رئيس إذاعة القرآن الكريم: لن نذيع تلاوة قراء الـ"هتيفة".. وقبلنا الإعلانات بشروط | حوار
حريص على العدالة بين القراء وتلاوات تذاع لأول مرة فى رمضان
أحدثت تغييرا كبيرا فى الإذاعة والجمهور يشعر به
أكثر من 85% من خريطة الإذاعة عبارة عن قرآن
أعلم رفض الناس للإعلانات وقبلناها بناء على مواصفات معينة تناسبنا
لن أقدر على تنقية جميع الشرائط الموجودة لدينا من صوت الهتيفة
المهم عندى هو صوت القارئ وليس صوت المستمعين له
ليس لى علاقة بالتريندات وأركز على مستوى معين للإذاعة بعيدا عن "البروباجندا"
نحن إذاعة وطنية وأهم شيء عندها هو الانتماء لمصلحة الوطن
منذ تعيينه رئيسًا لشبكة القرآن الكريم.. يسعى رضا عبد السلام إلى تطوير خريطتها وتصويب مسارها.
يبدو “عبد السلام” متحمسًا وجادًا في إدخال محتويات جديدة والارتقاء بها ووضعها في المكانة اللائقة التي تستحقها، لا سيما في الانتقادات التي طالتها في السنوات الأخيرة.
يواجه “عبد السلام” تحديات جسامًا، بعضها ورثها عن أسلافه، والبعض الآخر يواجهه أثناء مباشرة عمله.في هذا الحوار لـ"فيتو"..يتحدث “عبد السلام” عن خطته لتحديث أقدم إذاعة دينية على مستوى العالم، كما يكشف عن الجديد الذي تقدمه شبكة القرآن الكريم خلال شهر رمضان، لا سيما أن الاستماع إليها يعقد طقسًا رئيسيًا عند كثير من الصائمين.. وإلى نص الحوار:
-بداية.. ما الذى تغير فى إذاعة القرآن الكريم منذ تعيينكم رئيسًا لها؟
-"رد متحمسا": لقد غيرت الكثير فى الإذاعة، والجمهور يشعر بهذا التغيير بالفعل، فقمت بإحضار تلاوات جديدة لم تكن موجودة ولم تذع من قبل، وأيضا اشترطت أن يكون الضيوف من المتخصصين فى كل المجالات التى يدلون فيها بآرائهم، من الحاصلين على درجة الدكتوراه على الأقل، كما قمنا أيضًا بتحديث بعض البرامج، وأحضرنا أحاديث لمشاهير المتحدثين سواء الموجودين حاليا أو التراثية، مثل: أحاديث الدكتور عبد الحليم محمود، فكل هذا أخرجناه والناس تشعر بهذا التجديد.
- ما طبيعة التحديات التى واجهتكم خلال الفترة الماضية؟
كان أكثر تحد يواجهنى منذ فترة هو كيف نحضر خطة عمل متنوعة لشهر رمضان، فهذا أول رمضان يمر علىَّ وأنا فى منصب رئيس إذاعة القرآن الكريم، لذا كان يشغلنى كثيرا أن أستعد له جيدا وأن أجهز برنامجا متنوعا من الفقرات والتلاوات التى يحبها المستمعون.
-وما الذى تسعون إلى تحقيقه خلال الفترة المقبلة؟
نحن نسير على نفس النهج بأن يكون هناك دائما تحديث فى البرامج، وأن يكون الضيوف على مستوى عال جدا، وأن تظل رسالة إذاعة القرآن على قوتها وهى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا هو نهجنا وخطانا التى نسير عليها.
- ما تفاصيل يوم رئيس شبكة القرآن الكريم؟
-يومى الطبيعى ينحصر بين مكتبى والمنزل، فأستيقظ وأتوجه لمكتبى فى الإذاعة ؛لأباشر عملى من الساعة العاشرة صباحا حتى الرابعة عصرا، وخلال هذه الفترة أقوم بفحص كل البرامج والتلاوات ودائرة العمل والمذيعين، حتى إننى أتابع أيضًا ردود أفعال المستمعين، ونحاول أن نتجاوب ونتفاعل معهم من خلال البرامج أو عن طريق التليفون، وكل هذا لتظل إذاعة القرآن الكريم ببهائها المعروف عنها، ثم أعود إلى منزلى نحو الساعة السادسة مساء.
- هل تتابعون ما تتعرض له الشبكة من انتقادات، بعضها قبل تعيينكم رئيسًا مثل: الفقرات الإعلانية المطولة؟
هذه الإعلانات يكون معظمها خيريا، لكننى أعلم جيدا أن الناس لديهم رفض شديد لموضوع الإعلانات، لكنها تؤدى دورا مهما فيما يتعلق بالوسائل الخيرية التى تسعى فى تحقيقها بالنسبة للناس، وأيضا نحن نختار الإعلانات بناء على سمت معين، بأن تكون خالية من الميوعة وأن تتصف بالاحترام والالتزام، وعندما قبلنا بالإعلانات قبلنا بها بناء على مواصفات معينة تناسب إذاعة القرآن الكريم.
- تقليص التلاوات القرآنية لحساب البرامج.. ما تعقيبكم على ذلك أيضًا؟
-(بدا غاضبا): لا يستطيع أحد أن يتحدث عن طول البرامج أبدا، فمساحة البرامج لا تتجاوز 10%، أما التلاوات والقرآن فمساحته تتجاوز 85%، ويشمل القرآن المجود بجميع أنواعه، والقرآن المرتل للقراء الخمسة الكبار، بالإضافة إلى فقرتين مرتل قبل الفجر بخلاف الخمسة الآخرين، وأيضا تضم هذه النسبة برامج تفسير القرآن الكريم، لذا أؤكد أن أكثر من 85% من خريطة الإذاعة عبارة عن قرآن.
- ما الجديد الذى تقدمه إذاعة القرآن الكريم فى شهر رمضان من برامج وتلاوات قرآنية؟
فى شهر رمضان لدينا 33 قارئا من كبار قراء مصر يوميا فى قرآن المغرب فى رمضان، بالإضافة إلى 3 أيام العيد، وهى تلاوات جديدة كانت موجودة فى الإذاعة لكن لم تذع من قبل فأخرجناها لنذيعها ولدينا أيضًا مسابقة بالتعاون مع وزارة الأوقاف اسمها: مسابقة شهر القرآن، وسيكون بها لأول مرة فائز يومى بمبلغ 500 جنيه، بالإضافة إلى جوائز مالية تقدمها وزارة الأوقاف للفائزين بالمراكز الخمسة الأولى، بالإضافة لبرنامج جديد اسمه: "رمضان عبر العصور" وهى فكرة جديدة تتناول رمضان من أول عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الآن.
ويوجد برنامج آخر اسمه: "الصالحون فى رمضان" وسيتناول سير الصالحين من كبار علماء الأمة والتابعين والصحابة، لدينا أيضًا كلمة لشيخ الأزهر يوميا قبل المغرب، وكلمة أخرى لفضيلة مفتى الجمهورية، وفى المساء سيتم عمل فقرة مفتوحة مع الصائمين للإجابة على أسئلتهم، ولدينا يوميا أيضًا نقل صلاة العشاء والتراويح من المساجد الكبرى ومساجد آل البيت.
-هل سوف يتم نقل صلاتى العشاء والتراويح من مسجد الهيئة الوطنية للإعلام أم من المساجد الكبرى؟
-لا.. أول يوم فقط وهو الجمعة قبل رمضان تم إذاعة التراويح من مسجد الهيئة الوطنية للإعلام، لكن بعدها فى العشر أيام الأولى تم نقل الصلوات من مسجد السيدة زينب ثم مسجد السيدة نفيسة وسائر آل البيت إن شاء الله.
- هل تواصلت الإذاعة مع أسرة الشيخ محمد رفعت للحصول على التلاوات التى أعلنت حفيدته أنها تحتفظ بها؟
فى الحقيقة هذا الأمر أحرص عليه كثيرا، فنحن نجمع حاليا تلاوات ليس فقط للشيخ رفعت، لكن لمعظم القراء الكبار، فأنا على صلة مع ابن مصطفى إسماعيل، وابن الشيخ محمد أحمد شبيب، وبالفعل حصلنا منهم على تلاوات، وهناك أيضًا ابن الشيخ محمد عمران الذى أمدنا بنحو 20 ابتهالا جديدا وسنذيعها قريبا بإذن الله، وسأتواصل مع حفيدة الشيخ محمد رفعت قريبا جدا.
- ما طبيعة الجهود المبذولة لتنقية التلاوات القرآنية القديمة والجديدة من فوضى وهتافات وتجاوزات المستمعين؟
هذه نقطة مهمة جدا، فمعظم تلاواتنا بنسبة تتجاوز 95% بهذا الشكل، فلا أستطيع أن أحرم الناس منها بسبب هذه الأصوات، وفى نفس الوقت لن أقدر على تنقية جميع الشرائط الموجودة لدينا، لكننا نحاول بقدر الإمكان عندما تكون الأصوات زاعقة جدا أن نعالجها، فهناك صيحات مقبولة وصيحات أخرى تخرج عن المألوف، وهذه نتعامل معها، لكن فى النهاية المهم عندى هو صوت القارئ وليس صوت المستمعين له.
- وهل يتم التنبيه على القراء الجدد بعدم اصطحاب «الهتيفة» إلى المساجد؟
بالطبع يتم التنبيه عليهم، ومن لا يلتزم لا نذيع له تلاواته.
- مستوى الأجيال الجديدة من القراء علامة استفهام كبيرة لا يتحملها الرئيس الحالى لإذاعة القرآن الكريم.. فهل هناك خطة للتعامل مع هذا الملف؟
الجيل الموجود حاليا جيل ممتاز جدا، وفيهم قراء ممتازون مثل: عبد الفتاح الطاروطي وحجاج الهنداوى والخشت، وهم قراء على مستوى عال جدا.
- إلى متى سوف يتم تسجيل الأمسيات الدينية من داخل مسجد الهيئة الوطنية للإعلام، خاصة بعد تخفيف التدابير الاحترازية فى مصر وخارجها؟
-عندما يُسمح لنا سنتواجد بالتأكيد فى المساجد ونهرول لها، فالأمسيات بغير المساجد ينقصها كثير جدا جدا من الروح، أما الأمسية فى المساجد يُضفى عليها بهاء وروعة، لكن حتى الآن لم يُسمح لنا بإقامة الأمسيات داخل المساجد الكبرى، ولم نحصل على موافقة بذلك.
- هناك شكاوى من بعض ورثة القراء الراحلين والقراء الحاليين من عدم العدالة فى إذاعة التلاوات القرآنية الخاصة بهم.. فهل هناك خطة محكمة لإذاعة هذه التلاوات؟
-(بدا منفعلا): لا يستطيع أحد أن يقول مثل هذا الكلام فى عهدى، فأى شخص يأتى إلىَّ يشكو من هذا أحضر له التلاوات التى تمت إذاعتها، وآخرهم قارئ مشهور فتأسف لى عن سوء ظنه، فأنا حريص على العدالة بين القراء، وأراجع هذا بنفسى سواء القراء الراحلين أو الحاليين، فأنا أسير بنظام دقيق جدا فى إذاعة التلاوات.
- يشكو بعض المبتهلين من تقليص المساحات الخاصة بهم.. فلماذا لا يتم تخصيص برنامج عن مشاهير المبتهلين والمنشدين وتعريف الناس بهم؟
من الممكن أن نفعل هذا فى الفترة المقبلة بإذن الله.
- فى فتنة المعراج التى أثيرت مؤخرا.. أبلت الإذاعة فيها بلاءً حسنًا.. فهل تشهد الفترة المقبلة التعامل فى مثل هذه الملفات الشائكة بعدما كانت تلتزم الصمت وترفع شعار التجاهل؟
-الحقيقة أنا لا أحب التريندات، وليس لى علاقة بها، لكنى أركز على مستوى معين لإذاعة القرآن الكريم بعيدا عن "البروباجندا"، ففى الإسراء والمعراج قمت بعمل نحو 10 إذاعات خارجية تحدثنا فيها بكلام علمى من متخصصين سواء فى التفسير أو فى علوم القرآن أو القصص أو خلافه، لكنى لم أقصد نهائيا الرد على أحد.
وإجمالا فنحن إذاعة وطنية أهم شيء عندها هو الانتماء لمصلحة الوطن، فإذا كان هناك ملفات شائكة فإننا نقدم الرأى الفقهى المناسب للعصر خصوصا أننا نعتمد فى هذا على دار الإفتاء المصرية التى تقرأ الواقع جيدا وتنزل الحكم الشرعى على الواقع بشكل رائع جدا، لأنهم تلاميذ الدكتور على جمعة والدكتور شوقى علام، فنحن إذاعة فى بلد وطنية هى مصر تراعى الانتماء وفى نفس الوقت تراعى تجديد الفقه الإسلامى لمتطلبات العصر الحديث.
- ما دور إذاعة القرآن الكريم فى ملف تجديد الخطاب الدينى ورفع الوعى باعتبارهما قضيتين أساسيتين يتحدث الرئيس عنهما؟
نحن لدينا مجموعة برامج وفقرات مفتوحة نركز فيها على هذه الأمور ونستضيف فيها أكبر علماء المسلمين فى الفكر الإسلامى وفى علوم القرآن لنضع لبنة من اللبنات فى سبيل تجديد الخطاب الدينى، وهو الخطاب الذى يناسب العصر مع الحفاظ على الثوابت الإسلامية.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"..