عادل عبدالحفيظ يكتب: الصعيد بين نشر أسماء "الغلابة".. وكراتين رمضان وإعلان عمرو دياب
مع نفحات الشهر الكريم والصيام والقيام والتقرب الى الله والدعاء من القلب للوطن والمواطن معا، أجدني مضطرا لأن اتنفس، ولو بصوت عالٍ، ربما يصل صوت انفاسنا الى العاصمة، ويجد من يقوم ويقيم معا اشياء ربما تكون بسيطة لكنها فى الحقيقة عميقة، وغالبا ما يستغلها بعضهم للنيل من انجازات تجرى على الارض وفى كل مكان فى مصر.
هناك يا سادة ثلاثة مشاهد فى مجموعها، ان كانت قد تمت بقصد فإن مؤلفها ومخرجها مغرض وهدفه تحقيق غضب فى صدور المواطنين، وإن كانت دون قصد فمؤلفها ومخرجها غير جدير بمكانه، وهو مؤلف فاشل ومخرج درجة تالته "ترسو يعني".
المشهد الأول
"نهار– تصوير خارجى – متنقل"، وده قطعا بلغة أهل السينما..
المشهد للنجم "عمرو دياب"، وهو يقوم بتغيير "فردة كاوتش عربية"؛ بغرض اظهار "العضلة"، ويلحقه بمشهد، وهو يجرى فى الشارع بغرض إظهار "السمانة"، ثم يجفف عرقه بهدف اظهار لون "الفوطة".
والخلاصة انه إعلان لهيئة البريد التى دفعت للنجم والهضبة 15 مليونًا و500 ألف جنيه خالية الضرائب وللطاقم المصاحب ما يقارب 2 مليون جنيه، ولم يظهر شعار البريد إلا 15 ثانية فقط، وكأنه إعلان فقط غرضه تذكيرنا بأن الهضبة لا يزال شابا، والغريب ان مكاتب البريد فى صعيد مصر بصفة خاصة لم تستطع توفير مقاعد للمسنين من أجل الجلوس عليها انتظار لصرف معاشاتهم القليلة، والتى يفوق سعر "فوطة الهضبة" قيمتها.
المشهد الثانى
"نهار – تقاطر عددى – نسائى ورجالي"، ومكانه إدارة التضامن الاجتماعى بأبو تشت بشمال محافظة قنا.
هناك تم رصد طابور يمتد عشرات الأمتار أمام هذه الادارة التى ربما أعلنت استقلالها عن وزارة التضامن ذاتها، والهدف تسليم المسنات "فيزا" جديدة واستبدال "القديمة"، ولانعرف ما الفارق.
وليست هذه هى المشكلة وانما المشكلة ياسادة؛ أن البيه المختص قرر إغلاق أبواب الإدارة لأنه مش قادر يتعامل مباشرة مع السيدات المسنات لأسبابه وتنشئته الأرستقراطية، وقرر فتح نافذه بعرض متر وطول نصف متر ايضا، ولابد للسيدة ان تقف على " سلالم بلوك " من اجل ان تطال شرف التحدث مع المسؤل، ليس هذه كل ما حدث وانما قام بغلق النافذة لانه مرهق ومع وقف جميع الخدمات الاخرى، وخاصه سيستم المساعدات الشهرية للبسطاء ومع استغراب المشهد الذى انتهى بتدافع وسقوط السيدات من امام نافذة الحاكم بأمره موظف التضامن، حاول بعض الشباب اقناعه بأن يفتح ابواب الادارة رحمة بالجميع، وكانت اجابه الموظفين: "لا مش هنشتغل واللى يعرف الوزيرة نيفين القباج ياريت يروح لها يقول لها اننا مش بنخاف".
المشهد الثالث
"نهارى ليلى".. معظم مدن وقرى الصعيد وخاصه "قنا – الاقصر".
وهو توزيع كرتونة رمضان "2 كجم سكر و1 أرز و1 بلح و1/2 مكرونة"، وتسليمها للسيدات والرجال البسطاء بل وتصويرهم اثناء استلامهم لهذه الكرتونة، وبث مباشر على صفحات التواصل وكأنها محاوله إذلال وفضح المواطن البسيط لانه بسيط.
وان كان هذا اسلوب مرفوض شكلا ومضمونا من الجمعيات ومرضى الشهرة وسيدات المجتمع اللاتي يبحثن عن دور لهن يشعرهن بأهميتهم فى هذا الكوكب، الا انه مرفوض بشدة من بعض الجهات الحكومية فى محافظة قنا التى قامت بنشر اسماء المستحقين وعناوينهم عبر صفحاتها الرسمية، وهو وللحق ما استدعى مديرية التضامن بقنا لفتح تحقيق عاجل فى الواقعة، ولكن ياسادة ماذا يفيد التحقيق بعد وقوع الفضيحة ؟!!
ثلاثة مشاهد مستفزة تتقاطع مع تعليمات الحكومة بحسن معامله المواطن ومع تعليمات د. مدبولى، رئيس الحكومة، بالترشيد الحكومى الشديد، وبات صانعى هذه المشاهد التى يستغلها أتباع "المحظورة واخواتها من سكان صفحات التواصل" فى النيل من كل انجاز وبات السؤال: هل هم طابور خامس ام مسؤولون غير مؤهلين لمناصبهم ؟!