رئيس التحرير
عصام كامل

جحيم الإخوان


يعرف قادة الإخوان أنهم خسروا الحكم، ولن يتمكنوا من استعادته قريبا، ومع ذلك قرروا الاستمرار في حربهم التي أعلنوا شنها ضد الشعب وجيشه.. الحرب هدفها الانتقام من الشعب الذي لفظهم ورفض استبدادهم واتجارهم بالدين، والانتقام أيضا من الجيش الذي انحاز لهذا الشعب وقرر أن يؤدي واجبه في حمايته وتأمينه وتبني مطالبه.


ما يفعله الإخوان الآن ليس هدفه إعادة مرسي إلى قصر الرئاسة كما يقولون، لأنهم يعرفون أن ذلك بات مستحيلا، وإنما هدفه ترويع المصريين وتحويل حياتهم إلى جحيم بالتهديدات، وممارسة العنف، وقطع الطرق، وحصار المنشآت، وشل العمل وتعطيله في أماكن شتي.

فبعد أن كان الإخوان منذ أيام قليلة يقسمون بأغلظ الأيام أنهم لا يمكن أن يوافقوا على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مثلما طالبت جموع الشعب التي خرجت في طوفان هائل يوم ٣٠ يونيو، فها هم الآن على لسان أحد قادتهم وهو البلتاجي يؤكدون استعدادهم لذلك بعد إعادة مرسي للحكم!.. أي أنهم بالنسبة للحكم بدأوا يتراجعون علنا، لكنهم بالنسبة للانتقام لا يتراجعون.

لذلك لنا أن نتوقع استمرار بلطجة الإخوان التي نراها ونعيشها الآن بعض الوقت.. بل لنا أن نتوقع تزايد هذه البلطجة في الشارع أكثر وأكثر.. فإذا كانوا يوم الجمعة الماضي سعوا لإرباك المرور في القاهرة والجيزة فإنهم في اليوم التالي اعتدوا بالرصاص على المواطنين في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، والأغلب أنهم سوف يوسعون من اعتداءاتهم أكثر اليوم الأحد وغدا الاثنين وبعد غد، هكذا لكن غاب عن قادة الإخوان أن هذا الشعب لا يخاف وأن البلطجة التي يمارسونها تزيده إصرارا على لفظهم أكثر، وتمسكا بأن يلقونهم درسا نهائيا لا ينسوه.
الجريدة الرسمية