المبتهل حسام الأجاوي: صدفة وراء اعتمادي بالإذاعة.. وزمن المبتهلين العظماء لم ينته (حوار)
لم أكرر ابتهالًا واحدًا طوال 20 عامًا
خرجت مطرودا من أحد مساجد "السيدة زينب" وعدت اليه مبتهلا
الصوت الجيد وإتقان المقامات الموسيقية أهم شرطين يجب توافرهما فى المبتهل
هناك أصوات جميلة ومبهرة، لا تجد الاهتمام الكافى ولا الفرصة المناسبة
أتمنى على رئيس إذاعة القرآن الاهتمام بالمبتهلين وحل مشاكلهم
المقارنة مع المنشدين غير الناطقين بالعربية ظالمة
سامى يوسف وماهر زين ومسعود كروتس وراءهم جهات إنتاجية ضخمة
الأناشيد والابتهالات الدينية فن راقٍ، ذاع في مصر وانتشر وازدهر خلال عقود سابقة تزامنًا مع ازدهار دولة التلاوة.
ولأن دوام الحال من المحال فإنه مع وفاة الشيخ سيد النقشبندي والشيخ نصر الدين طوبار، ومن قبلهما: الشيخ كامل يوسف البهتيمي والشيخ طه الفشني والشيخ على محمود اختفت الأصوات التي كانت تأخذ بالقلوب والألباب والتي ارتقت بفن الابتهال والإنشاد إلى أعلى عليين.
“فيتو” حاورت عددًا من نجوم الابتهال والإنشاد وأحد أبرز الشعراء الدينيين، وتحدثت معهم عن واقع ومستقبل الابتهالات والأناشيد الدينية في مصر، والبداية بالمبتهل الشيخ حسام الأجاوى أحد الأسماء اللامعة فى مجال الابتهالات الدينية، والذى نشأ نشأة قرآنية فى كنف جده الحافظ لكتاب الله، كما تدرج فى مراحل التعليم الأزهرى، وكان من أوائل دفعته بكلية الشريعة والقانون، يخطو بخطى ثابتة نحو هدفه.
*سألناه.. إطلالة سريعة على البدايات.. فالمقدمات قد تكون عنوانًا للنتائج؟
- نشأت فى بيئة دينية وأزهرية، عشت فى كنف جَدى الحافظ لكتاب الله تعالى، وكان يصحبنى برفقته إلى مسجد الأجاوى بالدقهلية، تفتحت عيناى مبكرًا على أجواء التلاوة والأناشيد الدينية، ثم التحقت بمعهد سمنود الأزهرى، ومنه دخلت كلية الشريعة والقانون، وتخرجت بتقدير عام "جيد جدًّا"، وكنت ضمن العشرين الأوائل، وتم تعيينى مدرسًا للعلوم الشرعية بمعهد سمنود الثانوى الأزهرى.
*ومتى ارتبطت بالابتهالات الدينية؟
منذ سنوات الأولى وأنا أواظب على الاستماع إلى المبتهلين والمنشدين الدينيين عبر أثير إذاعة القرآن الكريم. وكنت عضوًا أساسيًا فى الإذاعة المدرسية، وكانت بها فقرة مخصصة للابتهالات والأناشيد الدينية.
*من هم أبرز المبتهلين التى كنت تحرص على الاستماع إليهم وتأثرت بهم؟
كثيرون، ولكن أبرزهم: الشيخ سيد النقشبندى والشيخ نصر الدين طوبار والشيخ على الزاوى والشيخ عبد التواب البساتينى والشيخ محمد عمران.
*هل تتذكر تجربتك فى اختبارات الإذاعة؟
بالتأكيد، فقد قدمت أوراقى للمرة الأولى فى العام 1995، ولكن لم يتم استدعائى للحضور أو الاختبار، وكدت أنسى الأمر برمته، ولكن شاءت الأقدار أن يتم نقل صلاة الجمعة من أحد مساجد قرية النوية، واقترح بعض أهالى القرية الذين يعرفون موهبتى جيدًا الاستعانة بى فى رفع أذان الظهر، فهرعت إلى المسجد فرحًا، وشعرت بأن الحلم المؤجل يقترب من التحقق
ولكن أحد المصلين احتج ورفض أن أرفع الأذان، ولكن بعد الصلاة طلب عدد كبير من رواد المسجد أن أقدم فاصلًا من الابتهالات الدينية، ولفت أدائى انتباه رئيس التخطيط الدينى بالإذاعة، وطلب منى إعادة التقدم لاختبارات الإذاعة، وذهبت فى الموعد الذى حدده لى، وخضعت للاختبار أمام لجنة تضم نخبة من كبار المشايخ والموسيقيين، وأتذكر أن نقيب القراء الأسبق الشيخ أبو العينين شعيشع أبدى إعجابه بى وربت على كتفى وتنبأ لى بمستقبل طيب.
*ومتى تم اعتمادك رسميا وخروجك على الهواء مباشرة؟
تم اعتمادى رسميا فى العام 2002، وبعدها بشهر شاركت فى أول فجر لى على الهواء مباشرة، وكان من مسجد السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها، برفقة القارئ الشيخ محمود حسين منصور رحمه الله تعالى.
*هل يشترط فى اعتماد المبتهلين حفظ القرآن الكريم؟
لا يشترط فى المبتهل سوى الصوت الجيد وإتقان المقامات الموسيقية.
*وهل فكرت فى الجمع بين التلاوة والابتهال؟
لم أفكر فى الاعتماد قارئًا بسبب انشغالى وسفرى خارج مصر واكتفيت بالابتهالات.
*ولكن هل انتهى زمن المبتهلين ذوى الأصوات المتميزة؟
والله أبدًا.. هناك أصوات جميلة ومبهرة، ولكن ربما تضل الطريق إلى دخول الإذاعة أو لا تجد الاهتمام الكافى ولا تحصل على الفرصة المناسبة.
*فى المقابل.. هناك منشدون غير ناطقين بالعربية حققوا شهرة عالمية.. ما رأيك؟
لا أنكر ذلك، ولكن المقارنة بينهم وبيننا تبدو ظالمة وغير عادلة، المنشدون مثل: سامى يوسف وماهر زين ومسعود كروتس وراءهم جهات إنتاجية ضخمة جدًّا، هذا ليس متاحًا لدينا.
*هل يعنى ذلك غياب الاهتمام المحلى بالمبتهلين والمنشدين؟
فى الفترة الأخيرة اهتمت مشيخة الأزهر الشريف بإعادة الروح إلى الابتهالات والأناشيد الدينية بتوجيهات من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، اهتمامًا وتدريبًا وإنتاجا، وشاركت فى تدريب عدد كبير، كما شاركت فى كليبات مع كل من: مريم ناصر والزهراء لايق.
*ما أبرز المصادر التى تعتمد عليها فى أشعارك وأناشيدك؟
هناك عدد كبير من الشعراء الأكارم يمدوننى بإشعارهم، فأنا لم أكرر ابتهالًا واحدًا منذ اعتمادى قبل 20 عامًا، من أبرز هؤلاء الشعراء: محمد على راشد، طارق إسماعيل، أبو طالب محمود، الدكتور عمرو فرج لطيف، وأستاذ الأدب والبلاغة بجامعة الأزهر الدكتور بديع عليوة.. والأخير اتفقت معه أن تكون أشعاره حصرية لى.
*ما أبرز المواقف التى تعرضت لها وكان لها تأثير مباشر فى حياتك؟
المواقف عديدة، ولكن أبرزها: عندما حضرت إلى القاهرة بعد المرحلة الثانوية، للالتحاق بكلية التربية الرياضية، وكنت أخطط للمبيت عند أحد معارفى فى محيط مسجد السيدة زينب رضى الله عنها، للذهاب مبكرًا لاختبارات الكلية، ولم أتمكن من الوصول إليه؛ فى ظل عدم ظهور الهواتف المحمولة فى هذا الوقت، فدخلت المسجد وأخذنى النعاس
ولكن فوجئت بأحد أمناء الشرطة يطردنى، فلجأت إلى أحد شبابيك المسجد العريضة ونمت عليها حتى صباح اليوم التالى، وتعاقبت الأيام والسنون حتى عدت إلى المسجد مبتهلًا رسميًا ضمن شعائر صلاة الفجر، ونمت معززًا مكرمًا فى غرفة كبار الزوار، وأمين الشرطة الذى طردنى كان قائمًا على خدمتى، ومنذ ذلك اليوم اتخذت من جبر الخواطر منهجًا وسلوكًا فى حياتى.
*رسالة أخيرة توجهها لرئيس شبكة القرآن الكريم؟
أتمنى على الأستاذ رضا عبد السلام الاهتمام بالمبتهلين وعقد اجتماع دورى معهم للاطلاع على مشكلاتهم والعمل على حلولها.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ “فيتو”…