قصة شاب كفيف تحدى إعاقته فأبصر بالإرادة واحترف برامج الكمبيوتر| فيديو
في تلك اللحظة المباغتة، لحظة اغتيال بصري، كنت واعيًا لما يجري من حولي، فما هو إلا حجر ألقته إحدى سيدات القرية بلا وعي اتجاهي وأنا ألعب مع أصدقائي ليتسبب في فقدان بصري طيلة حياتي، فسقطت مثل الثمار من أعلى شجرة على الأرض مرتجفا، ويوم تلو الآخر أصبحت من تعداد ذوي الاحتياجات الخاصة، لم أخف عنك سرًا فكان لدى أحلام كمثل أطفال بلدتي أريد تحقيقها، ولكن لم يكن في استطاعتي غير القبول بالأمر الواقع.. هذا ما تحدث به ابن الست وعشرون عاما «إسماعيل عبد المؤمن».
قرية السواهجة بملوي
يقطن «إسماعيل»، الشاب العشريني الكفيف، داخل إحدى القرى الهادئة قرية السواهجة تلك القرية التابعة إداريًا لمركز ومدينة ملوي الواقع جنوب محافظة المنيا، لم يستلم الريفي لإعاقته فأصبح حفظ القرآن الكريم كاملا، ومن بعده الحاسب الآلي تدريجيا ليحترف التعامل مع تطبيقات وبرامج الكمبيوتر والهواتف المحمولة.
حرمه من نعمة البصر وعوضه بالبصيرة
بـ ابتسامة بشوشة تنير وجه النحيف، استقبلنا في منزله البسيط الكائن في منتصف القرية، ليروي لنا كيف احترف أعمال المونتاج والتصميم على الهواتف والكمبيوتر على الرغم من فقدان بصره.. يقول: إن الله حرمه من نعمة البصر وعوضه بالبصيرة، إذ يجيد التعامل مع برامج صممها متخصصون ليستخدمها المكفوفون في قراءة النصوص الموجودة على شاشات أجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية، والتي ساعدت ذوي الاحتياجات الخاصة وسهلت عليهم كثيرا، حيث يعتمد عليها المكفوفون كمرشد أو قائد، ولكن الأمر يحتاج إلى نوع من الذكاء والتركيز لأن التعامل يكون من خلال الصوت فقط، ويكون متعبا وشاقا خلال أول أسبوع من الممارسة ثم تصبح الأمور عادية.
احترف برامج الكمبيوتر والهواتف
شجعني ذاك الأمر على أن أقوم بإعداد فيديوهات دينية على موقع youtu.be ليصبح لدى قناة خاصة بي، وجميع الفيديوهات من تصميمي البسيط، يومي يبدأ بالصلاة وقراءة القرآن الكريم ويتخلله تسبيحات لنعم الله ويستكمل بإعداد فيديوهات والتعليم حول برامج المونتاج والتصميم على الهواتف والكمبيوتر.
أكن لوالدتي كامل الأحترام والتقدير والمحبة لوقوفها بجانبي في جميع الأوقات العصيبة التي كنت أمر بها فأدعوا الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا دوما سويا في الجنة، فإذا أكرمني الله عمرًا على عمري لم أوفى بجزء بسيط لتضحياتها لي.