشكلات في الطاقة".
وأعفى الاتحاد الأوروبي حتى الآن أكبر بنك في روسيا من جولات العقوبات السابقة لأنه، إلى جانب بنك جازبرومبانك، إحدى القنوات الرئيسية لدفع النفط والغاز الروسي، الذي تشتريه دول الاتحاد الأوروبي على الرغم من الصراع في أوكرانيا.
وذكرت دير لاين أيضا أن الاتحاد الأوروبي يعمل على "آليات ذكية" حتى يمكن إدراج النفط في العقوبات المقبلة.
وقالت "ما يجب ألا يحدث هو أن يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسعارا أعلى من الأسواق الأخرى للإمدادات التي كانت ستذهب لولا ذلك إلى الاتحاد الأوروبي"
خلاف أوروبي
وعلى الرغم من أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ناقشوا في لوكسمبورج فرض حزمة سادسة من العقوبات ضد روسيا، إلا أن التسريبات تؤكد صعوبة التوصل إلى توافق وسط دعوات لحماية وحدة التكتل الأوروبي.
ناقش الاجتماع فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، في محاولة للتوصل إلى توافق حول إمكانية منع واردات الغاز من روسيا.
أثار الاقتراح خلافات واسعة، حيث دعا عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين إلى "نهج متطرف" تجاه روسيا بما في ذلك وقف مشتريات أوروبا من النفط والغاز، بينما تصر دول مثل الدنمارك وهولندا على الحاجة إلى "الحفاظ على الإجماع على العقوبات" وحماية "الوحدة داخل الاتحاد الأوروبي".