مدير "سي آي إيه": لا تستخفوا بتهديد روسيا بالسلاح النووي ويأس بوتين قد يدفعه لاستخدامه
اعتبر مدير وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" وليام بيرنز، أمس الخميس، أن انتكاسات روسيا العسكرية في أوكرانيا قد تدفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى استخدام سلاح نووي تكتيكي أو منخفض القوة، لكن الوكالة لم ترَ الكثير من الأدلة العملية التي تعزِّز هذا القلق.
وقال "بيرنز" في كلمة ألقاها في أتلانتا: "نظرًا إلى إمكان إصابة الرئيس بوتين والقيادة الروسية بيأس محتمل، وإلى الانتكاسات العسكرية التي يواجهونها حتى الآن، لا يمكن لأي منَّا التعامل باستخفاف مع التهديد الذي يمثله اللجوء المحتمل إلى أسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة نووية منخفضة القوة".
وتابع: "مع ذلك، ورغم حديث الكرملين عن وضع أكبر ترسانة نووية في العالم في حالة تأهب قصوى، فإننا "لم نرَ الكثير من الأدلة العملية على عمليات نشر أو ترتيبات عسكرية من النوع الذي يعزِّز هذا القلق".
وأدلى بيرنز بهذه التصريحات ردًّا على سؤال من السناتور الأمريكي السابق سام نان، المدافع البارز عن الحد من التسلح، في نهاية أول كلمة يلقيها منذ توليه مسؤولية المخابرات المركزية في مارس 2021.
وكان الكرملين أعلن وضعَ القوات النووية الروسية في حال تأهب قصوى بعيد بدء العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في 24 فبراير، لكن الولايات المتحدة لم ترَ "أدلة عملية" كثيرة على عمليات نشر فعلية لهذه الأسلحة من شأنها التسبب بمزيد من القلق، وفق ما أضاف بيرنز خلال حديثه أمام طلاب في جامعة جورجيا.
وتابع بيرنز: "نحن قلقون جدًا بالتأكيد.. أعلم أن الرئيس بايدن يشعر بقلق عميق بشأن تجنب حرب عالمية ثالثة، وتجنب العتبة التي يصبح فيها الصراع النووي ممكنًا".
وتمتلك روسيا الكثير من الأسلحة النووية التكتيكية، وهي أقل قوة من القنبلة التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية.
وتتميز العقيدة العسكرية الروسية بمبدأ يسمى "التصعيد من أجل خفض التصعيد"، والذي قد يشمل شن ضربة أولى بسلاح نووي منخفض القوة لاستعادة المبادرة إذا سارت الأمور على نحو سيئ في صراع تقليدي مع الغرب.
لكن في ظل هذه الفرضية "سيتدخل حلف شمال الأطلسي عسكريا على الأرض في أوكرانيا في سياق هذا الصراع (...) وكما أوضح الرئيس بايدن بشكل جلي، هذا أمر مرجح"، حسب بيرنز.
ومتذكرًا عمله سفيرًا للولايات المتحدة لدى روسيا، وجَّه بيرنز كلمات قاسية جدًّا لبوتين، واصفًا إياه بـ"رسول الثأر" الذي وقف على مرِّ السنين وسط "مزيج قابل للاشتعال من التظلم والطموح وعدم الأمان".