مراقد آل البيت ومشاهد الصحابة في حضن الإهمال (13)
حياة كريمة من أهم المبادرات الرئاسية، وحققت الكثير من الارتقاء بحياة المواطنين في قرى الريف، بصفة خاصة.. هذه المبادرة تهدف إلى التخفيف عن كاهل المواطنين بالمجتمعات الأكثر احتياجًا في الريف والمناطق العشوائية في الحضر.. وتعتمد المبادرة على تنفيذ مجموعة من الأنشطة الخدمية والتنموية التى من شأنها ضمان "حياة كريمة" لتلك الفئة، وتحسين ظروف معيشتهم.
عشوائيات ومتسولين
هذه التعريفات ترددت على أذان المصريين، كثيرًا، في الداخل والخارج، وأعيد تكرارها، الآن، بسبب ما رأيته في أثناء جولاتنا بين مقامات ومشاهد آل البيت في القاهرة، تحديدًا، من عشوائيات جغرافية، واجتماعية، وسلوكيات تنبع من الفقر المدقع للكثيرين ممن لا مأوى لهم سوى هذه المواقع.
عشرات المتسولين، يعيشون فرادى وعائلات.. ومعظمهم مرضى ومن ذوي العاهات، والاحتياجات الخاصة، ويتعمدون إبراز معاناتهم، فيشوهون صورة الأماكن الجميلة.. وهؤلاء كفيلون بإجهاض كل تطوير، أو تجميل تقوم به الدولة، بكافة أجهزتها المختصة.
هذا ما رأيناه في القاهرة، فما بالنا بالأضرحة والمزارات في الأقاليم، وفي قرى الريف، حيث ينخفض الدخل بشكل واضح ؟!.
ناهيك عن مشكلة المتسولين، فالحياة اليومية للمتسولين، المحيطين بالمراقد المباركة، تتسم بالسلوكيات المقززة، والمعاملات الخارجة عن القانون، حيث تكثر السرقة، وعمليات البلطجة، والتنافس على "النفحات" سواء مادية أو عينية !!.
أيضًا المباني العشوائية تقوم بنفس الدور السلبي الذي يؤديه المتسولون، ومن العجيب أن المبادرات الرئاسية نجحت في إزالة الكثير والكثير من المظاهر والأحياء العشوائية، ونقلت أهلها، وهم بالملايين، من قاع الفقر، إلى مستوى جيد من المعيشة.. لكنها لم تصل، حتى الآن، إلى حيث توجد المزارات والمقامات الشريفة.
من يعيشون في المراقد، وحول المشاهد، ويخربون الأضرحة، ويتطاولون على زائريها، صار إبعادهم حتميًّا، ولن تكتمل جهود التطوير إلا بذلك.
سبق أن وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي أكثر من مرة، بتطوير مزارات أهل البيت، والاهتمام بالمسارات المؤدية إلى مساجد ومقامات العترة الشريفة، ولكن لآن التغيير والتطوير لا يقتصر على الحجر والمباني، بل لابد أن يمتد إلى العنصر البشري. لذا أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يمد مظلة حياة كريمة إلى قاطني هذه الأماكن، وأن تتم إزالة العشوائيات منها لآنه بذلك سيكتمل جمال وروعة تطوير المسارات المؤدية إلى مقامات وأضرحة آل البيت والصحابة.