استعدادًا لمعارك واسعة.. أوكرانيا تتسلم أسلحة ثقيلة من أمريكا وحلفائها
ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أن ”الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدأوا بتسليم الدبابات والمروحيات والأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا التي تستعد لمعارك واسعة النطاق ضد القوات الروسية في منطقة دونباس بشرق البلاد“.
واعتبرت المجلة أن ”شحنات الأسلحة الجديدة تمثل تحولًا صارخًا عن الدعم الغربي لأوكرانيا في الأيام الأولى من الحرب، عندما كان المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون غير متأكدين من المدة التي يمكن أن تصمد فيها أوكرانيا ضد غزو روسي واسع النطاق، وكانوا حذرين أيضًا من تسليم أسلحة ثقيلة يمكن أن تقع في أيدي الروس“.
وأشارت إلى أن ”عمليات التسليم تعكس أيضًا تحولًا بعيدًا عن الأنظمة الدفاعية مثل الصواريخ المضادة للدبابات إلى المزيد من الأسلحة الهجومية التي تحتاجها أوكرانيا في مرحلة حرجة من الحرب“.
وأفادت أن ”نقل الأسلحة الثقيلة إلى أوكرانيا ليس بالأمر السهل. فبالإضافة إلى المركبات الثقيلة والأسلحة نفسها، تتطلب أي عمليات نقل من هذا القبيل إلى أوكرانيا دعمًا لوجستيًا طويلًا لحمايته، بما في ذلك التدريب وقطع الغيار والميكانيكا للحفاظ على عمل المركبات في منطقة الحرب، وهو أمر خطير، حيث هددت روسيا بمهاجمة شحنات الأسلحة“.
وأضافت المجلة أنه ”مع ذلك، قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير إن العديد من الدول المتحالفة ما زالت تدرس تسليم دبابات إلى أوكرانيا، ومعظمها من طرازات الحقبة السوفيتية التي تم تدريب القوات في كييف عليها بالفعل“.
وتابعت: ”في حين دفعت التعقيدات اللوجستية بعض الحكومات الغربية إلى منع تسليم إمدادات أكبر من المركبات الثقيلة إلى أوكرانيا، على الرغم من مناشدات كبار المسؤولين الأوكرانيين لمزيد من الدعم لقواتهم“.
وأردفت ”فورين بوليسي“ أن ”آخرين، ولا سيما بعض السياسيين في ألمانيا، يخشون من أن تطوير الجيش الأوكراني بأسلحة ثقيلة يمكن أن يحول الغرب إلى هدف لمزيد من العدوان الروسي. وبحسب ما ورد، أثار هذا الجدل انقسامات داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا“.
وكانت إحدى الشركات الألمانية المصنعة للأسلحة قد صرحت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بأنها مستعدة لتزويد أوكرانيا بما يصل إلى 50 دبابة قتال مستخدمة من طراز ”Leopard 1“.
”لكن الحكومة الألمانية لم تأذن بعد بنقل الأسلحة، بيد أنه بالنسبة للأوكرانيين، فإن الموجة الجديدة من عمليات نقل الأسلحة الغربية هي تحول مرحب به لكنها لا تزال غير كافية“، وفق تقرير المجلة الأمريكية.
وأضاف: ”أكد مسؤولون أوكرانيون حاليون وسابقون أن الغرب لا يزال بإمكانه فعل المزيد لتسليح البلاد قبل ما يُتوقع أن يكون فصلًا جديدًا حاسمًا في الحرب“.
ونقلت ”فورين بوليسي“ عن أولينا تريجوب، رئيسة اللجنة الدفاعية المستقلة لمكافحة الفساد في أوكرانيا، قولها إن ”الشحنات الجديدة من الغرب ليست كافية لمنح أوكرانيا اليد العليا في حربها ضد القوات الروسية المتفوقة عدديًا“.
واتهمت تريجوب الغرب بأنه ”يتسبب بالموت البطيء لبلادها، ومع ذلك، يجادل المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون بأن عمليات النقل الجديدة تشير إلى أن واشنطن وحلفاءها يستعدون الآن لمساعدة أوكرانيا ليس فقط في النجاة من الهجوم الروسي، ولكن البدء في شن الهجوم“.