رئيس التحرير
عصام كامل

عن أشقائنا السوريين والفلسطينيين أتحدث


يتذكر البعض حالة الخوف من الأجانب في مصر ما بعد ٢٥ يناير والتي نجم عنها أعمال إبداعية تدرس في مادة دعايات الحزب النازي كإعلان الجاسوس الشهير ( أنا باحبكم قوي ) واليوم وللأسف بعد رحلة استكمال أهداف الثورة وإسقاط الحكم الدكتاتوري لمحمد مرسي وجماعته اللذين تخيلا أنهما اشترا الوطن بعقد تمليك من النظام السابق.. وبسبب بعض الممارسات السلبية لبعض العناصر المحسوبة على الإخوة السوريين والفلسطينيين واستغلال جماعة الإخوان للحاجة المادية لبعض اللاجئين من كارثة الحرب الأهلية في سوريا.. بدأت تسود المجتمع نزعة زينوفوبيا جديدة وكراهية للفلسطينيين والسوريين ووصلت لحد الترحيب بإجراءات منعهم من دخول مصر حتى ولو كانت مؤقتة.. وحتى وقع في الفخ بعض من إعلاميينا..


مبدئيًا من الممكن أن نخوض كثيرًا في فكرة التفريق بين حماس كجماعة إرهابية التوجه، فاشية وتقوم بقمع مواطني غزة بأضعاف ما تقوم به إسرائيل والشواهد كثيرة أن نظام حماس في غزة كان سيغدو مستقبل نظام الإخوان في مصر من قهر للمواطن المصري تحت مسمى أي مشروع وهمي ( التحرر الوطني في فلسطين أو النهضة أو المشروع الإسلامي في مصر ).. وكذلك التفريق بين العقليات والتوجهات المختلفة من السوريين الذين وجدوا في مصر ملجئًا.. ولكنني أعتقد أن هذا معيب.. أن نفترض أن القاعدة هي التعميم والاستثناء هو التخصيص.. من المفروغ منه أنك لا تستطيع أن تصنف أي شعب في العالم في إطار واحد.. واستغراقنا في شرح هذا هو في حد ذاته تأكيد أننا عنصريون من الداخل حتى يثبت العكس.. نذكر هوجة طرد اليهود المصريين والطلاينة واليونانيين الذين كانوا يعيشون في مصر ما بعد حرب ٥٦ كإجراء أمني.. وموجات مشابهة متعددة في تاريخنا لا بد وأن نتوقف عندها لنتعلم مغزى هويتنا..

لست أنكر أنني مع أي إجراء أمني ضد أي شخص من أي جنسية أخرى يثبت تورطه في أعمال عنف أو أعمال منافية للقانون وصولا للترحيل الفوري.. ولكنني ضد أن يدفع السوريون اللاجئون لمصر ثمن كونهم بين رحايا ثورة تمت سرقتها من عناصر إرهابية ورئيس دكتاتوري يجب أن يزول كذلك ليقفوا في وضع يكاد يكون ما من حل واضح للكارثة التي يعيشونها من ناحية.. وممارسات البعض منهم التي تساند الإخوان ونظامهم الساقط سواء عن هوى أو من أجل العون المادي الذي هم في أمس الحاجة إليه من الأخرى..إننا بحالة العداء المنظمة نحوهم نفعل نفس ما يفعله المجتمع الغربي من رفع حالة التوجس من اللاجئين الإيرانيين الهاربين من قمع النظام الإيراني على سبيل المثال.. ليدفعوا ثمن خطايا نظامهم مرتين.. ونفس الشيء بالنسبة للفلسطينيين.. يدفعون ثمن قمع حماس/ الإخوان في بلدهم ويدفعون نفس الثمن ثانية بسبب أفعال هؤلاء هنا..

من جديد لا أتعاطف مع أفعال حماس أو مع بعض من أبناء الجالية السورية وأطالب باستخدام أعنف الحلول القانونية مع تصرفاتهم ما إن يتم القبض عليهم.. بل ومراعاة الحرص الأمني في إجراءات الدخول ولكن دون منع عام دون أي مبرر منطقي..

حتى لو كان من المستحيل أن نصبح آدميين فلنحاول على الأقل ألا نغدو وحوشا.. عبارة لم أنسها في فيلم البوابة الدوارة للمخرج الكوري الرائع هونج سانج سو..
الجريدة الرسمية