خسائر بالمليارات.. تفاصيل انسحاب ثاني أكبر بنك فرنسي من روسيا
قالت مجموعة سوسيتيه جنرال المصرفية الفرنسية، اليوم الإثنين، إنها أوقفت أنشطتها في روسيا وبيع حصتها الأكبر في مصرف روسبنك الروسي.
يأتي القرار بعد أسابيع من حث الزعيم الأوكراني الشركات الفرنسية على المغادرة بسبب حرب موسكو لبلاده.
وأعلنت المجموعة المصرفية في بيان أنها وقعت "اتفاقًا بهدف بيع حصتها الكاملة" في روسبنك ذي الثقل الكبير في القطاع المصرفي الروسي حيث كانت "سوسيتيه جنرال" المساهم الأكبر فيه بالإضافة إلى شركات التأمين التابعة لها في روسيا، إلى صندوق الاستثمار "انتيروس كابيتال" المساهم السابق في روسبنك، وهي شركة استثمارية أسسها فلاديمير بوتانين، أحد أغنى أعضاء القلة في روسيا، المقرب من الكرملين.
ضمان الاستمرارية
وجاء في بيان المجموعة أن "مع هذه الاتفاقية التي أُبرمت بعد عدة أسابيع من العمل المكثف، ستنسحب المجموعة بطريقة منظمة من روسيا مع ضمان الاستمرارية لموظفيها وزبائنها".
ولفتت "سوسيتيه جنرال" إلى أن هذه الصفقة تبقى خاضعة لموافقة السلطات التنظيمية المختصة وقانون المنافسة وأن استكمالها "يجب أن يحصل في الأسابيع المقبلة".
وقال بنك سوسيتيه جنرال في البيان إن انسحابه من روسيا سيكلفه 3.1 مليار يورو (3.4 مليار دولار).
وقال البنك إنه يتوقع استكمال الصفقة في الأسابيع المقبلة وإنها تخضع لموافقة الجهات الرقابية.
وهبطت أسهم سوسيتيه جنرال بأكثر من خمسة بالمئة بعد إعلانها.
وفي بيان منفصل، قال إنتروس إن "شروط الصفقة تمت الموافقة عليها من قبل اللجنة الحكومية لمراقبة الاستثمار الأجنبي في الاتحاد الروسي".
وأكد بوتانين في بيان شركته: "تعتزم Interros بذل أقصى الجهود لتطوير Rosbank".
وتابع "الهدف الرئيسي هو الحفاظ على استقرار Rosbank، فضلا عن خلق فرص جديدة لعملائها وشركائها".
وقال روسبانك في بيان إنه "مؤكد" أن الشركة ستحافظ على استقرارها بفضل "خبرتها" واعتمادها على "الخبرة الدولية".
مقاومة كبيرة
وقال البنك الروسي إنه بنى "مقاومة كبيرة" للاضطرابات الاقتصادية بسبب "سياسة المخاطر المدروسة جيدًا" بالإضافة إلى محفظة القروض المتوازنة وقاعدة السيولة المتنوعة.
وانسحبت مئات الشركات الأجنبية، من مؤسسات مالية ومطاعم، من روسيا منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
لكن انسحاب الشركات الفرنسية التي تُعدّ من أكبر المجموعات الموظِفة في روسيا كان من الأبطأ، ما دفع بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى حضّ هذه الشركات على مغادرة روسيا خلال إلقائه خطابًا أمام البرلمان الفرنسي في 23 مارس الماضي.
جاء النزوح الغربي بعد الغزو وسلسلة من العقوبات الغربية على روسيا، بما في ذلك تجميد 300 مليار دولار من احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية في الخارج.
واجهت روسيا منذ ذلك الحين خطر التخلف عن سداد ديونها.