رئيس التحرير
عصام كامل

هل يشهد قطاع غزة عملية حارس الأسوار 2؟

غزة
غزة

تتزايد المخاوف الأمنية من إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والجيش الإسرائيلي، على غرار ما حدث في مايو من العام الماضي، في ما أطلقت عليه إسرائيل اسم عملية ”حارس الأسوار“.

وجاءت العملية العسكرية العام الماضي، إثر التوتر الأمني في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح بالقدس، الأمر الذي يزيد من احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية جديدة ”حارس الأسوار 2″، في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة التي يشهدها الأقصى منذ الجمعة الماضية.

وزادت احتمالات التوتر الأمني عقب إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة، مساء الاثنين، رد عليها الجيش الإسرائيلي بقصف أهداف للفصائل المسلحة بغزة، فيما لم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن إطلاق القذيفة. 

 جانتس يهدد

ومساء امس الثلاثاء، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، باتخاذ قرار يقضي بالتراجع عن التحسينات الاقتصادية التي أعلنت عنها الحكومة الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية لقطاع غزة، وفق صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ العبرية.

وقال جانتس خلال جولة له في مستوطنات الضفة الغربية: ”في حال قرر قادة حماس تقويض استقرار المنطقة، فإن التحركات التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية للنهوض باقتصاد غزة ستتراجع“.

وأضاف جانتس: ”بالأمس هاجم الجيش غزة بعد إطلاق صاروخ، يتحمل قادة حماس المسؤولية عنه. إن الجيش مستعد بمجموعة واسعة من القدرات والأهداف لضمان استمرار الهدوء والاستقرار“.

وتابع جانتس: ”في حال استمرار التحريض وإطلاق الصواريخ ستتضرر المنظمات بشدة، وكذلك سكان غزة الذين يستفيدون حاليًا من التحركات الاقتصادية، وهذه التحركات سنوسعها إذا استمر الهدوء أو ستتراجع إذا استمر التوتر“.

استنفار فلسطيني

بدورها، اتفقت الفصائل الفلسطينية في غزة، عقب اجتماع لها على ”مواصلة حالة الاستنفار العام لحماية المسجد الأقصى والقدس من الاعتداءات الإسرائيلية“، محذرة من المساس بعائلات منفذي العمليات المسلحة الأخيرة.

ودعت الفصائل، وفق بيان صادر عنها، مساء الثلاثاء، لـ“استمرار حالة الاشتباك الدائمة بأشكالها كافة مع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس“، مطالبةً الفلسطينيين بإعلان النفير العام بالمسجد الأقصى والأراضي المحتلة.

وأضاف البيان: ”ستبقى الفصائل في حالة الجاهزية العالية، ونحذر من دعوات المستوطنين من تنظيم مسيرة للأعلام في الأقصى، وهي التي كانت أحد دوافع المعركة العسكرية في العام الماضي“.

وعقب البيان، قالت صحيفة ”يديعوت أحرونوت“، إن المستوى السياسي في إسرائيل قرر إغلاق باحات الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين، اعتبارًا من يوم الجمعة المقبل وحتى نهاية شهر رمضان.

قال المراسل العسكري لصحيفة ”هآرتس“ العبرية، عاموس هرئيل، إن ”احتمالات انفجار الأوضاع الأمنية بين غزة وإسرائيل مرتفعة“، لافتًا إلى أنه لا توجد مؤشرات على تحول حاسم سلبا أو إيجابا في ساحات الصراع الفلسطينية.

وأوضح المراسل العسكري، في تحليل له للأوضاع الأمنية، أن ”تقييم الاستخبارات الإسرائيلية يرجح أن حركة الجهاد الإسلامي تقف خلف إطلاق الصاروخ من غزة“، مستدركًا: ”لكن من المرجح أن حركة حماس على علم بذلك“.

ويرى المراسل العسكري أن ”المستويات الأمنية والسياسية في إسرائيل تحاول احتواء التصعيد، على الرغم من المؤشرات المقلقة التي تظهر في سلوك الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة“.

وأشار إلى أن ”إطلاق الصاروخ من غزة يعكس نقطة تحول في التصعيد المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين“، وفق تقديره.

أكد محللون سياسيون أن التصعيد العسكري في قطاع غزة محكوم بعدد من العوامل والمحددات، لافتين إلى أن حادثة إطلاق الصاروخ من غزة ليلة الاثنين لن تكون سببا في اندلاع مواجهة عسكرية مع إسرائيل.

وبحسب الخبراء، فإنه من المرجح أن تطلق الفصائل بغزة مجددًا صواريخ تجاه إسرائيل؛ إلا أن الرد الإسرائيلي سيكون محدودا وفي إطار الفعل ورد الفعل دون الدخول بمواجهة عسكرية على غرار العام الماضي.

وقال الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، إن مؤشرات اندلاع مواجهة عسكرية بين إسرائيل والفصائل المسلحة بغزة ضعيفة جدًا، مرجعًا ذلك إلى رغبة الطرفين سواء في إسرائيل أو في القطاع باستمرار حالة الهدوء الأمني.

الجريدة الرسمية