مرشحة اليمين تثير مخاوف أوروبا.. مناظرة لوبان وماكرون تجدد التساؤلات حول مصير فرنسا
جددت أوروبا مخاوفها من انتصار مرشحة اليمين الفرنسي مارين لوبان بالتزامن مع المناظرة المنعقدة حاليا بينها وبين الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون.
وطرح أكثر من محلل سياسي فرضية فوز مرشحة اليمين الفرنسي مارين لوبان في انتخابات الرئاسة الفرنسية والتي يفصلنا عنها 4 أيام فقط على ضوء المناظرة المنعقدة بينها وبين ماكرون.
مناظرة ماكرون ولوبان
فعلى الرغم من أن المناظرة بين ماكرون ولوبان ما زالت مستمرة تسأل محرر الشؤون الأوروبية بيتر كونرادي عن شكل فرنسا لو فازت لوبان.
وطرح كونرادي في صدر صحيفة «الصنداي تايمز»، تساؤلًا عن شكل باريس حال فوز لوبان، وَرَصَد ما أحرزته سياساتها من نجاح بالنسبة للفرنسيين، وتعهدها بزيادة مداخيلهم والتقديمات الخاصة بالإسكان والتوظيف والرعاية الاجتماعية، إضافة إلى خفض القيمة المضافة على الوقود وتقديم الفرنسيين على المهاجرين، وكلها قضايا تلامس هموم المواطنين.
وفي صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية قال المعلق الرئيسي للشؤون الخارجية جدعون راشمان «بدلًا من استبعاد فرص لوبان، حان الوقت للتفكير بجدية في ما سيعنيه فوزها المحتمل لفرنسا وخارجها»، وتساءل: «هل ما زالت لوبان سياسية يمينية متطرفة أم أن رئاستها قد تكون أقل صدمة مما يتصوره الكثيرون؟».
وأضاف «من الواضح أن لوبان تغيرت قليلًا عن السابق، فقد خففت من تطرفها بعد إزاحة والدها عن قيادة الحزب، وتخلت عن المطالبة بالدعوة إلى التخلي عن اليورو والعودة إلى الفرنك، واستعادة عقوبة الإعدام، كما تخلت عن معارضة الاتحاد الأوروبي، وأصبحت تدعو إلى إصلاحات داخل الكتلة الأوروبية».
وتابع: «لكن تبقى مواقفها المعادية للمهاجرين ودعوتها لحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة نقطة سوداء تعبّر عن توجه عنصري ضد الأجانب والفرنسيين من أصول غير فرنسية».
وبينما تفصلنا أربعة أيام عن الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية التي يتقرر فيها من يدخل قصر الإليزيه لمدة خمس سنوات يتناظر ماكرون ولوبان للحصول على أكبر عدد من دعم الشعب الفرنسي.
انتخابات الرئاسة الفرنسية
فمساء اليوم بدأ الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، مناظرة تلفزيونية مع منافسته في انتخابات الرئاسة، مارين لوبان، في مسعى إلى استمالة أصوات الناخبين الذين سيقررون هوية الرئيس الفرنسي خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتصدر ماكرون الجولة الأولى في الانتخابات التي جرت في 10 أبريل، كما أنه يتصدر استطلاعات الرأي بهامش يتراوح بين 3 و13 نقطة مئوية.
لكن لوبان التي تحسب على اليمين المتطرف وتبلغ 53 عامًا، تمكنت من تضييق الفجوة بشكل كبير مقارنة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل خمس سنوات، عندما خسرت بنسبة 34 % من الأصوات مقابل 66 % لماكرون.
ودخل ماكرون ولوبان في معركة شرسة للحديث عن مختلف الملفات في الشأن السياسي الفرنسي والتي ستحظى بمتابعة واسعة قد تشكل الفارق الحقيقي قبل التوجه إلى صندوق الاقتراع.
لوبان
ويحتاج كلا المرشحين إلى توسيع نطاق الدعم قبل تصويت يوم الأحد، ويقول الكثير من الفرنسيين، وخاصة أنصار اليسار، أنهم ما زالوا لا يعرفون ما إذا كانوا سيتوجهون إلى مراكز الاقتراع.
ومن المتوقع أن تجتذب لوبان الناخبين الذين يحملون مشاعر معادية لماكرون وينتقدون سجله، وستقدم موقفها القومي المناهض للهجرة كبديل، كما تهدف أيضًا إلى إثبات أنها تتمتع بقدرات رئيس محتمل، والترويج لما تقول إنه مقترحات واقعية.
والفارق بين ماكرون ولوبان في الجولة الأولى من الانتخابات بلغ حوالى أربع نقاط (27.6 % لماكرون) و(23.4 % للوبان)، في حين تعطي استطلاعات الرأي في الجولة الثانية أفضلية لماكرون تبلغ من 5 إلى 6%، ومع ذلك فإن هذه الاستطلاعات قد لا توفر المعطيات الحقيقية لنوايا الناخبين، ذلك أن الحملات الانتخابية لماكرون ولوبان متواصلة لكسب أصوات المترددين، أو أصوات المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ في الجولة الأولى.
للمرة الثالثة للوبان
يذكر أن لوبان تخوض الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة؛ ففي عام 2012 حصلت على 17.90% من الأصوات، وحصلت في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2017 على 33.9 %، وهي الانتخابات التي فاز فيها ماكرون بنسبة 66.1 %من الأصوات.
هذا يدل على أن لوبان تحقق تقدمًا متزايدًا، وأن فرنسا تتجه حثيثًا نحو اليمين، بسبب فشل الأحزاب التاريخية.
ومع هذا تبقى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في فرنسا والمزمع عقدها يوم الأحد المقبل هي الفصل النهائي في المنافسة بين ماكرون ولوبان.