قلة الأدلة وصعوبة إثباتها.. لماذا يشكك الخبراء بشأن شن روسيا هجوما كيماويا على ماريوبول
سلطت الصحف الضوء على الوضع الميداني للحرب، وسط تقارير تتحدث عن محاولة روسية أخيرة لحل المشكلات اللوجستية التي تعاني منها القوات منذ بدء العملية العسكرية، وتقارير أخرى تكشف عن معركة أكثر صعوبة في منطقة دونباس الشرقية.
تشكيك في الهجوم الكيماوي
ونقلت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية عن خبراء أسلحة تشكيكهم في الروايات التي تزعم أن روسيا شنت هجومًا كيماويًا على مدينة ماريوبول الأوكرانية، مرجعين السبب إلى الأدلة القليلة والأعراض التي ظهرت على الأشخاص الذين تزعم السلطات الأوكرانية تعرضهم لهجوم كيماوي روسي.
وقالت الصحيفة إنه رغم أن القوات الأوكرانية المتحصنة في مدينة ماريوبول المحاصرة أعلنت الاثنين الماضي، أن الروس استخدموا ”مادة سامة مجهولة المصدر“، إلا أنه في الساعات الأربع والعشرين التالية وجد أن العثور على دليل يثبت أنه هجوم بالأسلحة الكيماوية كان أكثر صعوبة.
واستشهدت الصحيفة البريطانية بتقرير أولي وصفته بـ“الضئيل“، تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر ضحايا مزعومين على أنهم مصابون بـ“فشل تنفسي“ وتشخيص محدد إلى حد ما لـ“متلازمة الدهليزي التاكتيكي“، وطنين في الأذن يؤدي إلى الدوار وربما القيء، وارتعاش العين وفقدان التوازن، لكنها أوضحت أن بعض المراقبين أعربوا عن شكوكهم في أن الأدلة المتاحة تشير إلى هجوم بالأسلحة الكيماوية.
ونُشر مقطع الفيديو المزعوم من قبل كتيبة ”آزوف“، وهي جماعة قومية أوكرانية مرتبطة باليمين المتطرف، وأظهر ثلاثة ضحايا لم تظهر عليهم إصابات خطيرة، في حادثة بدا أنها محدودة النطاق، بحسب وصف الصحيفة البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن خبير الأسلحة الكيماوية، دان كاسزيتا، قوله ”إنه من السابق لأوانه أن نقول بشكل قاطع ما حدث، ووفقًا للمعلومات المتاحة، لا دليل على استخدام سلاح كيماوي في موقع الهجوم المزعوم“.
غاز الأعصاب
في الوقت نفسه، قال إليوت هيجينز، مؤسس وكالة ”بيلينجكات للصحافة الاستقصائية“، إن الأعراض الموصوفة في الفيديو ”تتعارض مع أي غاز أعصاب أعرفه، مع عدم وجود تقارير عن انقباض حدقة العين أو تمددها أو تشنجاتها“.
اعتبرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن القتال في أوكرانيا يعرقل التحقيق في مزاعم الغازات السامة، مشيرة إلى أن“الحالات السورية“ تسلط الضوء على صعوبة إثبات مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية.
وأشار الخبراء، وفقًا للصحيفة، إلى أنه غالبًا ما تتبدد المواد الكيميائية الأخرى، مثل الكلور وبعض غازات مكافحة الشغب، في غضون ساعات، ويصعب اكتشافها.
ولم تؤكد إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ولا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رسميًا روايات الهجوم الكيميائي المزعوم.