قصة عمرها أكثر من 80 عامًا.. أقدم مطبعة في قنا بدأت يدويا وانتهت بالماكينات الحديثة | فيديو
في زاوية ضيقة على جدران ترتسم عليها علامات الزمن الذي قارب على الثمانين عاما، هناك لافتة قديمة تهالكت من أشعة الشمس، عند الاقتراب منها تسمع صوت الماكينات والآلات التي تطبع، عالم غريب مليء بالكثير من المفاجأت التي تشتم فيها روائح الزمن الجميل.
يقف رجلا عمره حوالي 67 عاما مرتديا جلبابه الصعيدي ويضع العمامة على الرأس يجلس على منضدة خشبية قديمة، جميع أركان المكان تعج بكل ما هو قديم وعتيق.
“فيتو” أجرت بثا مباشرا من داخل أقدم مطبعة بمحافظة قنا يصل عمرها إلى 80 عاما تقريبا.
أكد الحاج مبارك محمد نورد الدين، صاحب المطبعة أنه تربى بين جنبات تلك المطبعة وهو ابن الثامنة من العمر، عندما كان يشاهد والده وهو يعمل في الطابعة بالرجل إلى أن تطور الأمر باليد ومن ثم بالكهرباء التي وصلت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
ونوه إلى أن الطباعة حياة وعالم مختلف بحسب كل شخص فمنهم من يعمل في طباعة الكروت، ومنهم من يعمل في طباعة الدفاتر والمصاحف وغيرها.
الحروف الرصاص
وأكد الحاج “مبارك” أنه يمتلك حروفا مصنوعة من الرصاص التي قام بصناعتها الإنجليز أثناء تواجدهم في مصر.
وأشار إلى أن هذه الحروف كانت مصنوعة على خشب في البداية إلى أن تم صناعتها بهذا الشكل الذي هي عليه الآن.
وأكد الحاج “مبارك” أن هناك كليشيهات قديمة مصنوعة من الخشب موجودة حتي اليوم بالمطبعة، لافتا إلى أن المطبعة كانت تطبع كروت مختلفة باشكال متنوعة.
وأشار إلى أن المطبعة تحتفظ بكل ما هو تراثي موجود فيها حتى اليوم منذ بدايتها، مؤكدا أنه لن يفرط في قطعة واحدة من المطبعة.
وقال إنه ورث المهنة لأبنائه وأحفاده الذين يأتون إلى المطبعة للمتابعة والتعلم والعمل من أجل بقاء هذه المهنة في العائلة إلى أبد الدهر.
ولفت إلى أن نجله الأصغر بدأ في تطوير المهنة من خلال شراء ماكينات طباعة ملونة.