الصحف الأجنبية: عزل "مرسي" حمى مصر من الدخول في فوضي.. الجماعات الجهادية تسعى لطرد الجيش من سيناء لإقامة إمارة إسلامية.. عدوى "تمرد" تنتقل لدول الربيع العربي.. السعودية أقوى لاعب في الشرق الأوسط
سلطت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأحد الضوء على العديد من ملفات الشأن المصري ومن أبزرها اعتصام مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسي، وانتقال عدوى حركة تمرد من مصر إلى عدد من الدول العربية.
وقالت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، إن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي على الرغم من أن القاذورات تحيط بالخيم التي نصبوها في محيط رابعة العدوية، وبرغم تعايشهم مع الحر والحشرات التي تتكاثر من حولهم، إلا أنهم مصرون على البقاء حتى يعود مرسي الذي يوضع تحت الإقامة الجبرية ولا أحد يعلم مكانه، إلى منصبه كرئيس للجمهورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش كان قد أعلن أن مرسي في مكان آمن ويعامل معاملة تحافظ على كرامته الإنسانية؛ ونقلت الصحيفة عن أحد معتصمي رابعة العدوية قوله:" لقد اعتقلني الجيش ولم أخرج إلا أول رمضان وطلب منى أهلي أن أعود وأفطر معهم ولكني باقٍ معتصم في الميدان إلى أن يعود مرسي".
يذكر أن النائب العام أعلن عن فتح باب التحقيق وفقًا للطلبات التي قدمت وتتهم المعزول مرسي وبعضا من قادة جماعة الإخوان المسلمين، بالتآمر مع جهات أجنبية للخروج من السجن، وتهم فساد والتحريض على القتل.
من جهة أخرى أكد بريطانيون أنه لم يكن أمام الجيش المصري بديلا عن الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، وإلا فإن مصر كانت ستدخل وقتها في حالة من الفوضى.
وأوضح البريطانيون، في تقرير لصحيفة الأوبزرفر، في معرض دفاعهم عن موقف رئيس الوزراء السابق "توني بلير" والذي جاء إلى جوار الجيش أن بلير رأى أنه لم يكن هنا بديل لذلك غير الفوضى في حال تجاهل الجيش مطالب الملايين التي خرجت تنادي للإطاحة بحكم مرسي.
وفي تقرير للصحيفة يعتبر "عمر عاشور" أحد أنصار الرئيس المعزول، في التقرير الذي جاء بعنوان:"بلير أرسل رسالة خاطئة عن الديمقراطية بدعمه عزل مرسي" أن موقف بلير ودعمه للإطاحة بالرئيس مرسي خالف الصواب، حيث أنه يدعم انقلابا غير شرعي على رئيس منتخب.
ورد عليه "ريتشارد وولي" من مقاطعة "بيكرينج: " أنت تجادل ولم يكن أمام الجيش أي خيار سوي سقوط مرسي لأن الانتفاضة في مصر كانت ضد جماعة الإخوان المسلمين ، ولا يمكن للجيش أن يتجاهل انتفاضة الملايين ضد الإخوان ، فقد مل الناس من الحياة التي يمليها عليهم الإسلاميون وفرض اجندة معادية للحرية، فهم يريدون أن يعيشوا في مجتمع علماني على أساس التسامح والحرية".
أما "سيمون جاريت" من لندن، فرأى وفقا لما نقلته الصحيفة أن دعم بلير لعزل مرسي، لأنه لم يكن هناك سوي بديل غير الفوضى، إذا ترك الأمر هكذا وتجاهل الملايين الذين نادوا بالإطاحة به. كما أن كل شيء في مصر لا يعمل بشكل صحيح بداية من الخدمات العامة والاقتصاد وفي ظل ذلك تتفاقم المشاكل ويزيد الاستياء والتعصب لجماعة الإخوان المسلمين.
ورأت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية أن الهجمات التي تشنها جماعات جهادية ضد قوات الشرطة والجيش في سيناء ، والتي زادت بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية ليس فقط بسبب عزل الرئيس محمد مرسي؛ موضحة أن مروحيات الجيش بدأت في شن هجمات على بلدات صحراوية فقيرة في شمال سيناء، حيث يسمع صوت إطلاق النار يندلع ليلا، مما أثار مخاوف بين السكان من المواجهة التي تلوح في الأفق بين الجيش والمسلحين الإسلاميين الذين كثفوا هجماتهم منذ الإطاحة بمرسي.
وأشارت إلى أن الجماعات المتشددة باتت أكثر جرأة حاليا ، إذ أنها تشن هجمات ضد قوات الأمن بشكل شبه يومي، ولم يقتصر فقط على قوات الجيش والشرطة بل طال أيضا المسيحيين؛ وفي الأيام الـ 10 الماضية، قتل ثمانية على الأقل من ضباط الأمن، كان آخرها يوم الجمعة ؛ وقتل اثنان من المسيحيين، إضافة إلى تفجير خط أنابيب الغاز المصري إلى الأردن بعد فترة من توقف مثل هذه الهجمات.
وأضافت الصحيفة أن بعض هذه التنظيمات الجهادية يتعهد علنا بطرد الجيش من شبه الجزيرة الواقعة على الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة وإقامة "إمارة إسلامية".
وفي خطوة نادرة، أرسل الجيش المصري طائرة هليكوبتر وقامت بالتحليق عبر الحدود فوق الطرف الجنوبي من غزة في وقت مبكر يوم الجمعة.
وقال مسئولون أمنيون مصريون كان الغرض منه تحذيرا لحماس وسط مخاوف من أن نشطاء في غزة يحاولون عبور الحدود لدعم تلك الجماعات الموجودة في سيناء، وذلك وفق مسئولي أمن ومخابرات طلبوا عدم نشر اسمهم لأنه غير مخول لهم بالتحدث إلى الصحافة.
ورأت الصحيفة أن عودة مرسي للسلطة ليست الأولوية لهجمات المتشددين في سيناء، حيث إن هدفهم هو طرد الجيش والحكومة المركزية وإنشاء إمارة إسلامية.
وقالت صحيفة تليجراف البريطانية إن الممكلة العربية السعودية تبرز كلاعب قوي في الشرق الأوسط ، وعادت للظهور بنفوذ قوي وفقًا لتواجدها المحسوس في كل من مصر وسوريا ، فهي أقل البلاد الثورية في العالم ولكن هذا الأسبوع فازت بدعم كامل من أعظم الثوار في العالم.
ونقلت الصحيفة أقوال بعض المتظاهرين في ميدان التحرير، وقال "سامي حسن": لقد شاركت في ثورة 25 يناير لعام 2011 ورحل الديكتاتور المدعوم من قبل الولايات المتحدة وتولي المجلس العسكري، وتولي رئيس جماعة الإخوان المسلمين الحكم، ولكن خرجت الناس في حملة تمرد ضد مرسي وجماعته ، وكانت هناك بعض المخاوف ولكن سرعان ما تبددت ، فالممكلة العربية السعودية بددت الخوف بدعمها لنا، فإان السعوديين هم إخواننا، وكان مرسي عميلا لأمريكا ولقطر.
ورأت الصحيفة أن تحالفات الولاء في الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية مذهلة، وسط تشنجات الربيع العربي، وعادت السعودية للظهور باعتبارها اقوى نفوذ في المنطقة، وأعلنت دعمها لمصر بـ 5 مليارات دولار، والإمارات العربية المتحدة بـ 3 مليارات دولار، والكويت بـ 4 مليارات دولار، وكان من قبل دعمت قطر حكومة مرسي بـ 8 مليارات دولار.
وأضافت: أعلنت السعودية دعمها لخلاص الجيش سريعًا من الرئيس المعزول محمد مرسي وحكومة الإخوان في خلال ساعتين، ولا يوجد أي دليل على أن السعودية ضالعة في مؤامرة أو أي شيء للإطاحة بمرسي، ولكن وزير الدفاع، عبد الفتاح السيسي، تحمل الموقف وأطاح بمرسي لكي يمنح بوضوح جو من الثقة لمستقبل مصر بعد أن أغرقت البلاد في الاقتصاد المنهار، وعاني الشعب من انقطاع التيار الكهربائي.
وأشارت الصحيفة إلى أن النائب العام لم يتهاون مع مرسي الذي مازال ظل الاحتجاز، وفتح تحقيق جنائي ضده للاشتباه في قيامه هو وجماعته بالتجسس والتحريض على العنف وتخريب الاقتصاد، والعديد من قادة الإخوان البارزين يتهمون بالفعل بالتحريض على العنف.
وأوضحت الصحيفة أن بعض دول الخليج كالمملكة العربية السعودية، قلقت من تقرب مرسي لإيران، وهو كان مصدر القلق الرئيسي من دول الخليج لتقرب مرسي لطهران.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن النجاح الكبير الذي حققته حركة "تمرد" في مصر بعزل الرئيس محمد مرسي ، انتقلت عدواه إلى دول أخرى مجاورة ، أعدت حركات مماثلة تهدف لإسقاط الأنظمة الإسلامية التي فشلت في حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
وذكرت الصحيفة اليوم - الأحد - أنه منذ عامين ونصف العام، كانت تونس هي الشرارة الأولى التي ألهمت جميع الثورات الشعبية التي هزت العالم العربي في دول مثل مصر وليبيا واليمن وسوريا والتي عرفت بثورات الربيع العربى، ولكن تحول الوضع الآن لتسير تونس على خطى مصر وتبادر الثانية بإنشاء حركة "تمرد" لتسير على نهجها تونس.
ولفتت الصحيفة إلى أن سكان البلدان العربية التي قامت بثورات الربيع من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية لم تحصل على مرادها في ظل أنظمة إسلامية بددت كل آمالهم ولم يحصلوا من خلالها على ثمار التغيير.
ومضت قائلة إن النظام الإسلامى الذي كان يحكم مصر منذ اسبوعين والمتمثل في حزب الحرية والعدالة، وكذلك حزب النهضة في تونس فشلوا في تحقيق مطالب شعوبهم، واثبتوا فشلهم في فترة وجيزة من الحكم.
وأوضحت الصحيفة أن تونس ليست الوحيدة التي تسير على نهج مصر، مشيرة إلى أن تأثير "مرسي" وصل إلى شباب المغرب العربى الذي أسس حركة تسمى "تمرد" أيضًا وهدفها إسقاط الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامى.