نائب قائد القيادة الأمريكية: حان وقت التخلص نهائيا من الاتفاق النووي
شدد النائب السابق لقائد القيادة الأمريكية في أوروبا الجنرال تشاك وولد والقائد السابق للأسطول الأمريكي السابع جون بيرد على أن الاتفاق النووي الذي يتم العمل على وضع لمساته الأخيرة مع إيران سيعرض الأمن القومي للولايات المتحدة وشركائها الإقليميين للخطر.
وكتبا في صحيفة "ذا هيل" أنه توجب على إدارة بايدن منذ فترة طويلة التخلي عن هذا الاتفاق بعدما قدمت العديد من التنازلات لصالح الإيرانيين، مطالبا الكونغرس برفض هذا الاتفاق في حال تم إنجازه.
عشرات الجنرالات يرفعون الصوت
لقد أوضح الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا بشكل مؤلم قلة الخيارات التي يمكن اللجوء إليها لمواجهة اعتداء سافر من قبل عدو مسلح نوويًا، حتى حين تكون أمريكا والكثير من أصدقائها المقربين متحدين بحزم في مواجهة مثل هذه التهديدات الواضحة والحاضرة.
ومع تأدية روسيا دورًا أساسيًا، سيمكن الاتفاق النووي إيران من إلقاء ظلالها النووية على الشرق الأوسط، هي التي شكلت لعقود من الزمن أبرز راع للإرهاب المسؤول عن مقتل مئات الأمريكيين. إن اتفاقًا كهذا خطير على أمريكا. ولهذا السبب انضم الكاتبان إلى 46 جنرالًا وأميرالًا أمريكيين في رفضهم له من خلال رسالة مفتوحة نظمها المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي.
بين الوعود والأفعال
عوضًا عن أن تقدم إدارة بايدن اتفاقًا "أطول وأقوى" يحصر طهران بشكل آمن "في الصندوق"، أصبح الاتفاق الجديد أقصر وأضعف من الاتفاق الأساسي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. سيمنح إيران برنامجًا شرعيًا على نطاق صناعي للأسلحة النووية في أقل من عشرة أعوام من اليوم.
كانت نقطة الترويج الأساسية للاتفاق سنة 2015 وفقًا لإدارة أوباما أن إيران ستحتاج إلى سنة على الأقل لإنتاج ما يكفي من الوقود لصنع قنبلة. لكن الخرق النووي حسب الاتفاق الجديد قابل للحدوث خلال ستة إلى سبعة أشهر فقط، بما يعكس التنازلات الأمريكية التي تسمح لإيران بالإبقاء على أجهزة طرد مركزي متقدمة طورتها بشكل كبير منذ بدأت تنتهك الاتفاق النووي بشكل متسلسل في 2019.
أوباما يعترف... والواقع أسوأ
لفت الكاتبان النظر إلى أن أوباما اعترف في 2015 بأن نافذة مراقبة الخرق النووي تغلق باطراد مع مرور الزمن بفضل السماح لإيران ببناء وتشغيل أجهزة طرد أكثر إنتاجية. قال أوباما حينها إن ذلك يعني أنه "في السنة 13، 14، 15... ستكون فترات الاختراق قد تقلصت إلى الصفر تقريبًا".
مع دخول العالم سنة 2022، تقلصت هذه الأطر الزمنية إلى ما بين ست وثمانية أعوام، حيث ستتمكن إيران بعدها من امتلاك برنامج نووي غير مقيد والانطلاق نحو قنبلة مع احتمال ألا يتمكن المفتشون من كشف ذلك أبدًا. لكن عيوب الاتفاق الجديد تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من قيوده الضعيفة على طموحات إيران النووية.
دفاع مستحيل
في السنة المقبلة، سينتهي حظر مجلس الأمن على تطوير طهران الصواريخ البالستية العابرة للقارات والقادرة على استهداف البر الأمريكي. وخلال ثلاثة أعوام، يلغي الاتفاق أساس أي عقوبات أممية إضافية على برنامج إيران النووي، من دون مطالبتها بالكشف عن جهودها السرية لبناء قنبلة حتى مع استمرار طهران في الاستهزاء بالتزاماتها المتعلقة بالضمانات الملزمة قانونًا. ستجعل هذه التنازلات غير المتوازنة من الدفاع عن الاتفاق أمرًا مستحيلًا.
تمويل العدوان
سيعطي الاتفاق النووي الجديد النظام المتطرف في طهران عشرات المليارات من الدولارات عبر تخفيف العقوبات، الأمر الذي سيغذي الاعتداءات الإقليمية ضد جنود الولايات المتحدة وأمنها القومي كما الأمن القومي لحلفائها، وهذا ما حصل في 2015. سيحدث ذلك في وقت ينبغي على الاستراتيجيين الأمريكيين إعطاء الأولوية للتنافس الاستراتيجي مع الصين وروسيا. ولجعل الأمور أسوأ، تطورت قدرة طهران على نشر الفوضى بشكل مطرد منذ 2015، بفعل تطويرها الكبير لصواريخها التقليدية وطائراتها بلا طيار ونشرها لهذه الترسانات في الشرق الأوسط.
إشارة خطيرة وخلاف متزايد
أضاف الكاتبان أن طهران رسمت خطًا أحمر تفاوضيًا جديدًا غير مرتبط بالاتفاق النووي نفسه، عبر طلب رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب الأمريكية. إن خطوة كهذه ستضعف مكافحة الإرهاب في الداخل الأمريكي وترسل إشارة خطيرة إلى الشرق الأوسط بشأن النظرة الأمريكية لتوسيع الحرس الوحشي للقوة العسكرية الإيرانية في مناطق مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان.
والقضية الأخيرة هي صورة مصغرة عن الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين الأساسيين حول الاتفاق النووي والتهديد الإيراني بصورة أعم. تسببت اللامبالاة الأمريكية المتصورة تجاه مخاوف شركائها الأمنية الحادة، كما حصل مع خطة العمل الشاملة المشتركة، بانتكاسة مقلقة على شاكلة دعم شرق أوسطي ضعيف للجهود الأمريكية في الضغط على روسيا ولبناء حلف متحد ضد التوسع الصيني.
السياسة البديلة
لجميع هذه الأسباب، دعا وولد وبيرد الولايات المتحدة إلى اتباع دبلوماسية متشددة مدعومة بخطوط حمراء ذات صدقية ضد التصعيد الإيراني ستنهي بشكل حقيقي وقابل للتحقق منه التهديد الذي يمثله برنامج طهران للأسلحة النووية وتدحر عدوانها الإقليمي. وكررا في الختام حضهما الرئيس والكونغرس الأمريكيين على رفض هذا الاتفاق النووي الخطي