هل يتعارض الإسراف مع أخلاق الصيام فى رمضان ؟
الإسلام دين الاعتدال والوسطية في كل شيء، فهو يرفض التبذير والاسراف والتسابق الى شراء السلع الترفيهية والجرى وراء المظاهر مما يضر باقتصاد الاسرة فهل يتعارض التوسع والاسراف مع أخلاق الصيام ؟
يجيب الدكتور الأحمدى أبو النور وزير الأوقاف السابق فيقول: ان شهر رمضان هو شهر الصيام عن المشتهيات الحلال والصيام عن الاسراف والصيام عن كل ما يتنافى مع الشهر الكريم، فهو دين الاعتدال والوسطية لقوله تعالى ( والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ).
ان رمضان يقتصر الطعام فيه على اكلتين الإفطار والسحور وبهذا يقل الطعام بمقدار الثلث وعلى المسلم الا يتسابق على شراء السلع التي لا ضرورة لها وان نتدرب على عدم الأكل كثيرا، وفى المقابل ان نقبل على الله تعالى اقبالا روحيا لنغذى ارواحنا وعقولنا بالقران فشهر رمضان هو شهر القران إضافة الى التنافس في فعل الخيرات وان تقتصر حياتنا على الضروريات،ويعلمنا الرسول الكريم ان الاسراف وكثرة الطعام تؤدى الى ملء المعدة وتخمة الجسم وانه كان يكتفى بما يسد رمقه حيث قال ( يحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ).
غرائز البشرية
كما أجاب الدكتور سيد طنطاوى شيخ الازهر السابق فيقول: انه من الناحية الشرعية هناك امران هامان الأول: إن رمضان فى جوهره حرب ضد الإسراف لأن الصوم فى جوهره هو امتناع عن الاكل والشرب واخراج للنفس الانسانية عن إلف العادة وغرائزها البشرية.
القصد والاعتدال
والثانى:إن الإسراف فى حد ذاته سلوك ممقوت ومحارب اسلاميا، والنصوص الشرعية تدعو المؤمن الى القصد والاعتدال وتزين خلق المؤمن بالوسطية وعدم الاسراف، ويربط القران الكريم فى سورة الاسراء بين التبذير واخوة الشيطان فيقول (ولا تبذر تبذيرا، ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين، وكان الشيطان لربه كفورا ). كما تذكر سورة الفرقان ان عدم الاسراف من أخص خصائص المؤمن (والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ).
وأضاف الشيخ طنطاوى: أن القران يدعو الانسان الى الاعتدال فى كل دنياه فيقول فى سورة القصص (وابتغ فيما أتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك نت الدنيا واحسن كما احسن الله اليك، ولا تبغ الفساد فى الارض إن الله لا يحب المفسدين ). وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المسرفين المفاخرين بالمأكل والملبس والمشرب بأنهم من شرار الناس فيقول صلى الله عليه وسلم (سيكون رجال من أمتى يأكلون الوان الطعام ويشربون الوان الشراب ويلبسون الوان الثياب ويتشدقون فى الكلاماولئك شرار امتى. فإذا كان التوسط لب الفضيلة عند المؤمنين، والاسراف نكبة موجعة وبلاء مستطير فإن الصائم بشكل خاص اولى من غيره بضرورة الاقلاع عن كل مظاهر الاسراف وتأكيد معانى القصد والاعتدال.
القدوة الحسنة
ويشير الدكتور اسماعيل شاهين نائب رئيس جامعة الازهر السابق الى ان رمضان وسيلة للمنافسة وتنقية الروح من الشوائب العالقة بها وفقا لما ثبت عن رسول الله انه كان يستقبل رمضان بالجد والاجتهاد وينبه اصحابه لذلك بقوله (أظلكم شهر عظيم مبارك فيه جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، منتقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن ادى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان ادى سبعين فريضة فيما سواه ). وقد اصيب المجتمع المسلم بداء العادات التى قتلتالمقاصد الشرعية للعبادات والمعانى التى تقصد اليها حيث تطالعنا الصحف عن زوجة تطلب الخلع لانالزوج رفض شراء ياميش رمضان بالرغم من انه روى عن السيدة عائشة رضى الله عنها قولها ان زوجات النبى كان يمر بهن الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة اهلة ولا يوقد فى بيت رسول الله نار وان اغلب طعام الرسول الكريم كان الخبز والشعير فقط.