رئيس التحرير
عصام كامل

بين فاتن أمل حربي ونشوى الديب..كيف استقبل المصريون الحديث عن تعديل قانون الأحوال الشخصية؟

فاتن أمل حربي
فاتن أمل حربي

قبل 47 عامًا، تطرقت الفنانة فاتن حمامة  مجسدة دور «درية» في فيلم «أريد حلا» إلى مشكلات تواجهها الزوجة المصرية، وثغرات داخل قانون الأحوال ال شخصية، وحق الزوجة في طلب الطلاق دون عقبات، أحدث الفيلم حينها صدى كبير لدى الرأي العام للحد الذي وصل إلى صناع القرار، وطالب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، المشرع بتغيير القانون.

الفن دائمًا مرآة الشعوب، ونبضها الحي، يستطيع في لحظات التوهج التغبير عن مكامن المواطن ومعاناته بأدق تفاصيلها، فبعد 4 عقود على «أريد حلًا» جاءت الفنانة نيللي كريم في «فاتن أمل حربي» لإلقاء حجر جديد في الماء الراكد، وتفتح ملف المطلقة المعيلة بكل ما تواجهة من صعوبات، بالتزامن مع تحركات نسائية برلمانية، من عدد من النائبات على رأسهم نشوى الديب، فاطمة سليم.

 

وأكدت نشوى الديب، عضو مجلس النواب، إعدادها مشروع قانون بشأن تعديل قانون الأحوال الشخصية.أنها تقدمت به نظرا لقدم القانون الحالي الذي مر عليه أكثر من قرن وأصبح لا يواكب متطلبات العصر والتغيرات الاجتماعية الحالية. النفقة سعة المنفق

ومشروع القانون نص على أن يراعي في تقدير النفقة سعة المنفق وحال المنفق عليه والوضع الاقتصادي زمانا ومكانا، وفى كل الأحوال بما لا يقل عن حد الكفاف، وتلتزم الدولة بتوفير ما يزيد على حد الكفاف ليصل إلى ما يوفر الحد الأدنى للحياة الآدمية الكريمة للأسرة التى لا يستطيع المنفق توفيره.

 

 

سكنى الفنادق 

في واحدة من حلقات المسلسل تطلقت إلى عدم السماح للمطلقة المعيلة، سكنى الفنادق، حتى وإن لم يكن نص قانوني يمنع ذلك، ومن هنا تقدمت فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، باقتراح برغبة لوزير السياحة والآثار في شأن اتخاذ الإجراءات العاجلة نحو شكاوى السيدات المتواصلة من منعهم للنزول بالفنادق دون محرم قبل وصول سن الأربعين رغم عدم صدور قرار رسمي بذلك بأى من جهات الدولة المعنية، مؤكدة أن عدم السماح للنساء بالإقامة في الفنادق يعد بشكل صريح وواضح تمييزا ضد المرأة وحجر على أهليتها وهو ما يُعد مخالفة صريحة لنصوص الدستور.

 

ردود أفعال كبيرة ومتباينة  بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما بين  مؤيد للقضايا التي يتطرق إليها كاتب العمل وأبطال، وهم في الأغلب من العنصر النسائي، وبين رفض شديد لما يقدم، باعتباره فيه مخالفة لحديث شريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم والمتعلق بحضانة الأم بعد الزواج عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن ابني هذا كان بطني له وِعاء، وثَدْيِي له سِقاء، وحِجْري له حِواء، وإن أباه طَلَّقَني، وأراد أنْ يَنْتَزِعَه مِني، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أنتِ أحقُّ به ما لم تَنكحي».

يرى بعض القانونيين، إن هناك مغالاة في طرح القضايا، وأن قانون الأحوال الشخصية ليس بحاجة إلا أي تعديل، فهو المنتصر للمرأة سواء زوجة أو مطلقة على طول الخط، وقال محمد ميزار المحامي والخبير القانوني في الشئون الأسرية، إن ما يتناوله أبطال مسلسل فاتن أمل حربي هو فكر صادم ينكر مكتسبات المرأة ودعمها قياديًّا وسياسيًّا وعلى مستوى التعديلات التي طرأت على التشريعات، ونستعرض ما دار بالحلقات التي تم عرضها بترسيخ الفكر وتسخير الرأي العام على أن المطلقة مكانها الشارع وتصدير تلك المشاهد للرأي العام في مصر والعالم العربي بل والعالم  مغالطة كبيرة يتبادر للأذهان لأول وهله أن التشريع المصري لم ينصف هذه السيدة والتي أصبحت بلا مأوى.

 

مسكن الزوجية 

وتابع أن القانون قد منح المرأة الحق في التمكين من مسكن الزوجية حتى والعلاقة الزوجية قائمة والحق أيضا في عدم مغادرة المنزل وطلب إستمرار من داخل المنزل، وعند حدوث طلاق تتمكن من مسكن الزوجية منفردة بصفتها حاضنة لصغارها.

 

وأوضح أن المسلسل عرض معاناة حول الولاية التعليمية للأم الحاضنة وهذا الأمر ليس له وجود حاليًا فالأم تستطيع وبكل سهولة وفي غضون أسبوع من الحصول على أمر وقتي بالولاية التعليمية للصغار، والأم الحاضنة والمطلقة لا تحتاج إلى ذلك حرفيًّا استنادًا للكتاب الدوري رقم 29 لسنة 2017 وهو أمر يبيح للمطلقة الحق في الولاية التعليمية دون حاجة لصدور قرار بذلك كما حاول المسلسل ترسيخ مفهوم الحق المطلق للمطلقة في حضانة الأطفال عندما تتزوج. 

 

 

الجريدة الرسمية