هل تنجح روسيا في إنهاء حربها ضد أوكرانيا ببناء جسر بري؟
ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أن موسكو ربما تعتزم إنهاء الحرب في أوكرانيا ببناء ”جسر بري روسي“، معتبرة أن الخطوة ستكون في غاية الصعوبة، حيث يعتمد ذلك على مساحة الأراضي التي تريدها موسكو ضمها، وما إذا كان يمكنها الاحتفاظ بها على المدى الطويل.
وقالت المجلة إنه بعد ”الفشل“ في تحقيق أهدافها الرئيسية المتمثلة في الإطاحة بالحكومة الأوكرانية، اتجهت روسيا الآن إلى التركيز على شرق البلاد وأعلنت إطلاق المرحلة الثانية من الحرب في منطقة دونباس يوم الاثنين الماضي، حيث قصفت القوات الروسية آلاف الأهداف في المنطقة عبر الخطوط الأمامية في دونيتسك ولوهانسك وشنت هجومًا واسع النطاق للاستيلاء على المناطق الشرقية بأكملها.
وأضافت أن القوات الروسية حاصرت أيضًا مصانع الصلب في آزوفستال بمدينة ماريوبول الاستراتيجية، وهي آخر مدينة تقف في طريق ”ممر بري روسي“ يمتد من المدن الروسية على الحدود الأوكرانية مباشرة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
ورأت المجلة الأمريكية، أنه بالرغم من أن إنشاء مثل هذا الجسر البري سيشبع رغبة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وينهي الحرب، إلا أنه قد يتسبب في تكلفة إنسانية واقتصادية ضخمة لأوكرانيا، وقد يكون من الصعب على الروس السيطرة عليه على المدى الطويل.
وأوضحت أن مثل هذا الجسر سيكلف الأوكرانيين مساحة كبيرة من أراضيهم ويفرض انتكاسة مدمرة لاقتصادهم الذي يعتمد إلى حد كبير على التجارة التي تتم عبر موانئ المنطقة المطلة على البحر الأسود.
في المقابل، ذكرت المجلة أن الروس أيضًا سيدفعون ثمنًا باهظًا في ”شكل أرواح ومعدات وعقوبات لاحقة“.
وأضافت أنه حتى لو كسبوا المنطقة الآن، ”فمن المرجح أنهم سيكافحون للاحتفاظ بها على المدى الطويل في مواجهة المقاومة الأوكرانية وتراجع شعبيتهم بين الأوكرانيين الناطقين بالروسية“.
وقالت المجلة، في تحليل لها: ”إذا حققت روسيا فوزًا في ماريوبول وحصلت على جسر بري، فستضمن بذلك السيطرة على أكثر من 400 كيلومتر من ساحل البحر الأسود، وستمنع أوكرانيا من الوصول إلى 80% من سواحلها، مما يزيد من تدمير اقتصادها“.
ونقلت عن محلل عسكري قوله: ”سيكون النجاح في إقامة جسر بري بمثابة نصر كبير لبوتين، الذي من المرجح أن يقبل بهذا الجسر إلى شبه جزيرة القرم والسيطرة الكاملة على ولايتي دونيتسك ولوهانسك“.
ويتساءل بعض المحللين، وفقًا للمجلة الأمريكية، عما إذا كان الجسر البري سيشجع بوتين على توسيع العمليات لعزل أوكرانيا تمامًا عن البحر، وذلك في وقت واصلت فيه القوات الروسية قصف مدن في جنوب أوكرانيا بهدف ربط مناطق أوكرانيا الخاضعة بالفعل للسيطرة الروسية بترانسنيستريا، وهي منطقة انفصالية في مولدوفا تخضع للسيطرة الروسية متاخمة للحدود الغربية لأوكرانيا.
وقالت المجلة، إن الرئيس الروسي قد أشار مرارًا إلى هذا الامتداد الهائل للأراضي الأوكرانية من الشرق إلى الجنوب على طول ساحل البحر الأسود، باسم ”نوفوروسيا“ أو روسيا الجديدة، التي كانت جزءًا من روسيا القيصرية في القرن الثامن عشر.
واختتمت ”فورين بوليسي“ تحليلها بالقول: ”يري المحللون أن روسيا لديها فرصة للاستيلاء على دونباس بأكملها، لكن سيكون ذلك صعبًا نظرًا للحالة المنهكة لقواتها، والتي عانت من استنزاف كبير، مشيرين إلى أنه إذا طال أمد الصراع، فسوف نتوقع تعبئة روسية أوسع“.