رئيس التحرير
عصام كامل

الحاكم بأمره فى هيئة البترول.. نائب الإنتاج رفض استثمارات أمريكية بـ40 مليون دولار

المهندس محمد بيضون
المهندس محمد بيضون

فى الوقت الذى تسعى فيه وزارة البترول بكل قوة لتقليل فاتورة الاستيراد فى شتى منتجات المواد البترولية وعلى رأسها البنزين والبوتاجاز تأتي بعض التصرفات والانفراد بالقرار من جانب بعض المسئولين فى الهيئة العامة للبترول لتؤدى لنتائج عكس توجه الوزارة فى هذه المرحلة.


السطور التالية تحمل تفاصيل إحدى قصص إغراق الوزارة فى مزيد من عمليات الاستيراد للمواد البترولية وزيادة نزيف الدولارات.

صفقة أمريكية
البداية كانت مع توجه مسئولين فى إحدى الشركات الأمريكية لمقابلة أيمن عمارة، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول للمشروعات؛ لبحث إمكانية التعاون فى إنشاء وحدات LBG والخاصة بإنتاج البوتاجاز على حساب الشركة بمبالغ تصل إلى 40 مليون دولار، وعقد اتفاق يسمح بتقليل فاتورة الاستيراد لذلك المنتج البترولى الحيوى، وهو ما قوبل بترحاب من جانب نائب الهيئة لا سيما أن الاتفاق المبدئى مع الشركة الأمريكية أسفر أيضًا عن استفادة أخرى لإحدى شركات قطاع البترول فى مجال المقاولات لتحصل على حق تشعل وتركيب الوحدات الجديدة وكذلك الصيانة لها لمدة تصل لعشر سنوات وفق عائد مالى متميز.


الأزمة التى طفت على سطح ذلك الاتفاق وكانت الوسيلة فى عرقلته، بدأت بعد إحالة الأمر من إدارة المشروعات فى هيئة البترول إلى إدارة الإنتاج فيها لدراسة الأمر، ليصطدم حلم إنشاء الوحدات مع آراء وأفكار نائب رئيس هيئة البترول للإنتاج المهندس محمد بيضون، الذى لم يتحمس للمشروع وسعى إلى إيقافه دون إبداء أسباب واضحة، وهو ما دعا مسئولى الشركة الأمريكية إلى التراجع بعد فقدان الأمل فى إتمام الأمر وانسحابهم من أي مفاوضات حول إنشاء الوحدات.


مصادر داخل هيئة البترول علقت على فشل تلك الصفقة، مبدية استغرابها من تصرفات “بيضون” وانفراده بالقرار فى صفقة مهمة، ورفضه إتمام المشروع على الرغم من سعى نائب الإنتاج لنقل وحدة كومبروسر من المنصورة إلى موقع بدر 1 للمساهمة فى مزيد من إنتاج البوتاجاز بما يساعد فى تقليل الكميات المستوردة منه.


وأوضحت المصادر أن تلك الوحدة بها مشكلات فنية منذ 15 عاما، ونقلها حاليا واحتياجها إلى الصيانة بأموال كبيرة قد لا يحقق الهدف المرجو منها فى عملية الإنتاج، كما أنه سيكلف الهيئة مزيدا من الأموال، بينما اتفاق الشركة الأجنبية كان يحمل استثمارها مباشرا ونجاحا مضمونا وأسرع فى عملية إنتاج البوتاجاز.

الحاكم بأمره
المصادر ذاتها أكدت أن الفترة الحالية داخل الهيئة العامة للبترول بها كثير من التفاصيل التى تفسر ما جرى، إذ إن «بيضون» يقترب من الوصول إلى سن التقاعد القانونى (المعاش)، حيث لم يتبق له فى الخدمة سوى شهور، فى وقت تبخر حلمه فى الوصول لكرسى رئاسة الهيئة، والذى ظن مؤخرا أنه الأقرب له، ومع تعيين الجيولوجى علاء البطل رئيسا للهيئة أصاب الإحباط “بيضون”.

وأدى إلى فتور حماسه فى العمل، بل اتخاذه قرارات فردية فى العديد من المشروعات، ومحاولته أيضًا إيجاد حل لأزمة توقف وحدة المنصورة منذ 15 عاما، منوهة بأن كل هذه الأسباب كانت دافعة لنائب رئيس هيئة البترول للإنتاج لأن يقرر عدم قبول الاستثمارات فى الوحدات الجديدة مع الشركة الأمريكية، وبالتالى تسببه فى توقف المشروع الذى كان يتفق وأجندة وزارة البترول بقيادة المهندس طارق الملا حول مزيد من التأمين للمواد البترولية خلال الفترة الحالية وتوفير الكثير من العملة الصعبة جراء عمليات الاستيراد من الخارج لهذه المواد.

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية