علي أبواب الفصل الثاني من الحرب العالمية الثالثة
قبل يومين ومع غرق الطراد الروسي موسكوفا، أثناء قطره، بعد اصابته بصاروخين وفق رواية أوكرانية أيدتها واشنطن، بدأت فيما يبدو مرحلة مختلفة في الحرب الروسية مع الناتو عبر أوكرانيا. بطبيعة الحال فإن ضرب الطراد الصاروخي المحمل بأحد عشر صاروخا مثل إهانة بالغة للقيادة الروسية بشقيها السياسي والعسكرى..
وترتب عليه اتخاذ قرارات تصعيدية باستخدام مستوى أعلى من الاسلحة، وبتكثيف عمليات القصف، وتغيير خطط تخفيف الصغط علي العاصمة كييف، التى سبق اتخاذها بغية تشجيع أوكرانيا على مواصلة التفاوض وإنهاء الحرب بتحقيق الاهداف السياسية للعملية العسكرية الروسية الخاصة.. لم يتحقق هذا نتيجة الامداد الغربي المتواصل بالسلاح لأوكرانيا مما كان له أكبر الأثر في تغيير مسرح العمليات نسبيا لصالح أوكرانيا، وتراجع روسيا إلى التركيز علي تحرير اقليم الدونباس شرقي أوكرانيا..
مرحلة جديدة
ومنذ أمس تجلت ملامح المرحلة الجديدة في الحرب، فقد عادت روسيا إلى قصف كييف، وتدمير مصانع دبابات ومراكز صيانة أسلحة، لكن التطور الأكبر كان بلاشك القضاء التام علي القوات الأوكرانية في ماريوبول، وقتل أربعة الآف عنصر، وفق بيان الدفاع الروسية، وتتبقي جيوب مقاومة في المناطق غير السكنية. بذلك تكون روسيا وفق اعلانها هذا قد بسطت سيطرة شبه كاملة على أرض ماريوبول تحقق التواصل بين القرم والدونباس.
في الوقت ذاته تحشد القوات الروسية حاليا ٢٢ كتيبة، للعمل في شرقي وجنوبي أوكرانيا، لتأكيد الانتصارات التى تحققت في هذا الجزء، ولرفع المعنويات للقوات الروسية، وبينما يمضى هذا كله يقع التطور الثاني الأخطروهو تحذير روسيا لأمريكا، فقد ذكرت الواشنطن بوست ذات الصلة الوثيقة بالبيت الأبيض أن إدارة بايدن تلقت وبصورة رسمية تحذيرا بأن مواصلة واشنطن إمداد أوكرانيا بالسلاح أمر يؤجج الصراع وتترتب عليه عواقب لا يمكن التنبؤ بها.
هنالك معنى لا يمكن إغفاله في رسالة تحذير رسمية علي مستوى دولتين نوويتين عظميين، وهواستخدام كلمة unpredictable، وكان وليام بيرنز رئيس الاستخبارات المركزية الامريكية حذر من موقف يائس يضطر معه بوتين إلى استخدام سلاح نووى تكتيكي أو منخفض القوة.
النغمة ذاتها يكررها فلوديمير زلينسكي دمية واشنطن، ويلح فى تكرارها، بأن بوتين ربما يضرب بالنووى أو الكيماوى، وهو في إلحاحه المستمر، إنما يريد تذكير واشنطن بتعهدها بأن سيكون لها موقف مختلف إذا ضربت روسيا أراضي أوكرانيا بأسلحة كيماوية..
المخيف في تفاصيل المشهد هو السرعة التى تتداعى بها المراحل، واحدة إثر أخرى، والغيوم المخفية للحقائق، بسبب آلة إعلامية غربية هائلة تضخ أنصاف حقائق وأكاذيب طوال الوقت، وتلقي في روع الروس أنهم في سبيلهم للهزيمة. أيام وتبدأ روسيا هجومها الكثيف الثاني، بعد قرابة شهرين من هجومها الأول، وإذا نجحت روسيا فسوف تعلن انتصارها قبل التاسع من مايو، تاريخ انتصارها علي النازية، وإذا لم تنجح فإن الموقف اليائس لروسيا قد يفتح الفصل الثاني من الحرب العالمية الثالثة.. ونتابع..