مكاوي الزمن الجميل.. الشيخ سيد تفوق على محمد فوزي والسر في الطبلة
"اصحى يا نايم اصحى يا نايم"
"مسحراتي، منقراتي، وأنا قلبي راضي، أنا قلبي رايق"
أيقونة رمضانية يعشقها المصريون وينتظرونها كل عام، بالرغم من وفاته عام 1997، إلا أنه لا يزال أحد معالم الشهر الفضيل.
بدأت رحلة الشيخ سيد مكاوي مع المسحراتى بالصدفة، ففى الستينيات من القرن الماضى حرصت الإذاعة المصرية على تقديم "المسحراتى" سنويا.
وكان الفنان محمد فوزى أول من قدم المسحراتى عبر أثير الإذاعة.
وفى عام 1968 عهدت الإذاعة إلى عدد من الملحنين بالمشاركة فى تلحين الثلاثين حلقة، ومنهم أحمد صدقى، ومرسى الحريرى، وعبد العظيم عبد الحق.
كما طلبت من الشيخ سيد المشاركة فى تقديم ألحان جديدة للمسحراتى، وأسندوا إليه ثلاث حلقات فى ذلك العام.
وفى اليوم المحدد للتسجيل اتجه للإذاعة ليس بصحبة فرقته الموسيقية، أو حتى العود الذى تعود أن يصحبه معه فى كل مكان.
رحلة المسحراتي
وحمل فى يده حقيبة صغيرة فقط، وما أن شاهده المسئولون فى الإذاعة ومهندسو الاستوديو، حتى ارتسمت على وجوههم الدهشة، وهم يتابعون الشيخ سيد الذى دخل إلى الاستوديو، ووقف أمام الميكرفون، ثم أخرج من حقيبته "طبلة" صغيرة وبدأ يستخدمها بدلا عن الفرقة الموسيقية، وكانت المفاجأة أن حلقاته نالت نجاحًا جماهيريًا منقطع النظير، فتم تكليفه فى العام التالى بتلحين وغناء الحلقات كاملة، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مكاوى «المسحراتى» الوحيد للإذاعة المصرية، وكان له الفضل الأول فى وضع أساس لحنى خاص للمسحراتى، وظل يقدمه بنفس الأسلوب حتى وفاته فى 21 أبريل 1997.
انتقل الشيخ سيد بطبلته إلى الشاشة، حيث طلبت منه إدارة التليفزيون تقديم المسحراتى على الشاشة الصغيرة، فسجل 60 حلقة كتبها لها رفيق الرحلة مسحراتى الشعراء فؤاد حداد.
شخصية المسحراتى قدمها الفنان سيد مكاوى على مدار شهر رمضان من أشعار وأغانى فؤاد حداد، وسيناريو حسن فؤاد، وموسيقى وألحان وأداء سيد مكاوى، وإخراج فتحى عبد الستار وإنتاج أفلام التليفزيون.
بدأ سيد مكاوي في تقديم المسحراتي مع الشاعر فؤاد حداد الذي صاغها شعرًا، وظل يقدم المسحراتي بنفس الأسلوب حتى وفاته، وهو أسلوب على بساطته الشديدة يعتبر بصمة فنية مهمة في الكلمات ومحطة من المحطات اللحنية المتفردة في التراث الموسيقي الشرقي.
ولد سيد مكاوي لأسرة شعبية بسيطة في حارة قبودان بحي الناصرية في السيدة زينب في القاهرة في 8 مايو 1928، وكان مكاوي كفيفًا، وكان ذلك عاملًا أساسيًا في اتجاه أسرته إلى دفعه للطريق الديني بتحفيظه القرآن، فكان يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة في مسجد أبو طبل ومسجد الحنفي بحي الناصرية.
نقلًا عن العدد الورقي…