غراب البين يكتب: الله يرحم زمان

بعد يوم طويل من اللف والدوران وعقب آذان المغرب قررت أن أريح جتتى فوق أحد الأكشاك حيث الشوارع خاوية من البنى آدمين كعادتهم فى ساعة الإفطار خلال شهر رمضان يتركون الشوارع هُس هُس.

يادوب عينى هتروح فى النوم وإذا بزبائن المقهى بجوار الكشك يتوافدون واحدا تلو الآخر.. واحد شاى هنا وشيشة هناك وبدأت مبارايات الدومينو والطاولة تنطلق ولم أستطع البقاء فى المكان بسبب الدوشة فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى "قاق قاق" فراح رواد المقهى وزبائن الكشك يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر

فهربت مسرعا قبل ان يحدفوننى بالطوب ولسان حالى يقول: الله يرحم زمان لما كان البنى آدم لا يخرج من بيته عقب الإفطار إلا مع آذان العشاء لصلاة التراويح وبعدها يفعل ما يحلو له

الله يرحم أيام كان الناس يتزاورون فى ليالى رمضان ويتبادلون إقامة السهرات الرمضانية التى تمتد لمنتصف الليل

الله يرحم أيام كان الناس يستيقظون للسحور على دقات طبول المسحراتية

جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين بيقضوا ليالى رمضان فى اللعب واللهو حتى موعد السحور ثم يتهموننى بأننى أنا من يجلب عليهم النكد والفقر!