عندها عرق صعيدي.. تعرف على مارين لوبان منافسة ماكرون على رئاسة فرنسا
تأهلت مرشحة اليمين المتطرف وزعيمة حزب التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبان للجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية بحسب العربية، بعد اجتيازها المرحلة الأولى من معركة الانتخابات الرئاسية في فرنسا.
مارين لوبان
وعززت لوبان من حظوظها في السباق نحو الإليزيه في مواجهة الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث يتوقع أن تكون هناك جولة ثانية يتنافس فيها 12 مرشحًا وتنطلق هذا الشهر.
وحازت مرشحة اليمين المتطرف (53 عامًا) الحائزة شهادة الماجستير في القانون، اهتمام الشارع الفرنسي خلال الاقتراع الحالي، مقارنة بمحاولتين سابقتين منيتا بالفشل، لكن هذه ستكون فرصتها الأخيرة؛ إذ أكدت سابقًا أنها لن تخوض السباق إذا فشلت هذه المرة.
وولدت مارين لوبان في بلدية "نويي سور سين" الغنية في كنف عائلة تعشق السياسية، وانضمت إلى حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي كان يرأسه والدها جان ماري لوبان في سن 18.
في 1992، وبعد ما حصلت على شهادة جامعية في مجال القانون، باشرت عملها كمحامية في محكمة باريس، فيما حاولت في نفس الوقت المشاركة في انتخابات في الدائرة رقم 16 بباريس، لكن دون جدوى؛ فوجب عليها الانتظار حتى عام 1998 لكي تفوز لأول مرة في الانتخابات المحلية بمنطقة "با دو كالي" كمستشارة.
سياسة المحسوبية
لكن تأثيرها المتزايد في الحزب في ذلك الوقت أغضب الكثيرين، إذ نددوا بسياسة المحسوبية والمحاباة التي كان يمارسها والدها، لكن رغم الانتقادات، لم يغير جان ماري لوبان موقفه واستمر في دعم ابنته مارين وهدد كل من ينتقدها بطرده من الحزب.
وتمثل هدف مارين لوبان الخفي آنذاك في تسويق صورة جديدة لحزب "الجبهة الوطنية"، ونجحت في ذلك إلى حد ما إذ فازت بالانتخابات الأوروبية في 2004 و2009 قبل أن تخلف والدها على رأس الحزب في 2011.
وشاركت لوبان في غمار الانتخابات الرئاسية للمرة الأولى في 2012 وحصلت على 17.90 % من الأصوات في الجولة الأولى، في نفس السنة، أطلقت على الحزب اليميني المتطرف تسمية جديدة ليصبح حزب "التجمع الوطني".
وفي 2017، شاركت للمرة الثانية في الانتخابات الرئاسية لكنها فشلت في الجولة الثانية أمام إيمانويل ماكرون بعد أن حصلت على 33.90 % من الأصوات مقابل 66.10 لصالح ماكرون.
ورغم الهزيمتين، لا تزال لوبان، وهي أم لثلاثة أبناء، تتمسك بأمل بالفوز وتخوض غمار الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة على التوالي بعد اجتيازها المرحلة الأولى من الانتخابات بصحبة الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون وكان التاريخ يعيد نفسه.
ورغم عدائها للمهاجرين غير الشرعيين، فإن مارين لوبان سبق لها وأن دافعت عنهم عندما كانت محامية، لكن اليوم تغير تمامًا موقفها وأصبحت تدعو إلى غلق الحدود الفرنسية لمنع تسللهم.
أصول صعيدية مصرية
ولوبن التي بدأت حياتها المهنية محامية كشفت قبل سنوات عن أصولها "الصعيدية"؛ إذ قالت في تجمع انتخابي عام 2017، إنها من أصول مصرية؛ إذ إن والدة جدتها كانت تُدعى بولين، وهي قبطية من جنوب مصر.
ويبدو أن ولع الفرنسيين بالحضارة والآثار المصرية، دفع لوبان، أو "طائر الفينيق" كما تحب أن تعبر عن نفسها، للكشف عن جذورها المصرية.
ويعتقد باحثون أن ما ذكرته لوبان عن أصولها المصرية يشير إلى زمن الوجود الفرنسي في مصر أوائل القرن الثامن عشر؛ حيث اشتهر الفرنسيون بأعمال التجارة والتنقيب عن الآثار، والاحتكاك بالمصريين؛ حيث حدثت مصاهرة بين عائلات مصرية وفرنسية كثيرة كانت أغلبها في الصعيد.
وتصف لوبان نفسها بـ"طائر الفينيق" الذي ينهض من بين الركام، في إشارة إلى أن الخسائر المتتالية لا تثنيها عن مواصلة العمل بكل قوة صوب رئاسة فرنسا.
وتنافس لوبان ماكرون بضراوة في السباق نحو الإليزيه؛ إذ تكاد استطلاعات الرأي تضع الاثنين على درجة التأييد نفسها.. 26% لماكرون 25% للوبان، بعد أن كان الفارق أكثر من 12 نقطة.
حظر ارتداء الحجاب
وأثارت لوبان الرأي العام داخل الأوساط الفرنسية في تصريح غريب ضد الحجات قبل ثلاثة أيام من انطلاق انتخابات الرئاسة الفرنسية حيث أعلنت رغبتها في فرض غرامة مالية لمعاقبة وحظر ارتداء الحجاب، خلال مقابلة على قناة "إر تي إل".
واعتمدت لوبان في تصريحاتها الأخيرة على ما وصفته مبدأ "محاربة أيديولوجية استبدادية تسمى الإسلاموية" لتؤكد أنه، في حال تم انتخابها، سيتم فرض غرامة مالية على المحجبات في الشارع، معتبرة أن الشرطة الفرنسية "بارعة جدا في تطبيق ذلك".
وتعتقد مرشحة اليمين المتطرف أن أكثر من 85٪ من الفرنسيين لا يريدون وجود الحجاب في الأماكن العامة لأن الإسلاميين يستخدمونه كزي رسمي للتعبير عن تقدم الأصولية الإسلامية في العشرين عامًا الماضية، على حد قولها.
وفي يناير 2021، قدمت مارين لوبان مشروعها لمحاربة "الأيديولوجيات الإسلامية" التي تعتبر "شمولية" وأصبحت في نظرها "في كل مكان"، والتي تنوي إبعادها عن جميع مجالات المجتمع، بدءًا من الحجاب.
وبين معارك الحشد والتأييد يظل كرسي الرئيس الفرنسي شاغرًا حتى يتم تحديد المنتصر في معركة الانتخابات الرئاسية للدولة العظمى وثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الاوروبي واحد القوى العسكرية الرئيسية بالعالم بعد جولة الإعادة المزمع عقدها في 24 أبريل الجاري.