رئيس التحرير
عصام كامل

المفلسون


لو علم مخترع وسائل الاتصال على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، حجم الاهانات التي يتعرض لها عباد الله.. ما فكر للحظة واحدة في هذا الاختراع.. والمؤكد أنه كان على يقين أن اجتهاده سيصب بالتأكيد في صالح البشرية..


وفي كل الأحوال، فإن شبكة الإنترنت سلاح ذو حدين وهي قابلة للاستخدام في الخير أو في الشر.. وكل نفس بما كسبت رهينة.. وقد شغلني حجم الإفلاس الذي أصاب البعض لاسيما هؤلاء الذين يتخذونه مشتمة ومندبة ووسيلة للطعن في أعراض الناس بسبب ودون.. وإن كانوا لا يعرفونهم.. خذ عندك مثلًا.. إذا كتب على جبينك أن تكتب مقالًا.. يخالف رؤي البعض.. نالك منهم الويل والثبور وعظائم الأمور.. وجريمتك التي لا تغتفر أنك خالفتهم.. والأغرب أن هؤلاء الشتامين.. لا يقرأون.. وإذا قرأوا لا يفهمون..

كنا ننتظر منهم مناقشات هادئة تتعلق بلب ما يكتب وبالأفكار المطروحة.. إلا أن هذا للأسف لا يحدث.. المهم أنك عندما تخالفهم.. فأنت الخائن والعميل ومن يجب دخوله النار خالدًا فيها.. وربما كان مصيرك القذف من أعلي إلى أسفل أسوة بما حدث في سيدي جابر بالإسكندرية مع الأطفال الأبرياء.. والذين قتلوا دون جريمة ارتكبوها.. وإن رأي القاتل أن في قتلهم ترجمة للشريعة.. ولا أدري أي شريعة هذه.. ربما كانت شريعة الواق الواق..

الإخوة "الشتامين".. وما أكثرهم في هذه الأيام.. بعدما خاب أملهم.. ولم يستطعوا الضحك على الناس.. بفعلتهم وسلوكهم القبيح.. أدخلوا أنفسهم في دائرة الإفلاس.. وسيأتون يوم القيامة بصلاة وصيام وحج وزكاة.. فيأخذ هذا من حسناتهم.. وهذا من حسناتهم حتي إذا فنيت أخذ من سيئات الآخرين فحمل عليهم.. فهم المفلسون.. والمؤسف أنهم لا يدرون.. وقد تعلمنا أن المرء يثاب رغم أنفه.. والله من وراء القصد.
الجريدة الرسمية