غراب البين يكتب: بلاش الأذية
بعد يوم كامل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله قلت أريح جتتى على أحد جزوع الشجرة اللى فى وسط البلد.. جلست وانكمشت فى ريشى ولسه هروح فى النوم وإذا بأصوات طرقعة الطاولة والدومينو تأتينى من المقهى أسفل الشجرة.
نظرت لأسفل فوجدت أن الحاج منصور أبو شريفة هو من خبط الطاولة ليغلقها متضجرًا ويدخل فى حوار مع زملائه على المنضدة قائلا: هى الناس اللى بتنشر صور ولائم الأكل على الفيس بوك دى ماعندهاش دم يعنى ولا إيه؟
فيرد عليه الأستاذ ممدوح ساخرًا: دى ناس مش حاسه باللى الناس فيه.. ومعظمهم من الشباب اللى مش حاسس بمعاناة الآخرين.
الباشمهندس حمدى ضاحكًا: وانتم متغاظين ليه.. عادى يعنى.. طب انا نشرت صورة وليمة الإفطار اللى كانت عملاها حماتى النهاردة وعليها كل ما لذ وطاب من بط ومحشى وفراخ ولحوم.
الحاج منصور بحرقة: والله انت ما عندك دم ولا انت ولا حماتك.
وهنا وقفت على قدمى وفردت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى "قاق قاق".. فراح رواد المقهى جميعا يهشوننى ويقولون لى غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعًا قبل أن يحدفونى بالطوب ولسان حالى يقول: بقى أنا اللى جايب لكم النكد ولا أنتم اللى جايبينه لبعضكم البعض؟
يعنى فى ظل الظروف العالمية دى وشكاوى الناس من غلاء المعيشة يأتى من يتباهى بوليمة على إفطار رمضان وينشرها على الفيس بوك دون مراعاة مشاعر المتقشفين رغم أنفهم.. ألم يدعو هذا التصرف للنكد والغم على بعضهم؟
أنا لا أقول تقشفوا للقادرين.. ولكن أقول راعوا مشاعر الآخرين.. فلتأكل ما تحب من بط ومحشى ولحوم.. لكن لا داعى للإعلان عن وليمتك أو عزائمك.
ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم.. وكل عام وأنتم طيبين ورمضان كريم على جميع خلق الله وخاصة البنى آدمين اللى محرمين عليا النوم.