أمينة رزق عن ذكرياتها في رمضان: ضربوا علينا نار في الجزائر وعرضت مسرحية داخل مخزن تبن
لكل منا ذكريات لا تنسى فى شهر رمضان ومواقف لا تنسى نحتفظ بها فى ذاكرتنا، وكذلك النجوم يحتفظوا بذكريات ومواقف احيانا جميلة واحيانا صعبة وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة أمينة رزق إحدى نجمات فرقة رمسيس والتي لقبت بعذراء المسرح ـ ولدت في مثل هذا اليوم 15 ابريل عام 1910 ورحلت عام 2003 ـ وتحكى في مقال لها بمجلة الكواكب عام 1958 عن هذه الذكريات وتقول:
سافرنا في إحدى جولات فرقة رمسيس الى الجزائر وكنا في شهر رمضان لتقديم احدى المسرحيات هناك وكانت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي، قامت مظاهرات الثوار في الشوارع اثناء وجودنا حتى اقتربت من الفندق الذى كنا نقيم فيه وذات يوم سمعت أصوات طلـقات نارية، وحسـبت انها طلـقات مدفع الإفطار، ففتحت النافذة لأجد الشمس لا تزال ساطعة، ورأيت الشبان الجزائريون يطـلقـون المـدافع والقنـابل على سيارات البوليس الفرنسي.
مظاهرات ثوار الجزائر
وأضافت أمينة رزق: لم يكد بعض الشباب الجزائريون يروننى من شرفة الفندق ويتعرفون على حتى أطلـقوا بعض الطلـقات فى الهواء كنوع من التحية، لكننى ارتبكت من شـدة الـفـزع وأسرعت بإغـلاق النافذة خـوفا من أن تصيبنى طلقة وظللت أتذكر هذا الموقف كلما جاء شهررمضان وسمعت صوت مـدفع الإفطار.
مخزن الغلال والتبن
وذكرى أخرى تحدثت عنها أمينة رزق فقالت: فى إحدى السنوات جاء شهر رمضان فى الشتاء وتساقطت الأمطار بشكل كثيف، وكانت الحفلة التى سنقيمها فى المحلة الكبرى، والمسرح الذى سنعرض عليه كان يتشكل بحسب الموسم، مرة دار سينما ومرة مسرح، وفى أغلب الأوقات يكون مخزن للتبن والحبوب لأن صاحب المسرح كان واحدًا من تجار الحبوب فى المحلة الكبرى، دخلنا الكواليس فإذا بالغرف كلها مزدحمة بجوالات التبن والفول ورائحة الممرات لا تطاق، واحتملنا ذلك على مضض، ورفع الستار، وأدينا الفصل الأول من المسرحية،
وتابعت أمينة رزق: لم يكد الستار يرتفع عن الفصل الثانى حتى هطلت الأمطار وتسربت المياه من الشقوق إلى سقف الكواليس والمسرح، وما كاد الفصل ينتهى حتى صرخ فينا صاحب المسرح وطالبنا بأن نسرع فى مساعدته لنقل جوالات التبن والفول بعيدًا عن مساقط المياه، وأقسم الرجل أن يغلق المسرح ويطرد المتفرجين إذا لم نساعده، أسرعنا كل أعضاء الفرقة نحمل جوالات الحبوب بعيدا عن أماكن التشققات حتى لا تغرق بالمياه.
انهت امينة رزق مقالها قائلة: كل هذا يدل على مدى معاناة الفنان في بدايته، وبالرغم من صعوبة هذه الذكريات الا انه ما ان يأتي رمضان إلا وأتذكر هذه الذكريات واضحك".