خرج منتصرا وأكثر إقناعا.. ماكرون يفوز بالمناظرة الرئاسية
خرج الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، منتصرًا في آخر مناظَرة رئاسية قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بحسب استطلاعات الرأي.
انتخابات رئاسة فرنسا
وقبل ٣ أيام من بداية الاقتراع الرئاسي، صباح الأحد، خاض ماكرون ومنافسته اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، مناظرة تلفزيونية حامية استمرت ساعتين ونصف، مساء أمس الأربعاء.
وفي أجواء متوترة ومنافشات ساخنة، تبادل ماكرون ولوبان الاتهامات في ملفات الاقتصاد والسياسة الخارجية، فيما هيمن ملف روسيا على المناظرة بشكل أساسي.
وبمجرد نهاية المناظَرة، أظهر استطلاع للرأي أن الرئيس الفرنسي كان أكثر إقناعًا من المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، ووجد الاستطلاع المفاجئ الذي أجرته مؤسسة إيلاب أن 59٪ من المشاهدين وجدوا أن ماكرون كان أكثر إقناعًا من لوبان.
وفي مناظَرة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في عام 2017، أظهر استطلاع لنفس المؤسسة أن 63٪ من المتظاهرين وجدوا ماكرون، المرشح الرئاسي الشاب آنذاك أكثر إقناعًا.
وتقدم الانتخابات للفرنسيين رؤيتين متعارضتين لبلادهم؛ إذ يقدم ماكرون برنامجًا ليبراليًّا مؤيدًا لأوروبا، بينما تأسس برنامج لوبان القومي على شكوك عميقة تجاه أوروبا.
وقبل أربعة أيام من موعد الجولة الثانية، لا تزال استطلاعات الرأي تمنح الأفضلية لماكرون، بنوايا تصويت تراوح بين 54 إلى 56،5 % مقابل 43 إلى 46% لمنافسته اليمينية المتطرفة، وهي فجوة أضيق بكثير مما كانت عليه عام 2017 عندما فاز ماكرون بنسبة 66 بالمئة من الأصوات.
خلاف بعد مصافحة
ومناظرة أمس الأربعاء، من أبرز أحداث الحملة الانتخابية للجولة الثانية، وشهدت مناقشة ساخنة في ملفات القوة الشرائية للفرنسيين والسياسة الدولية ولاسيّما الحرب في أوكرانيا.
وبعد مصافحة سريعة، أخذ المرشحان مقعديهما في إستوديو تلفزيوني "تي إف 1" و"فرانس 2" لينطلق على مدى ساعتين ونصف الساعة نقاش حول مواضيع عدة ولا سيما القوة الشرائية والأمن والشباب والعلاقات الدولية والتنافسية والبيئة.
وقالت المرشحة اليمينية المتطرفة في مستهل المناظرة: إن "خيارًا آخر ممكن على أساس الاحترام، على أساس الفطرة السليمة".
وأضافت: "إذا منحني الفرنسيون شرف نيل ثقتهم الأحد المقبل، فسأكون.. رئيسة تعمل يوميًا من أجل قيمة العمل، القوة الشرائية، المدرسة".
من جانبه، قال الرئيس المنتهية ولايته في مستهل المناظرة: "لقد مررنا جميعًا بفترة صعبة من الأزمات غير المسبوقة".
وأضاف ماكرون: "قضيت هذه الفترة الزمنية على رأس بلدنا محاولًا اتخاذ القرارات الصحيحة، وأريد الاستمرار في القيام بذلك لأنني أؤمن أولًا وقبل كل شيء أنه يجب علينا ويمكننا أن نجعل بلدنا أكثر استقلالية وقوة على طريق الاقتصاد والعمل والبحث والابتكار وعن طريق ثقافته".
توتر كبير
وشهدت المناظرة توترًا طوال الوقت، تخللتها عبارات مثل "لا تقاطعني"، "هذا خطأ"، واتهامات من كل طرف إلى الآخر بتبني رؤية ضحلة وغير طموحة لفرنسا ومستقبلها.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، اتّهم ماكرون غريمته بـ"التبعية للسلطة الروسية و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين" وذلك بسبب قرض مالي حصلت عليه المرشّحة اليمينية المتطرّفة من بنك روسي.
وقال ماكرون لمنافسته "أنتِ تعتمدين على القوة الروسية، وتعتمدين على السيد بوتين. لقد حصلتِ على قرض من بنك روسي".
وأضاف: "يمكن تفسير الكثير من خياراتك من خلال هذا الاعتماد. أنت لا تتحدثين إلى قادة آخرين بل تتحدثين إلى المصرف الذي أقرضك المال عندما تتحدثين إلى روسيا، هذه هي المشكلة".
وردَّت لوبان بنفي هذا الاتهام بحدة، مؤكّدة أنّها "امرأة حرة تمامًا وقطعًا"، ومبرّرة لجوءها إلى البنك الروسي بأنّ ما من مصرف فرنسي وافق على منحها قرضًا.
وقالت لوبان: "أدعم أوكرانيا حرّة، لا تتبع لا للولايات المتّحدة ولا للاتحاد الأوروبي ولا لروسيا، هذا هو موقفي"، مشيرة إلى تغريدة نشرتها عام 2014.
حرب أهلية
وفي لحظة أكثر توترًا، اتهم الرئيس الفرنسي، منافِستَه بالانتخابات الرئاسية، بجر البلاد إلى حرب أهلية، على خلفية موقفها من الحجاب.
وأكدت لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، في مناظرة رئاسية، مساء أمس الأربعاء، اعتزامها حظر الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة في حال انتخابها رئيسة لفرنسا يوم الأحد المقبل.
وتابعت: "أتمسك بحظر حجاب الرأس الإسلامي"، معتبرة إياه "زيًّا موحدًا فرضه الإسلاميون"، لكنها أكدت أنها "لا تحارب الإسلام".
ورد ماكرون بشكل سريع على حديث لوبان، متهمًا إياها بالدفع لـ"حرب أهلية" في فرنسا، إثر رغبتها في حظر الحجاب، مضيفًا: "سوف تتسببين بإشعال حرب أهلية. أقول ذلك بصدق".
رسالة للأطفال
وموجها حديثه إلى لوبان، قال ماكرون: أحارب أفكارك، والحزب الذي تمثليه، لكنني أحترمك كشخص، مضيفًا: "يمكننا أن نرى أن لدينا خلافات".
وتابع: "هذه الانتخابات هي استفتاء حول قضايا بعينها؛ مع أو ضد الاتحاد الأوروبي، مع أو ضد البيئة، واستفتاء على كل ما نمثله".
وتحدث الرئيس المنتهية ولايته عن توجيه الكلمة الأخيرة للأطفال، وقال: "أريد أن أستمر في بناء عالم أفضل لهم.. ستكون حماية الأطفال في صميم السنوات الخمس المقبلة".