عادل عبد الحفيظ يكتب: سر استثناء قنا من حركة المحليات
مرة أخرى أجدنى أكتب، ولكن هذه المرة بمزيد من الحزن وعلامات الاستفهام التى بات واجبًا على كيانات كثيرة وقيادات أكثر أن تخرج وترد على هذه الأسئلة التى هى فى الأساس أسئلة الناس فى الشارع، وفى القرية وفى المدينة، وفى عموم محافظات الصعيد.. ولكنها أكثر إلحاحًا داخل محافظة لها طبيعتها الخاصة، وهى محافظة "قنا".
أولا: لا بد أن يعلم الجميع أن الاختلاف فى وجهات النظر لا يمثل انتقاصًا من أي طرف، بل التقدير والاحترام موجود وقدر الشخصيات التى نذكرها قطعًا موجود طوال الوقت، ولكن هذا لا يمنعنا من الاستغراب، وأحيانًا الاندهاش، وأحيانًا من الضرب كفا بكف لما يحدث في الأجهزة المحلية، بمحافظات الصعيد، وخاصة قنا، وإن كنا نعتقد أن وزارة التنمية المحلية لا تعلم بهذه الأوضاع، ولو علمت لكان للوزير محمد شعراوي تصرف آخر.
حركة محليات
قبل أيام قليلة، أجرت وزارة التنمية المحلية حركة محليات وصفتها بأنها الأكبر، ووصفتها بأنها من أجل تحقيق رغبات المواطنين فى الشارع.
والغريب أن أكثر محافظات مصر التي تعاني من فشل معظم قياداتها فى المحليات هي محافظة "قنا"، نجد أن الوزارة استثنت محافظة قنا من حركتها، وللمرة الثالثة على التوالى، وفى وقت لا يوجد بطول المحافظة وعرضها رئيس مدينة واحد أصدر قرار تعيينه الوزير شعراوي.
والأغرب أن جميعهم رسبوا فى مسابقو القيادات المحلية الأخيرة، ولم ينجح أحد، ومع كل المحاولات المستميتة لإنجاح حتى أحدهم.
تقارير الأموال العامة
ومع وجود رؤساء مدن قالت أجهزة سيادية كلمتها فيهم، وقدمت بلاغات للنيابة، وتمت إحالتهم للمحاكمات التأديبية العاجلة، وظلوا فى أماكنهم.. لدرجة أنه تم ندب رئيس مدينة سابق طلب نقله من قنا للعمل بها مرة أخرى.
وهل باتت قنا "عزبة خاصة" يفعل مَن يريد بها كل أحلامه، ويضرب عرض الحائط كل متطلبات المواطن.
ولم أستزد فى آخر حركة محليات داخلية فعلها سكرتيرها العام، وما بها من عوار قانونى أبدًا لا يستقيم مع مصر 2022.
ببساطة تامة، أؤكد أن مصر قد نجحت بامتياز فى إرجاع الوطن لأصحابه، وأرست قواعد البناء، ولكن ربما لم نتخلص بعد من ترهل بعض المسئولين، وغض نظر بعض الأطراف عن أخطاء قد تبدو بسيطة، ولكنها تتكاثر، وتتجمع، وقد لا يمكن رصدها في البداية، ولا بد من الاستماع جيدًا إلى من يشير إليها.
تدقيق النظر
ليس عيبًا أن نعيد تدقيق النظر فى الفريق المحيط، فربما نكون وبدون قصد قد منحنا الثقة فى غير محلها، وقطعا هى مسؤلية تضامنية لمن يقود.
يا سادة؛ الثقة بالنفس لا تعني التكبر أو التعالي على أحد؛ فهناك شَعرة بين المغرور والواثق من نفسه لا يدركها إلا العاقل فعليه الحذر من أن يقع فيها.
الواثق من نفسه لا يضع نفسه في موضع المقارنات، مستخدما أدواتا معروف أصحابها جيدًا، والمغرور يضع نفسه في موضع مقارنات مع الآخرين، ويرى أنه أعلى منهم والتي لا يراها البعض كذلك إلا أنه يعمل بها.
وأقول، وللحق ونقلًا عن صاحب الحق ذاته: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾.